عُودٌ تزيدٌ العينُ في إكرامِهِ
فتطوفُ بين حلالهِ وحرامِهِ
لا الجَفنُ يُسبَلُ، لا انصرافَ لمُقلةٍ
عن مُنحنى قَدٍّ وعن أحكامِهِ
ما الصبرُ؟ ما كَفُّ العُيونِ تحرُّجًا؟
ولقد تثنّى العُودُ في أيّامِهِ!
عيناكِ أقربُ جنَّتينِ لعاشِقٍ
تأبى عليه النفسُ تركَ مقامِهِ
لكنَّ كبوتَهُ طَغَت فأرادَ عرشَكِ
طالِبًا للعَونِ مِن خُدّامِهِ
لا هَمَّ بالجِسمِ الشَّهيِّ يضُمُّهُ
لَهَفًا، ولا للقلبِ مالَ بِهامِهِ
ما قال إلّا كِلْمَةً مِن شهوةٍ
ثُمَّ ارتخى للكِبرِ شَدُّ لِجامِهِ
لو تعلمي ما فيه لَم ترضَي له
منعًا مِن اللذّاتِ باستسلامِهِ
هوَ هكذا، خيلٌ حرونٌ في الهوى
تعدو لتقدَحَ واديًا بِتمامِهِ
مِن أجلِ قَدِّكِ يستبدُّ بصخرِهِ
ليَذوقَ منه الشهدَ دُون خِصامِهِ
ومتى رأى نهدًا تُشاغِلُهُ رؤى
لو يقتفيهِ مُعاتِبًا لفِطامِهِ
جَسَدي تكلَّمَ بالذي يهوى، فهل
لكِ حاجةٌ بفَمٍ نأى بكلامِهِ؟
كُوني له فِطرًا وزادًا مُشبِعًا
فكأنَّما لكِ كان كُلُّ صيامِهِ