هاني صبري الخبير القانوني والمحامي بالنقض يعلن يقوم المسيحيون بمقاطعة منتجات ماركة ديجافو Dejavu للأحذية بعد اتهام الشركة بالإساءة للمقدسات المسيحية. فقد تم تصميم أحذية تحمل رسومات تضمنت الصليب وإكليل الشوك، مما اعتُبر إهانة و استهزاء بالمسيحية ورموزها الدينية، وأثار حالة من الغضب والاستياء الواسع بين المسيحيين.
هاني صبري مقاطعة المسيحيون منتجات ماركة ديجافو
قال هاني صبري الخبير القانوني من وجهة نظري الشخصية، وضع صليب على أحد منتجات الأحذية أمر غير مقبول على الإطلاق، لأنه يمس المشاعر الدينية بشكل مباشر ويعتبر إهانة واضحة. هذا التصميم لا يعبر فقط عن ذوق فاسد ولكنه يحمل دلالات مستفزة للغاية تجاه العقيدة والشعائر المسيحية، مما يجعله مرفوضًا بلا مبرر حقيقي وراءه. يبدو واضحاً أن هذا التصرف ينطوي على إساءة مباشرة واستخفاف بالمقدسات الدينية.
ADVERTISEMENT
هاني صبري الخبير القانوني عن التصرف المشين
التصرف المشين الذي وقع يعكس سوء تقدير للموقف، حيث تسبب فيما بدر منهم بجرح مشاعر عدد كبير من المسيحيين. لقد تجاوز هذا السلوك الحدود المقبولة لحرية التعبير، ولا يمكن تبريره بأي هدف مقصود منه. بل جاء في صورة إساءة وازدراء تجاه الدين المسيحي. ومما لا شك فيه أن الإهانة لا تُعتبر جزءًا من حرية الرأي أو النقاش العلمي أو الفلسفي. في الأمور الدينية تحديدًا، يجب مراعاة مشاعر الآخرين وضمان أن تكون التصرفات مدروسة ومضبوطة. لا يمكن لمن يمارس أفعالاً تصل إلى حد التعدي أن يستند إلى مفهوم الحرية أو يختبئ خلف حرية التعبير أو عدم المعرفة. فمثل هذه التجاوزات قد تؤدي إلى إثارة مشاعر الغضب والتعصب، وربما تصل إلى التحريض على الكراهية الطائفية والتمييز العنصري.
نتيجة لتكرار الممارسات غير المشروعة التي يقوم بها المنتجون والتجار والوسطاء بحق المستهلكين في السوق، بعيدًا عن القيم الاجتماعية والمبادئ الأخلاقية، فإن الاعتذار في هذه الحالة غير مقبول. من الضروري إحالة هذا الأمر إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذه الواقعة. الجدير بالذكر أن الدستور المصري الصادر عام 2014 نصّ في المادة رقم 27 على أهمية دور حماية المستهلك، فيما حدد قانون حماية المستهلك مجموعة من الحقوق الأساسية للمستهلك، ومنها: – الحق في الكرامة الشخصية مع احترام القيم الدينية والعادات والتقاليد. – الحق في اللجوء إلى القضاء لمواجهة أي اعتداء على حقوقه أو إضرار بها أو تقييدها، وذلك بشكل سريع وميسر وبدون تكاليف باهظة.
ومن حق الفرد التمتع الآمن بحرية العقيدة، وإن هذا الحق يُنتهك إذا كانت الطريقة التى يتم بها نقد العقيدة الدينية تتضمن فى ثناياها تحقير منها أو سخرية علنية أو تكون مستفزة وبلا مبرر أو موجهة لأحداث ورموز دينية أساسية بعيدا عن أى حوار للأفكار.
هاني صبري الخبير القانوني حرية الاعتقاد والرأي والتعبير
إن حرية الاعتقاد والرأي والتعبير مضمونة بموجب الدستور، ولكن هذا لا يتيح لأي شخص أن يمتهن حرمة دين من الأديان أو يقلل من شأنه أو يستهزئ به بشكل متعمد. فلا يحق له التذرع بحرية التعبير للقيام بذلك، بل إن مرتكب هذه الأفعال يقع تحت طائلة القانون.
هاني صبري عن رسم صليب على حذاء ديجافو
رسم صليب على حذاء ديجافو ليُداس بالأقدام يُعتبر بمثابة جريمة قاسية تمس مشاعر الدين المسيحي، وهو مفهوم يتضح من خلال نص المادة (98 و) من قانون العقوبات. تنص هذه المادة على أنه “يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تجاوز ألف جنيه، كل من استغل الدين للترويج لأفكار متطرفة، سواء بالكلام أو الكتابة أو بأي وسيلة أخرى، بهدف إثارة الفتنة أو تحقير دين من الأديان السماوية أو الطوائف المتعلقة به، أو المسّ بالوحدة الوطنية”. هذا القانون يحدد جريمة ازدراء الأديان بأنها تشمل أي شكل من أشكال احتقار الدين، أو رموزه، أو مبادئه. إنها تُعتبر سلوكيات تُثير الفوضى والنزاعات. لذا، فإن أي اعتداء على الدين أو رموزه، مهما كان الشكل الذي يظهر فيه، يُعد ازدراءً. الازدراء أو التجديف يُعبر عن نقص في الاحترام للمقدسات في الأديان الإبراهيمية، وكل سلوك يمس قدسية الاعتقاد الديني يُعتبر هجوماً على جوهر الدين نفسه، ويعكس التطرف الديني، سواء باحتقاره أو بإهانته، وهو ما نشهده غالباً في مجتمعاتنا.