شهد عام 2024 كغيره من السنوات الماضية، بروز أسماء في كرة القدم إلى عالم النجومية ومواصلة البعض الآخر تألقه ومحافظته على مكانته التي اكتسبها في سنوات خلت.
غير أنّ ازدحام روزنامة العام بالبطولات القارية وفي مقدمتها بطولة اليورو وكوبا أمريكا إلى جانب مسابقات أخرى مثل دوري الأمم الأوروبية ومسابقات الأندية المختلفة، جعل عملية التقييم أكثر تشعبًا، خاصة في ظل عدم قدرة الكثير من اللاعبين على التألق أو الجمع ما بين كافة المسابقات كما كان عليه الحال في حقبة النجمين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.
غيوكيريس هداف عام 2024 وكين رهان ناجح
على المستوى التهديفي وقبل أيام من نهاية العام الحالي، تصدر النجم السويدي فيكتور غيوكيريس (مهاجم سبورتينغ لشبونة البرتغالي) القائمة وبفارق واضح عن أقرب منافسيه من خلال تسجيل 52 هدفاً في عام 2024.
ولم يكن غيوكيريس اسماً معروفاً لدى الكثيرين إلى أن نجح في تسجيل الهاتريك في مرمى مانشستر سيتي ضمن الجولة الرابعة من دوري الأبطال بنظامه الجديد، ليلفت الأنظار إليه وللأرقام التي حققها في الأشهر الـ12 الأخيرة.
ولعب النجم السويدي (مهاجم كوفنتري سيتي السابق) دوراً بارزاً في تتويج فريقه سبورتينغ لشبونة بلقب بطولة الدوري البرتغالي للمرة الـ20 والرابعة فقط في الألفية الثالثة، وذلك تحت قيادة المدرب الحالي لمانشستر يونايتد روبين أموريم بتسجيله 29 هدفاً ليتوج هدافاً لبطولة الدوري في أول موسم له مع فريق العاصمة البرتغالية.
ونجح غيوكيريس في إضافة 18 هدفاً خلال 14 مباراة خاضها حتى الآن في الموسم الجديد، إضافة إلى خمسة أهداف في ست مباريات بدوري الأبطال وهدفين في مسابقة الكأس، مع عشرة أهداف دولية مع منتخب بلاده.
من جهة أخرى برهن الإنجليزي هاري كين أنه استحق مجازفة إدارة بايرن ميونيخ الألماني بكسر تقاليدها وعاداتها من خلال دفع ما يقارب 100 مليون يورو لضمه إلى صفوف الفريق البافاري في صيف عام 2023، بعد أن نجح في تسجيل 36 هدفاً في موسمه الأول في البوندسليغا، إلى جانب ثمانية أهداف في دوري الأبطال منحته جائزة هداف المسابقة في الموسم الفائت إلى جانب الفرنسي كيليان مبابي.
وعلى الرغم من أن لعنة عدم تتويجه بالألقاب التي رافقته في ناديه السابق توتنهام، انتقلت معه إلى النادي البافاري، إلا أنه ومن خلال وصوله إلى 20 هدفاً في 20 مباراة منذ بداية الموسم الحالي، إضافة إلى سبعة أهداف أخرى مع منتخب بلاده الذي وصل إلى نهائي بطولة اليورو للمرة الثانية على التوالي، جعلته من بين النجوم الذين فرضوا نفسهم بقوة في عام 2024.
لاعبون أسهموا بالألقاب الجماعية
بالمقابل فقد كان لبعض اللاعبين الآخرين أثر واضح في تتويج أنديتهم بالألقاب والصعود إلى منصات التتويج كالبرازيلي فينيسيوس جونيور الذي قاد ريال مدريد إلى الظفر باللقب الخامس عشر في دوري الأبطال، حيث افتتح البرازيلي العام 2024 بأبهى صورة ممكنة من خلال تسجيله (الهاتريك) في مرمى الغريم الأزلي برشلونة في نهائي كأس السوبر الإسباني، قبل أن يتألق في شهر مارس بتسجيله ستة أهداف في كل المسابقات ليصل بفريقه إلى ربع نهائي دوري الأبطال، ويسهم في تعزيز الريال لصدارته لليغا.
وعاد فينيسيوس ليسجل هدفاً في مرمى برشلونة ليساعد فريقه في الفوز بكلاسيكو البيرنابيو بنتيجة 3-2 وأتبع ذلك بثنائية في مرمى البايرن في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، وهدف في المباراة النهائية في مرمى دورتموند بعدها ببضعة أسابيع، ليصبح أصغر لاعب يسجل في مباراتين نهائيتين للبطولة الأوروبية عن عمر 23 عاماً و325 يوماً محطماً رقم الأرجنتيني ليونيل ميسي بفارق 13 يوماً.
اقرأ المزيد
فينيسيوس أنهى عام 2024 بشكل مميز بتسجيله هدفًا في نهائي كأس القارات للأندية في مرمى باتشوكا المكسيكي بعد يوم واحد من نيله جائزة أفضل لاعب في العام (ذا بيست) الممنوحة من قبل الفيفا، ليعوض خسارته لجائزة الكرة الذهبية التي ذهبت إلى الإسباني رودري، والذي أسهم بدوره بشكل مميز في تتويج فريقه مانشستر سيتي بلقب البريميرليغ للمرة الرابعة على التوالي في إنجاز غير مسبوق بكرة القدم الإنجليزية، قبل أن يواصل تألقه ويقود منتخب بلاده إسبانيا إلى الفوز بلقب اليورو والانفراد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز بأربع مرات.
هالاند ومبابي
بطبيعة الحال، فإنه لا يمكن تجاهل اسم كل من النرويجي إيرلينغ هالاند أو الفرنسي كيليان مبابي من قائمة نجوم عام 2024. تمكن هالاند من التتويج بهداف الدوري الإنجليزي الممتاز للسنة الثانية على التوالي ليسهم في تتويج فريقه باللقب.
أما بالنسبة للنجم الفرنسي كيليان مبابي، فقد قاد فريقه السابق باريس سان جيرمان إلى الفوز بلقب بطولة الدوري الفرنسي للمرة الثانية عشرة من خلال تسجيله 27 هدفًا ليحرز جائزة الهداف للموسم الخامس على التوالي في بطولة الدوري، ولينتقل بعدها إلى ريال مدريد الإسباني في أهم وأبرز صفقات العام 2024.
رونالدو وميسي
لم يكن النجمان الكبيران كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي بعيدين عن الأضواء في عام 2024 على الرغم من أنهما كانا يلعبان خارج القارة الأوروبية.
وقاد النجم الأرجنتيني منتخب بلاده للفوز بكوبا أمريكا للمرة السادسة عشرة في تاريخه، كما قاد فريقه إنتر ميامي الأمريكي إلى الفوز بلقب (كأس المشجعين)، بينما واصل البرتغالي رونالدو هوايته في تحطيم الأرقام القياسية من خلال تتويجه بلقب هداف الدوري السعودي برصيد 36 هدفًا ليكون أول لاعب في التاريخ يحرز جائزة الهداف في أربع بطولات دوري مختلفة، في حين أنه ومن خلال مشاركته في بطولة اليورو، أصبح أول لاعب في التاريخ يشارك في ست نسخ مختلفة من البطولة، قبل أن يصل إلى هدفه الـ900 خلال مسيرته في شهر أيلول/سبتمبر المنصرم بتسجيله في مرمى كرواتيا ضمن مسابقة دوري الأمم الأوروبية.
مواهب شابة
على مستوى المواهب الشابة، فقد كان عام 2024 شاهدًا على بروز عدة أسماء على الساحة العالمية بشكل لافت، وفي مقدمتهم الإسباني لامين يامال الذي تألق مع فريقه برشلونة، قبل أن يسجل اسمه في بطولة اليورو مع منتخب بلاده كأصغر لاعب يسجل هدفًا في تاريخ المسابقة القارية، وأصغر لاعب يتوج باللقب، إضافة إلى نجاحه في معادلة الرقم القياسي في عدد التمريرات الحاسمة خلال نسخة واحدة (4 تمريرات) لينال عن جدارة واستحقاق جائزة أفضل لاعب في البطولة.
وبشكل عام، كان عام 2024 عامًا استثنائيًا للمواهب الشابة في إسبانيا، إذ برز اسم كل من موهبتي "لاماسيا" فيرمين لوبيز وباو كوبارسي اللذين تحولا إلى أعمدة أساسية في كتيبة المدرب الألماني هانز فليك، وخاصة بعد تألقهما في مسابقة كرة القدم الأولمبية وقيادتهما لمنتخب "لاروخا" للفوز بالميدالية الذهبية للمرة الثالثة في التاريخ والأولى منذ عام 1992.
