أخبار عاجلة
إصابة 5 أشخاص في انقلاب ميكروباص بأكتوبر -

قطاع الطاقة المتجددة في 2024.. طفرة قياسية وتوقعات طموحة

قطاع الطاقة المتجددة في 2024.. طفرة قياسية وتوقعات طموحة
قطاع الطاقة المتجددة في 2024.. طفرة قياسية وتوقعات طموحة

شهد قطاع الطاقة المتجددة في 2024 طفرة قياسية بالتركيبات الجديدة، رغم التحديات التي واجهته والمخاوف المتزايدة بعد صعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض مجددًا وتهديداته بإسقاط قانون خفض التضخم.

وواصلت الصين قيادتها للنمو القياسي في الطاقة الشمسية، في حين واجهت طاقة الرياح سلسلة من التحديات التي أبطأت معدل نموها خلال عام 2024.

كما واجهت الطاقة الكهرومائية تفاقم أزمات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة التي أدت إلى انخفاض إنتاجها في بعض المناطق ونموه بمعدلات بطيئة في مناطق أخرى، وفق ملف الحصاد السنوي لعام 2024 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

على الجانب الآخر، واجهت سلاسل توريد الطاقة المتجددة في 2024 تحديات أخرى متمثلة في حرب الرسوم الجمركية على صادرات الطاقة الشمسية الصينية إلى أوروبا وأميركا، فضلًا عن مزيد من القلق تحسبًا لما سيفعله الرئيس الجديد دونالد ترمب المعادي للحوافز السخية للتقنيات النظيفة.

الطاقة المتجددة في 2024 بالقطاعات

وصلت إضافات الطاقة المتجددة في 2024 لأعلى مستوى على الإطلاق، مع نموها بمقدار 102.5 غيغاواط، لتصل إلى 665.8 غيغاواط، مقارنة بنحو 563.3 غيغاواط عام 2023، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، وجاءت كما يلي:

  • الطاقة الشمسية: 505.4 غيغاواط.
  • طاقة الرياح: 126.1 غيغاواط.
  • الطاقة الكهرومائية: 23.8 غيغاواط.
  • الطاقة الحيوية: 6.4 غيغاواط.

وقفزت إضافات الطاقة الشمسية على نطاق المرافق من 243.4 غيغاواط العام الماضي (2023) إلى 309.2 غيغاواط عام 2024.

كما ارتفعت إضافات الطاقة الشمسية الموزعة على الأسطح عالميًا من 182.9 غيغاواط عام 2023، إلى 196.2 غيغاواط عام 2024.

بينما تراجعت إضافات قطاع الرياح البرية بصورة طفيفة من 106.5 غيغاواط عام 2023 إلى 105.4 غيغاواط عام 2024.

على الجانب الآخر، قفزت قدرة طاقة الرياح البحرية المضافة عالميًا من 9.3 غيغاواط عام 2023، إلى 20.7 غيغاواط في عام 2024، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وكانت إضافات الطاقة الكهرومائية خلال 2024 (23.8 غيغاواط) مرتفعة بوتيرة كبيرة عن التركيبات البالغة 12.9 غيغاواط في عام 2023.

على النقيض، تراجعت إضافات الطاقة الحيوية من 7.3 غيغاواط العام الماضي إلى 6.4 غيغاواط في عام 2024.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- قدرة الطاقة المتجددة المضافة عالميًا منذ عام 2000 حتى عام 2024:

قدرة الطاقة المتحددة المضافة عالميًا حتى 2024

الطاقة المتجددة في 2024 حسب المناطق

استحوذت الصين على المركز الأول عالميًا في تركيبات الطاقة المتجددة في 2024، يليها الاتحاد الأوروبي ثم الولايات المتحدة والهند والبرازيل.

وارتفعت تركيبات الطاقة المتجددة في الصين من 348.7 غيغاواط عام 2023 إلى 418 غيغاواط عام 2024، بقيادة الطاقة الشمسية التي شكّلت أغلب الإضافات (321.2 غيغاواط)، وفق بيانات حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

بينما هبطت تركيبات الطاقة المتجددة في 2024 داخل الاتحاد الأوروبي من 77 غيغاواط عام 2023 إلى 65.3 غيغاواط عام 2024، بسبب انخفاض إضافات الطاقة الشمسية والرياح البرية.

على الجانب الآخر، ارتفعت تركيبات الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة من 39 غيغاواط العام الماضي إلى 46.7 غيغاواط عام 2024، بفضل توسع الطاقة الشمسية على نطاق المرافق.

كما تضاعفت إضافات الطاقة المتجددة في الهند من 15.3 غيغاواط عام 2023، إلى 33.8 غيغاواط عام 2024، بقيادة الطاقة الشمسية الموزعة وعلى نطاق المرافق.

أما البرازيل؛ فقد انخفضت إضافاتها من الطاقة المتجددة في 2024 إلى 19.1 غيغاواط، مقابل 20.3 غيغاواط عام 2023، بسبب تراجع تركيبات الطاقة الشمسية الموزعة وطاقة الرياح البرية.

على الجانب الآخر، تباين نمو تركيبات الطاقة المتجددة في 2024 بمنطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا كما يلي:

إضافات الطاقة المتجددة 2023 2024
الشرق الأوسط 6.8 5.4
أفريقيا 6.2 13.1

عقبات واجهت قطاع الطاقة المتجددة في 2024

واجهت مشروعات الطاقة المتجددة في 2024 عدة تحديات على مستوى الأسواق الرئيسة؛ أبرزها تفاقم مشكلة ازدحام شبكات الكهرباء وعدم قدرتها على تلبية طلبات الربط البيني مع آلاف المشروعات الجديدة.

وأسهمت مخاوف اختناقات شبكات الكهرباء في مراجعة عدد من المؤسسات الكبرى لتوقعاتها الأهداف الخاصة بالطاقة الشمسية في الولايات المتحدة والصين وأوروبا.

ورصد بنك سيتي غروب تراجع 14 شركة مشغلة للشبكات في نظام نقل الكهرباء الأوروبي (TSOs) عن الأهداف الشمسية الوطنية بمقدار 89 غيغاواط في عام 2024.

بينما تخطط 5 شركات مشغلة ضمن النظام لأهداف أكثر طموحًا قد تصل إلى 66 غيغاواط، بحسب تقرير صادر عن البنك -مؤخرًا- ومقره مدينة نيويورك.

كما امتدت ظاهرة ازدحام الشبكات إلى الولايات المتحدة بصورة واضحة؛ حيث زادت مدة الربط البيني مع الشبكات من أقل من عامين للمشروعات التي بنيت خلال المدة (2002-2007)، إلى أكثر من 4 سنوات للمشروعات التي بُنيت منذ عام 2018.

ويقدر تقرير سيتي غروب حجم القدرة المتجددة التي تنتظر الربط مع شبكات الكهرباء الأميركية بنحو 2600 غيغاواط، إضافة إلى وجود نقص في المحولات ومعدات التبديل ومحطات الطاقة الفرعية على مستوى البلاد.

كما امتدت ظاهرة ازدحام الشبكات إلى الصين ولكن بصورة أقل حدة من أوروبا وأميركا، وسط توقعات بأن يتفاقم أثرها حتى عام 2030، مع تسارع معدلات انتشار التركيبات الشمسية على مستوى المقاطعات.

وتسلط هذه الظاهرة الضوء على حاجة الشبكات العالمية إلى استثمارات ضخمة لتوسعتها خاصة في الأسواق الرئيسة المتسارعة في نشر الطاقة المتجددة مثل الصين وأوروبا وأميركا.

على الجانب الآخر، تعرّض قطاع طاقة الرياح عالميًا إلى بعض التحديات المؤثرة؛ أبرزها: عدم كفاية إمدادات المعدّات، ونقص قدرة الشبكات الكهربائية، وتعقد إجراءات استخراج التصاريح، بحسب شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.

استنادًا إلى ذلك قدرت الشركة نمو تركيبات طاقة الرياح العالمية بنسبة 5% فقط خلال عام 2024، في مقابل 34% لتركيبات الطاقة الشمسية، كما توقعت وصول الأخيرة لأهدافها المناخية طويلة الأجل أسرع من طاقة الرياح بفارق كبير.

ويوضّح الرسم التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- تطور قدرة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة عالميًا منذ عام 2000 حتى عام 2024:

قدرة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة عالميًا حتى 2024

مخاوف الاستثمار بأسهم الطاقة المتجددة في 2024

شملت التحديات التي واجهت قطاع الطاقة المتجددة في 2024، عزوف صناديق التحوط عن الاستثمار بأسهم شركات القطاع المدرجة في الأسواق المالية لمخاوف اقتصادية وجيوسياسية.

وأسهمت هذه المخاوف في انتشار المراهنات السلبية طويلة الأجل بشأن أسهم شركات البطاريات والطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية المتداولة في بورصة نيويورك حتى سبتمبر/أيلول الماضي، بحسب تحقيق استقصائي نشرته وكالة بلومبرغ.

فعلى سبيل المثال، فقد مؤشر ستاندرد آند بورز العالمي للطاقة النظيفة قرابة 60% من قيمته منذ ارتفاعه الأخير في عام 2021 حتى سبتمبر/أيلول 2024.

ويرجع السبب الرئيس في هذا العزوف إلى مخاوف المستثمرون من ضعف الجدوى الاقتصادية للعديد من الاستثمارات المناخية أو تأخرها في تحقيق هوامش الأرباح المأمولة.

كما يخشى المستثمرون من البيئة الجيوسياسية المعادية للاستثمار في أسهم الطاقة المتجددة، بسبب حروب التعرفات الجمركية بين أوروبا والولايات المتحدة والصين، والتي تؤدي إلى زيادة معدلات المخاطرة في الاستثمار بأسهم معرضة لتقلبات حادة.

وفرضت الولايات المتحدة -مؤخرًا- رسومًا جمركية باهظة تصل إلى 271% على واردات الطاقة الشمسية من عدة دول بجنوب شرق آسيا بعد أن أظهرت نتائج تحقيق أجرته وزارة التجارة أن هذه المنتجات تستفيد من دعم حكومي غير عادل.

وتشمل الرسوم الجمركية واردات الخلايا والوحدات الشمسية القادمة من كمبوديا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، التي ترتبط بالصين بصورة غير مباشرة.

ويترقب المستثمرون في قطاع الطاقة المتجددة -حاليًا- سياسات الطاقة الجديدة للرئيس دونالد ترمب الذي هدد بإلغاء قانون خفض التضخم ومنع أو تقييد استفادة مشروعات المناخ من التمويل الحكومي.

توقعات الطاقة المتجددة (2024-2030)

تتوقّع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الإضافات السنوية لقدرة الطاقة المتجددة العالمية من 666 غيغاواط عام 2024 إلى 935 غيغاواط بحلول عام 2030.

ومن المرجّح أن يشكل قطاع الطاقة الشمسية والرياح قرابة 95% من إجمالي إضافة السعة المتجددة حتى عام 2030، بوصفهما من أرخص المصادر المتجددة تكلفة مقارنة بالبدائل الأحفورية وغير الأحفورية الأخرى.

بينما يتوقع أن تسهم الطاقة الكهرومائية بما يتراوح بين 20 و30 غيغاواط سنويًا من إجمالي إضافات الطاقة المتجددة المتوقعة خلال المدة من 2024 إلى 2030.

بينما ستصل إضافات الطاقة الحيوية والمصادر المتجددة الأخرى إلى قرابة 12 غيغاواط سنويًا حتى عام 2030، بحسب توقعات سيناريو الحالة الأساسية لوكالة الطاقة الدولية.

وتشير هذه البيانات إلى أن قدرة الطاقة المتجددة العالمية قد تزيد بأكثر من 5520 غيغاواط خلال المدة من 2024 إلى 2030، ما يزيد 2.6 مرة من إجمالي الإضافات المتراكمة خلال السنوات الـ6 السابقة (2017-2023).

ومن المتوقع أن تسهم هذه إضافات الطاقة المتجددة في 2024 وما بعدها في تعزيز حصتها في مزيج الكهرباء على النحو التالي:

  • الطاقة الشمسية: 16% في 2030 مقابل 5% خلال 2023.
  • طاقة الرياح: 14% في 2030 مقابل 8% خلال 2023.

أما الطاقة الكهرومائية فمن المتوقع أن تنخفض حصتها من 14% في 2023 إلى 13% عام 2030، خلافًا لجميع مصادر الطاقة المتجددة الأخرى.

ومن حيث المناطق ستظل الصين أكبر سوق للطاقة المتجددة في العالم، مع استحواذها على 60% من إجمالي القدرات العالمية الجديدة بحلول عام 2030.

وخلال مدة التوقعات (2024-2030)، من المتوقع أن تُضيف الصين 3.207 تيراواط إلى قدرة توليد الكهرباء المتجددة ما يزيد 3 مرات على القدرات المضافة خلال السنوات الـ6 السابقة (2017-2023).

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- توقعات إضافات الطاقة المتجددة حسب المصدر في 2025:

توقعات الطاقة المتجددة حسب المصدر في 2025

توقعات المنافسة بين مصادر الطاقة المتجددة 2030

رصدت وحدة أبحاث الطاقة عدة تطورات وتحولات مهمة منتظرة بمجال المنافسة بين مصادر الطاقة المتجددة على المستوى العالمي بحلول 2030، اعتمادًا على بيانات وكالة الطاقة الدولية:

  • 2025: سيتفوق توليد الكهرباء المتجددة على الفحم.
  • 2026: سيتفوق توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح على الطاقة النووية.
  • 2027: سيتفوق توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية الكهروضوئية على طاقة الرياح.
  • 2029: سيتفوق توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية الكهروضوئية على الطاقة الكهرومائية وتصبح أكبر مصدر للطاقة المتجددة عالميًا.
  • 2030: سيتفوق توليد الكهرباء من طاقة الرياح على الطاقة الكهرومائية، وستصل حصة الطاقة المتجددة الإجمالية من مزيج الكهرباء العالمي إلى 46%.

الخلاصة..

في 2024، بلغت إضافات الطاقة المتجددة 665.8 غيغاواط، مع استحواذ الصين على 62%، ورغم ذلك؛ فقد واجه القطاع تحديات مثل ازدحام الشبكات وصعوبة التراخيص، بالإضافة إلى تأثير الحرب التجارية بين الغرب والصين وزيادة مخاوف المستثمرين من الاستثمار في أسهم الطاقة المتجددة.

يمكنكم متابعة المزيد من حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2024 عبر الضغط (هنا)، كما يمكن الاطّلاع على حصاد عام 2023 (هنا).

المصادر:

  1. بيانات الطاقة المتجددة في 2024 من وكالة الطاقة الدولية.
  2. رسومات الطاقة المتجددة في 2024 من وحدة أبحاث الطاقة
  3. تراجع الاستثمار في أسهم الطاقة المتجددة من بلومبرغ.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أكبر اكتشاف غاز في 2024 من نصيب دولة عربية
التالى كأس الخليج: تأهل المنتخب السعودي إلى نصف النهائي عقب فوزه على العراق