أعلن عاصم الجزار، وزير الإسكان السابق، منذ قليل، تدشين حزب الجبهة الوطنية، خلال فعالية أقيمت في أحد الفنادق بالعاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدًا أن انطلاق الحزب يأتي في إطار دعم الجمهورية الجديدة، وتعزيز قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، وفتح آفاق جديدة للمشاركة السياسية الفاعلة.
وأصدر حزب الجبهة الوطنية، بيانا تأسيسيا قال فيه:
الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمحوا لي في بداية كلمتي أن أرحب بحضراتكم جميعا في هذا الحدث السياسي المهم على أرض العاصمة الإدارية والتي تعد أحد أهم ملامح الجمهورية الجديدة.
وإيمانا بأن مصر تستحق الأفضل، وبأن تغيير المناخ السياسي الحقيقي يبدأ من المشاركة الشعبية الفاعلة والصادقة والالتزام الجاد بالإصلاح، وفي خضم واقع سياسي بات في حاجة لضخ دماء جديدة في شرايين الحياة السياسية، نسعى لإثراء التجربة الديمقراطية وتعزيز ثقافة الحوار لنكون نموذجًا عمليا يجسد قيم التعاون والمشاركة والتكامل بين مختلف أطياف المجتمع، ونسعى لإيجاد البديل لمن فقدوا الثقة في الخطابات السائدة في الحياة الحزبية، وأمام تطلعات الشعب المصري العظيم نحو مستقبل مزدهر ومستقر، وتأكيدا على قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، نعلن بعون الله تأسيس كيان حزبي جديد تحت مسمى حزب الجبهة الوطنية.
ويجمع الحزب بين طاقات الشباب وخبرات الأجيال في إطار رؤية شاملة قائمة على التعددية واحترام اختلاف الرؤى والأفكار، حزب يضم تحت مظلته نخبة وطنية صادقه تنشد مسارا ديمقراطيا شفافا يحقق أحلام وطموحات جموع المصريين في وطن عزيز وكريم، ويسعى من أجل توفير مقومات الحياة الكريمة التي تليق بكل مصرية ومصري من أبناء هذا الوطن.
ونود أن نؤكد أن حزب الجبهة الوطنية لن يكون رقما يضاف إلى المعادلة السياسية دون أن يعلو ويرتقي بها من أجل مصلحة الوطن، فإننا سنكون دوما على أتم استعداد للعمل مع جميع التيارات السياسية والفكرية الوطنية على تحمل المسؤولية والتضحية واقتحام المشكلات والأزمات التي قد ينصرف عنها الكثيرون، والبحث عن حلول حقيقية تستند لواقعية الطرح وصدق الوعود مسترشدين بكل ومختلف الآراء، فلا مكان لدينا للمسارات الفكرية الجامدة.
وينطلق الحزب من قناعة راسخة بأن إعلاء مصلحة الوطن والمواطن الغاية الأسمى التي لا تحتمل المساومة أو الانحياز عنها، كما أسس رؤيته على نهج متوازن يبحث من خلاله عن أرضية مشتركة مع جميع الأطياف، ونسعى لنكون صوت العقل والحكمة، كما لا نسعى لتحقيق الأغلبية البرلمانية بل سنخوض الانتخابات بأكبر تحالف سياسي وطني مع الأحزاب القائمة لأن هدفنا لم الشمل في فترة لا تحتمل التشتت، مؤمنين بأن دورنا الأصيل هو تحقيق المصلحة العليا للوطن بعيدًا عن التجاذبات والصراعات الضيقة في ظل ظروف إقليمية غاية في التعقيد.
ونسعى لأن يعلو صوت كل مصري على أرض الوطن شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، وأن نكون منبرا للأفكار البناءة ومبادرات التغيير الإيجابي مستمدا قوته من إرادة أعضائه الذين يمثلون نسيجا متنوعا من أبناء الوطن ويتشاركون الهدف الأسمى وهو رفعة واستقرار مصر الذي ننشده جميعا.
ويضع الحزب نصب عينيه، المساهمة الفاعلة في بناء الجمهورية الجديدة، التي تقوم على أسس العدالة الاجتماعية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، مع التركيز على تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بحقوق الأجيال القادمة.
ونسعى لأن نكون بيت خبرة حقيقي يخدم الوطن ومصالحه العليا، بعيدًا عن أي توجهات شخصية أو مصالح ضيقة، نحن عازمون على إعداد كوادر تنفيذية وسياسية ونيابية تجمع بين الكفاءة المهنية والفنية، والقدرة على الانخراط في المجتمع والمشاركة الشعبية بفاعلية.
كما يسعى الحزب لإيجاد مسارات حزبية جديدة تساهم في تصويب النهج والتعلم من الأخطاء السابقة، والاستفادة من التجارب الماضية دون استنساخها، بما يعزز مكانة الوطن في مواجهة التحديات الجسيمة.
وهذا النهج ينبع من إيماننا بأن الطريق الأصدق لتحقيق تطلعات المواطن المصري، وضمان مستقبله الكريم، هو العمل الجاد والمخلص الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
وتظل ثورتي 25 يناير و30 يونيو مصدر إلهام يلهمنا قيم الإرادة والتصحيح مهما كانت العقبات، كما سيبقى جيش مصر العظيم الحارس الأمين لوحدة المصريين وضامن استقرار الوطن، نستمد من وطنيته العزم والثقة ونسير على طريق التنمية والبناء، مستندين إلى دعمه القوي والمتواصل الذي يمثل درع الوطن وسيفه.
وجاء في ختام البيان التأسيسي: نوجه دعوة صادقة إلى أبناء الوطن الغالي للمشاركة في هذه المسيرة الوطنية التي تتبناها الجبهة، لا مكان للإقصاء أو التهميش، بل فرص متساوية للجميع من أجل رفعة هذا الوطن العزيز.. معا، نبني أسس المستقبل ونزرع بذور الأمل والحرية، ونرسخ قيم العدل والرخاء والسلام والاستقرار، ونعمل تحت شعار مصر للجميع.