دفع مشهد محاصرة الثلوج لخيام المتضررين من زلزال الحوز في شتائهم الثاني فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب إلى طلب تشكيل مهمة استطلاعية مؤقتة حول “ظروف وسير عمليات الإيواء والإعمار وتأهيل المناطق المتضررة”.
وتروم هذه المهمة الاستطلاعية البرلمانية الأولى من نوعها، التي قدمها رئيس الفريق، رشيد حموني، إلى مساءلة العديد من القطاعات المسؤولة عن إعادة الإعمار حول جهودها، خاصة على مستوى تسريع العملية.
وأطلقت فعاليات مدنية دعوات عاجلة إلى الحكومة من أجل “توفير مساكن لائقة بديلة للخيام لفائدة ضحايا فاجعة الثامن من شتنبر، وفتح تحقيق مستقل لمحاسبة المسؤولين عن التأخير الحاصل في عمليات إعادة الإعمار”.
ونبّهت تقارير عديدة إلى أن “الخيام المتوفرة للمتضررين غير كافية لمجابهة التحديات المناخية التي تفرضها تضاريس المنطقة، خاصة في فترة الشتاء، حيث حصار المطر ترافقه في أعالي الجبال قسوة الثلوج”.
وسبق أن انتقل المتضررون إلى العاصمة الرباط للاحتجاج على وضعيتهم في وقفة أمام البرلمان، ويواصلون رفع مطالبهم في الشارع بمدينة مراكش.
وتعيش المنطقة، التي أعلنت الدولة فور بداية الفاجعة عن برنامج لإعادة إعمارها، على وقع اختلالات وفق شهادات المتضررين وتقارير مستقلة؛ أبرزها فيما يتعلق بـ”صرف التعويضات، ودعم البناء، وغلاء أسعار مواد البناء، وقساوة العيش داخل الخيام”.
وبداية شهر دجنبر الجاري، أعلنت الحكومة “حصول 57.786 أسرة على الدعم البالغ 20.000 درهم، كدفعة أولى لإعادة بناء وتأهيل منازلها التي تضررت بشكل كلي أو جزئي جراء الزلزال. كما أبرزت توصل 35.983 أسرة بالدفعة الثانية، واستفادة 25.754 أسرة من الدفعة الثالثة، و12.664 أسرة من الدفعة الرابعة والأخيرة، وذلك بقيمة مالية إجمالية تناهز 2.7 مليارات درهم”.
وقال محمد الديش، المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل، إن “هذا الشتاء الثاني للمتضررين يرافقه إحباط كبير من قبل المتضررين، الذين يصعدون احتجاجاتهم”.
وأضاف الديش مصرحًا لهسبريس أن كل هذا الوقت الذي مرّ “وكانت الحكومة تراقب معاناة المتضررين داخل الخيام والمنازل المتنقلة من الظروف المناخية”، مشيرًا إلى أن “هذا الشتاء الثاني يأتي وفق نفس المعاناة”.
واعتبر المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل أن عددًا من المتضررين لا يزالون داخل الخيام يرغبون فقط “الاحتماء من البرد في هذه الفترة”، داعيًا إلى “جعل توفير بدائل عيش مقاومة للبرد والثلج ضمن الأولويات العاجلة في هذه الفترة”.
وانتقد المتحدث عينه “اختباء الحكومة جراء هذه الظروف، التي تبقى مطالبة أيضًا بفتح تحقيق لمعرفة المسؤول الأول عن التأخير الحاصل في إعادة الإعمار”.
وشدد الديش على “ضرورة مراجعة قرارات توقيف نشطاء المنطقة الذين فضحوا هذه الاختلالات، والتركيز على المسؤولين الواضحين في هذا الملف”.
وتتمثل معاناة الخيام في فصل الشتاء، وفق محمد بلحسن، منسق تنسيقية منكوبي الزلزال بأمزميز، في “استمرار مشهد سريالي لا ينتهي تجاه قساوة الظروف المناخية من أمطار وثلوج ورياح قوية قاسية”.
وأضاف بلحسن لهسبريس أن هذه الظروف القاسية التي تكررت ثانية “تستوجب توفير حلول استعجالية للإيواء تكون مقاومة للشتاء القاسي، ومن جهة فتح تحقيق”.
واعتبر منسق تنسيقية منكوبي الزلزال بأمزميز أن مسألة فتح تحقيق “رغم أنها مهمة؛ فإنها ستبقى فقط مضيعة للوقت الحالي، حيث الأهم هو توفير بديل للسكن في حين تسريع عملية إعادة الإعمار، ومن جهة معالجة اختلالات صرف التعويضات”.