حركة فتح: أكبر حركة فصائل مقاومة فلسطينية والسعي الدائم للسلطة

تُعتبر حركة فتح هي حركة خرجت من رحم المقاومة الفلسطينية، وهي حركة وطنية تندرج تحت مسمى أكبر الفصائل التابعة لمنظومة التحرير الفلسطينية. كانت في بداية مشوارها مع منظومة التحرير الفلسطينية تتبنى السياسة المسلحة للمقاومة، وبعد ذلك تغيرت السياسة التي تعتمدها حركة فتح إلى سياسة ترك السلاح في المقاومة والاتجاه إلى المفاوضات والمعاهدات مع المجتمع الدولي ورموز الاحتلال.

فكرة إنشاء حركة فتح 

قال أحد قادة حركة فتح في لقاءات تلفزيونية سابقة بأن فكرة إنشاء حركة فتح جاءت من منطلق جبهة المقاومة الشعبية، وكانت حركة فتح تضع يدها بين أيادي الإخوان المسلمين، ولكن كان التعاون لمدة قصيرة جدًا منذ عام 1965م.

ياسر عرفات أبرز شخصيات حركة فتح 

انطلقت حركة فتح منذ بدايتها عام 1948م لتقف أمام قوات الاحتلال الإسرائيلي لحماية الشعب الفلسطيني من انتهاكات إسرائيل. ومن أبرز المؤسسين لحركة فتح هو القائد ياسر عرفات ومحمود عباس ويوسف النجار وكمال عدوان.

يُعتبر ياسر عرفات "أبو عمار" من مؤسسي حركة فتح وهو القائد العام للحركة. وتوفي في باريس عام 2004 بعد تحديد إقامته من قِبل إسرائيل وأمريكا، وكان هناك شكوك حول كيفية وفاته. كمال عدوان كان من أبرز شخصيات الحركة، ولكن تم اغتياله بأيادي إسرائيلية في بيروت عام 1973. محمود عباس أبو مازن هو الرئيس الفلسطيني الحالي وكان من ضمن أبرز الشخصيات في حركة فتح.

الجناح العسكري لحركة فتح "العاصفة" 

كونت حركة فتح أعدادًا من الشباب والشابات لتكوين الجزء العسكري لحركة فتح ووضعت لها شعارًا باسم "العاصفة"، لتكون العاصفة هي الجناح العسكري لحركة فتح. وكانت العاصفة لها أماكن كثيرة للتواجد في الجبهات المختلفة بجوار فلسطين، فأصبحت متواجدة في سوريا ولبنان وغزة وبعض المناطق المتفرقة في دولة الجزائر.

بدأ الجناح المسلح لحركة فتح "العاصفة" في النشاط العسكري وعملياتها العسكرية عام 1965م، وقد تزايدت العمليات العسكرية للعاصفة خلال العامين التابعين لبداية انطلاقها.

انجذب كثير من الفصائل الفلسطينية الصغيرة لحركة فتح 

جذبت حركة فتح كثيرًا من الفصائل الفلسطينية الصغيرة لتندمج معها مثل فصيل جبهة تحرير الوطن الفلسطيني، طلائع الفداء، جبهة ثوار فلسطين، قوات الجهاد المقدس، وكثير من الفصائل والمنظمات الصغيرة اندمجت ودخلت تحت راية الجناح العسكري لحركة فتح "العاصفة".

تغيير الخطة السياسية لحركة فتح 

أعلنت حركة فتح في قرار رسمي لها من خلال بيان معلن في الثمانينات أنها ستقوم بتغيير مسارها السياسي من العسكري إلى السلمي، وإتباع القوانين الدولية مع المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي والإدارة الإسرائيلية. وذلك التغيير السياسي كان بموجب اتفاق أوسلو عام 1993، وتعديلات تم إدخالها على الميثاق الوطني التابع لحركة فتح.

فعدلت حركة فتح البنود الأساسية في الميثاق الوطني التابع لها، وأزالت أي نقاط تتعارض مع السياسة السلمية المتبعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأزالت أي بند يتعلق بالعمليات العسكرية والانتحارية ضد الجيش الإسرائيلي، لمحاولة الاتجاه للعيش في سلام ووقف شلالات الدماء المتدفقة من أبناء دولة فلسطين، والعيش في سلام وأمان. وهذه حقوق بسيطة للشعب الفلسطيني يجب أن تتوافر لهم.

المفاوضات العقيمة المتبعة من حركة فتح 

تخاذلت حركة فتح في المقاومة حتى بالمفاوضات وأصبحت تتجه إلى مفاوضات عقيمة لا تجد حلولًا لمعاناة الشعب الفلسطيني. وكان الاتجاه الوحيد لقيادات حركة فتح هو السيطرة على السلطة، لتصبح هي الحزب الحاكم أمام العالم، وتتخذ القضية الفلسطينية في محادثاتها الدائمة أمام المنظمات الدولية، ولكنها أصبحت مفاوضات ومحادثات عقيمة.

اشتباكات حركة فتح وحركة حماس 

اشتبكت حركة فتح وحركة حماس بعد تعارض مصالحهم، وبدأت الصراعات بينهم للسعي للسلطة والسيطرة عليها منذ خسارة حركة فتح في الانتخابات البرلمانية في عام 2006م.

فنشبت بين حركة فتح وحركة حماس معركة عسكرية دامية سُميت "معركة غزة" عام 2007م، وتلك المعركة كانت من أجل السلطة. ومن خلال تلك المعركة، سيطرت حركة حماس على قطاع غزة وأطاحت بحركة فتح من قطاع غزة، وتم حل الحكومة الموحدة، وانقسمت الأراضي الفلسطينية بين حركة فتح وحركة حماس. فغزة أصبحت تحت سيطرة حركة حماس، والضفة الغربية تحت سيطرة حركة فتح.