شهد سوق الذهب في مصر خلال الأعوام الأخيرة نقلة نوعية في طريقة تعامل الحكومة معه، إذ أشار إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب في اتحاد الصناعات المصرية، إلى أن نظرة الحكومة الحالية لهذا القطاع تختلف تمامًا عن النهج الذي اتبعته قبل 15 عامًا.
وأوضح واصف في تصريحات خاصة لـ “بانكير”، أن الحكومة تدرك الآن أن الذهب ليس مجرد معدن نفيس، بل هو عنصر استراتيجي يساهم في دعم الاقتصاد الوطني، فالاستثمار في الذهب، سواء عبر شرائه أو تصنيعه، يعمل على تقليل الضغط على العملة الصعبة، وهو ما يعد مكسبًا حيويًا في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية.
قرار إعفاء الذهب المستورد من الضرائب
واستعرض واصف التأثير الإيجابي لقرار إعفاء الذهب القادم من الخارج من الضرائب، الذي طبق في وقت سابق، مؤكدًا أنه ساهم بشكل كبير في تعزيز السوق المحلي ودعم الاقتصاد.
وشدد على أنه في الوقت الراهن لا توجد حاجة لتجديد هذه المبادرة، حيث يتمتع السوق بتوازن واضح بين العرض والطلب، إضافة إلى استقرار الأسعار، هذه العوامل مجتمعة تجعل السوق أكثر قدرة على التكيف دون الحاجة إلى تدخل حكومي إضافي.
الذهب في مصر زينة وخزينة
ويعتبر الذهب في الثقافة المصرية رمزًا للجمال والقيمة، وهو ما أشار إليه واصف بقوله إنه "زينة وخزينة".
ويشهد الطلب على الذهب في مصر تباينًا موسميًا، حيث يرتفع بشكل ملحوظ خلال فترات معينة مثل إجازة نصف العام الدراسي، موسم عيد الأم، وأعياد الأقباط في شهر أبريل، كما لفت إلى أن الطلب يرتفع مجددًا في نهاية شهر يونيو، قبل أن يعود إلى حالة التوازن حتى نهاية العام.
وسائل التواصل الاجتماعي والإشاعات
وتناول واصف أيضًا الدور السلبي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في نشر إشاعات غير دقيقة عن قطاع الذهب، مما يؤثر سلبًا على القرارات الاستثمارية للأفراد.
وأوضح أن هذه الإشاعات دفعت العديد من المواطنين إلى شراء الذهب خلال شهر يناير 2024، بغرض تحقيق أرباح سريعة، ومع تصحيح الأوضاع في السوق، تعرض بعض هؤلاء لخسائر مالية، مما يبرز خطورة الانسياق وراء الشائعات دون استناد إلى معلومات دقيقة.
حقيقة توقف مصانع الذهب
وفي مواجهة شائعات توقف مصانع الذهب عن الإنتاج خلال عام 2024 بسبب ارتفاع الأسعار أو نقص الطلب، أكد واصف أن هذه الادعاءات لا تمت للحقيقة بصلة، قائلاً: "لم يغلق أي مصنع أبوابه حتى لربع ساعة، التصنيع في مصر مستمر بقوة، بل إن المنتج المصري أصبح يحظى بقبول واسع في الأسواق الدولية".
أداء الذهب في مصر خلال 2024
جدير بالذكر، أن وشهد سعر الذهب في مصر خلال عام 2024 تقلبات كبيرة أثارت اهتمامًا واسعًا من المستثمرين والمواطنين على حد سواء.
وفي بداية العام، ارتفعت أسعار الذهب بشكل مبالغ فيه نتيجة عوامل داخلية وخارجية، شملت زيادة الطلب المحلي على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل تقلبات اقتصادية عالمية وارتفاع أسعار العملات الأجنبية.
كما ساهمت الشائعات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول ارتفاعات متوقعة في الأسعار في دفع العديد من المواطنين إلى شراء كميات كبيرة من الذهب، مما زاد من حدة الطلب وأدى إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
ومع مرور الأشهر، بدأ السوق يشهد تصحيحًا تدريجيًا بعد انحسار الشائعات وعودة الاستقرار النسبي إلى الأوضاع الاقتصادية، حيث تراجع الطلب المفرط على الذهب بالتزامن مع جهود حكومية لتعزيز التوازن بين العرض والطلب، مما ساهم في استقرار الأسعار عند مستويات أقل مقارنة بذروة الارتفاع.
وهذا الاستقرار أعاد الثقة للسوق وقلل من مخاوف المستهلكين والمستثمرين، ليعود الذهب مرة أخرى إلى دوره التقليدي كوسيلة للادخار والاستثمار والزينة بعيدًا عن تقلبات الأسعار الحادة، بل أصبح سعر الذهب في مصر أقل من البورصة العالمية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.