تواجه بعض مشروعات الطاقة الشمسية في أميركا اعتراضات واحتجاجات من أصحاب الأراضي الريفية، وسط مخاوف منتشرة بين المزارعين حول التأثيرات السلبية لهذه المشروعات في أراضيهم المخصصة للزراعة.
وأجرى باحثون في جامعة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا دراسة جديدة لفهم الدوافع التي تحرّك المواقف الريفية ضد مشروعات الطاقة الشمسية، بحسب دراسة رصدتها وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن.
ويتركز أغلب مشروعات الطاقة الشمسية في أميركا على أسطح المنازل وعلى نطاق المرافق، وما زال استعمالها في قطاع الزراعة أقل شهرة، ويواجه تحديات اعتراضات أصحاب الأراضي الزراعية.
وأجرى مؤلفو الدراسة مقابلات مع 32 مزارعًا و16 من غير العاملين في مجال الزراعة، في منطقة على طول الحدود بين بنسلفانيا وميريلاند؛ للتعرف على أسباب المعارضة الريفية لمشروعات الطاقة الشمسية في القطاع.
معارضة مشروعات الطاقة الشمسية الزراعية
اكتشفت الدراسة، التي نشرها موقع إنسيد كلايمت نيوز المتخصص، مخاوف منتشرة بين أصحاب الأراضي الزراعية من تشويه المناظر الطبيعية وتغيُّر طابع المكان بسبب مشروعات الطاقة الشمسية في أميركا.
كما أبدى بعض المستطلَعة آراءهم مواقف سلبية تجاه الطاقة الشمسية؛ لكونها بديلًا عن الفحم الذي أدى دورًا حيويًا في الاقتصاد المحلي ببعض المناطق الريفية.
على الجانب الآخر، أبدى بعض المشاركين ترحيبًا بمشروعات الطاقة الشمسية في أميركا، إذا كانت أصغر حجمًا، ومصممة بحيث تراعي المناظر الطبيعية دون المساس بها.
بينما رأى مُزارع الألبان، بول ماسون، أن التحدي الأكبر في المجتمعات الريفية لمشروعات الطاقة الشمسية هو أن الناس لا يحبّون التغيير، مشيرًا إلى أنه سمح لإحدى شركات الطاقة الشمسية ببناء مشروع على 7 أفدنة من أراضيه.
وأبدى مايسون سعادته بمشروع الطاقة الشمسية في مزرعته، لكنه لا يرغب في استضافة مشروع واسع على نطاق المرافق؛ لأنه قد يحتلّ مئات أو آلاف الأفدنة من أراضيه.
وشارك مايسون الذي تقع مزرعته في نوتنغهام ببنسلفانيا بمؤتمر الطاقة الشمسية لعام 2021، لكنه لم يكن أحد المزارعين الذين أجرى مؤلفو هذه الدراسة مقابلات معهم.
كما أبدى آخرون شعورًا منفتحًا على مشروعات الطاقة الشمسية بصورة جزئية، لإعطاء فرصة لتنشيط الاقتصاد المحلي مع خفض الأضرار البيئية والصحية التي كانت تصدر عن تعدين الفحم واستهلاكه.
أثر المعلومات المضللة في المزارعين
تناولت الدراسة أثر المعلومات الخاطئة والمضللة التي ينشرها معارضو مشروعات الطاقة الشمسية في أميركا بين أصحاب الأراضي الزراعية لتخويفهم من آثارها.
ورصدت الدراسة مجموعة من هذه المغالطات، من أبرزها: أن المياه المتدفقة من الألواح الشمسية تحتوي على مستويات خطيرة من المواد الكيميائية التي قد تصل إلى إمدادات المياه، وتؤدي إلى إصابة الناس بالأمراض.
ورغم مبالغة معارضي الطاقة الشمسية في التعبير عن مخاوفهم في المناقشات المحلية، فقد أدرك بعضهم خلال المقابلات أن هذه المعلومات كاذبة، أو على الأقل مشكوك فيها، واشتبهوا في أنها جاءت من أفراد كانوا يتصرفون بدافع الرغبة في وأد مشروع ما.
وتوجد معارضة قوية في الريف ضد مشروعات تطوير الطاقة الشمسية في أميركا، إلى حدّ أن بعض السكان يتحدثون عن المعلومات المضللة أو غير الدقيقة على أنها حقائق مسلّم بها.
وتعتقد المؤلفة الرئيسة للدراسة شانتي جامبر رابيندران أن شركات الطاقة الشمسية تحتاج إلى التفكير في كيفية استمالة المجتمعات الريفية والمزارعين المرتبطين بأراضيهم، عبر تصميم المشروعات بما يراعي المخاوف.
وتقول الباحثة، إن ارتباط المزارعين بالأراضي الزراعية أمر معقّد؛ إذ إنهم يستمدّون منها الشعور بالسلام والأمن، إضافة إلى كونها مصدر العيش والسكن الذي تتوارثه الأجيال، كما يشعرون بالالتزام برعاية أراضيهم،
وإذا اعتقد المزارعون أن مشروعات الطاقة المتجددة ستحمي الخصائص الثمينة لأراضيهم الزراعية، سواءً بتعزيز جدواها الاقتصادية، ومن ثم تمكينهم من الاستمرار في امتلاك الأرض والعمل والعيش فيها، أو بالحفاظ على الهوية الثقافية للأرض، فمن المرجّح أن يدعموها، بحسب الباحثة.
ويمكن لهذه المخاوف أن تسهم في ترشيد خطة مكتب إدارة الأراضي العامة لطرح 32 مليون فدان أمام مطوري الطاقة الشمسية على مستوى الولايات المتحدة.
موضوعات متعلقة ..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
دراسة مخاوف المجتمعات الريفية من الطاقة الشمسية من موقع إنسيت كلايمت نيوز.
){kind=link}