أصبحت مشروعات الغاز المسال في موزمبيق مهددة بعدم الاكتمال؛ جراء أعمال العنف الأخيرة التي شهدتها البلاد؛ ما يقوّض الطموحات بتلبية الطلب المحلي وتوفير الصادرات إلى أوروبا بصفة خاصة.
ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أثار العنف الذي اجتاح العاصمة مابوتو في الأسابيع الأخيرة، قلقًا متزايدًا لدى شركات الطاقة الدولية، بما في ذلك إكسون موبيل وتوتال إنرجي وإيني وشركة النفط الوطنية الصينية.
فقد أصبحت استثمارات الشركات -التي تُقدَّر بمليارات الدولارات- على المحك، نظرًا للمخاطر الذي تهدد مشروعات الغاز الطبيعي والغاز المسال في مقاطعة كابو ديلغادو بشمال شرق البلاد.
وجرى أُبلِغ عن مقتل أكثر من 175 شخصًا، منذ أن أكدت المحكمة الدستورية العليا في موزمبيق الأسبوع الماضي فوز مرشح جبهة تحرير موزمبيق الحاكم (Frelimo)، دانييل تشابو، بالانتخابات الرئاسية التي جرت في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
الاضطرابات السياسية في موزمبيق
اندلعت الاضطرابات بسبب المواجهة بين جبهة تحرير موزمبيق، التي كانت في السلطة منذ استقلال موزمبيق في عام 1975، وزعيم المعارضة فينانسيو موندلين، الذي جاء، بحسب النتائج الرسمية، في المرتبة الثانية في الانتخابات بنسبة 24% من الأصوات.
واتهم موندلين، الذي فرّ من البلاد بعد وقت قصير من التصويت، النظام بتزوير النتائج، وحَثّ المواطنين في جميع أنحاء البلاد على النزول إلى الشوارع؛ داعيًا إلى موجة جديدة من الاحتجاجات في 3 يناير/كانون الثاني 2025.
كما اتهم موندلين، الذي قُتل محاميه بالرصاص بعد 10 أيام من الانتخابات، الحكومة بتدبير إطلاق سراح أكثر من 6 آلاف سجين من سجن شديد الحراسة في العاصمة يوم عيد الميلاد، في محاولة "لبثّ الفوضى" بين المواطنين، وفق ما نقلته منصة "إنرجي إنتليجنس" (Energy Intelligence).
ومن المقرر أن يؤدي الرئيس المنتخب تشابو -وهو شخص غير معروف نسبيًا، أمضى 8 سنوات حاكمًا إقليميًا قبل اختياره بوصفه مرشحًا وحيدًا لجبهة تحرير موزمبيق لخوض الانتخابات- اليمين الدستورية في 15 يناير/كانون الثاني 2025.
سيواجه تشابو تحديًا صعبًا للوفاء بتعهُّدَيه الرئيسَين في الحملة الانتخابية: استعادة الاستقرار في مقاطعة كابو ديلغادو الشمالية الشرقية، حيث توجد جميع احتياطيات الغاز في المياه العميقة في البلاد، وتحقيق النمو الاقتصادي الذي تغذّيه صادرات الغاز المسال المتزايدة.
مشروعات الغاز المسال في موزمبيق
حتى الآن، لا يوجد سوى مشروع واحد للغاز المسال في موزمبيق قيد التشغيل: مشروع تطوير الغاز المسال العائم "كورال ساوث" بقيادة شركة إيني الإيطالية، الذي دخل حيز التشغيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ينتج المشروع -الواقع قبالة سواحل البلاد- الآن بكامل طاقته البالغة نحو 3.4 مليون طن سنويًا، وكلّها تُباع لشركة بي بي البريطانية بموجب عقد طويل الأجل.
من جانبها، تتطلع إيني وشركاؤها في امتياز الغاز بالمنطقة رقم 4 إلى الموافقة على مشروع ثانٍ عائم للغاز المسال، كورال نورث، الذي سيكون له سعة مماثلة لكورال ساوث، ولكن بتكلفة أقل بكثير من تكلفته البالغة 7 مليارات دولار.
ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، فإن المشروع الأكثر تضررًا من تمرّد كابو ديلغادو هو مشروع موزمبيق للغاز المسال، بقيادة شركة توتال إنرجي الفرنسية.
وبتكلفة تبلغ نحو 20 مليار دولار، كان من المفترض أن يبدأ تشغيل المشروع الذي تبلغ طاقته 13.1 مليون طن سنويًا في نهاية عام 2024، بموجب المخطط الأصلي.
وبدلًا من ذلك، كان تحت القوة القاهرة منذ أبريل/نيسان 2021، ولا يوجد مؤشر واضح على موعد استئناف العمل في المشروع.
تأجيل مشروع غاز مسال في موزمبيق
في سياقٍ متصل، قالت شركة إكسون موبيل الأميركية، في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إنها تتوقع الآن اتخاذ قرار الاستثمار النهائي لمشروع روفوما للغاز المسال في موزمبيق عام 2026؛ ما أدى إلى تأجيل الموافقة المالية بنحو ربع عام.
وكانت الشركة الأميركية قد أعلنت في مايو/أيار المنصرم أنها تتوقع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي للمشروع في نهاية عام 2025.
وأكدت إكسون موبيل أنها تحرز تقدمًا في المشروع، على الرغم من القوة القاهرة المستمرة، وتتوقع أول إنتاج للغاز المسال بحلول عام 2030.
وقال متحدث باسم الشركة: "سنواصل العمل بالتعاون الوثيق مع حكومة موزمبيق، ونتوقع استقرار الوضع الأمني"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وتطوّر إكسون موبيل وشريكتها إيني مشروع روفوما للغاز المسال في المنطقة البحرية رقم 4 في شمال موزمبيق، ومن المتوقع أن ينتج 18 مليون طن سنويًا من الغاز المسال.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- أزمة مشروعات الغاز المسال في موزمبيق من منصة "إنرجي إنتليجنس".
- تأجيل مشروع إكسون موبيل في موزمبيق من وكالة رويترز.