حقول قاحلة شمال المغرب تذكر بالجفاف في تسعينيات القرن الماضي

حقول قاحلة شمال المغرب تذكر بالجفاف في تسعينيات القرن الماضي
حقول قاحلة شمال المغرب تذكر بالجفاف في تسعينيات القرن الماضي

في مشهد لم يتعود عليه الكثير من سكان أقاليم الشمال، تبدو الحقول قاحلة في عز فصل الشتاء، بعدما كانت تلبس رداء أخضر يسر الناظرين في هذه الفترة من السنة، وحتى في الوقت الذي كان الجفاف يضرب بقوة باقي مناطق وجهات المملكة التي بات غياب التساقطات قدرا ينبغي أن تتعايش معه.

وعلى امتداد الشريط الرابط بين طنجة والقصر الكبير، لا تظهر أية مؤشرات دالة على أن البلاد تعيش فصل الشتاء؛ فمعظم الحقول مازالت كما كانت عليه في فصل الصيف، وفي أفضل الحالات الأرض محروثة لكن لا نبات فيها يغطي التربة السوداء.

قال “ر.ك”، الفلاح بإقليم العرائش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “الأرض مازالت كما كنا في فصل الصيف والتساقطات التي سجلتها المنطقة لم تقدم أو تؤخر في شيء الموسم الفلاحي”.

وأضاف الفلاح الشاب وعلامات الحيرة بادية على محياه: “بعد طول انتظار، وجدت نفسي مضطرا إلى اللجوء إلى السقي وزراعة الكلأ للماشية بعدما نبت ما زرعناه في التساقطات الأولى وأصبح هباء بسبب العطش وقلة التساقطات”.

وتابع الفلاح الشاب موضحا: “الكل يتسابق ويجري من أجل سقي الأرض وزراعة الكلأ للماشية التي باتت مهددة بالجوع”، مؤكدا أن هذا الوضع “لم نعرفه منذ سنوات طويلة. نسأل الله أن يفرج علينا هذه المحنة”.

وزاد مفسرا: “الوضع جد معقد، وكل ما زرعه الفلاحون من الحبوب لم ينجح، والجميع ينتظر نزول المطر بكميات مهمة لإعادة الزراعة مرة أخرى”، لافتا إلى أن الأسبوعين المقبلين سيحسمان بشكل كبير مصير الموسم الفلاحي الجاري، في إشارة إلى أن الوقت يداهم الزراعات الخريفية من حبوب وبقوليات.

وفي حديث مع أحد أعضاء غرفة الفلاحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، أكد هذا الأخير أن الجفاف الذي تعيشه المنطقة خلال هذه السنة يذكر بـ”الموسم الصعب الذي عشناه سنة 1995″، معتبرا أن الأراضي الزراعية بالمنطقة مازالت بكرا ما عدا المسقي منها.

وأفاد العضو، الذي تحفظ على ذكر اسمه لعدم تخويله صلاحية التصريح للصحافة، بأنه أمام الوضع الذي يكابده الفلاح مع هذا المناخ “لا تملك الغرفة فعل أي شيء، وليست لها أية وسائل للتدخل من أجل مساعدة الفلاحين أو دعمهم لمواجهة الظروف المعقدة خلال هذا الموسم”.

وأشار المتحدث ذاته، ضمن تصريحه لهسبريس، إلى أنه “لا يمكننا إلا تقديم الاستشارة والشهادات للفلاحين وتوعيتهم بطرق الزراعة والأمراض التي تصيب الماشية، وهي أدوار استشارية لا أقل ولا أكثر”.

وأكد العضو بالغرفة الفلاحية لجهة طنجة- تطوان- الحسيمة أن الجميع يترقب “غيث السماء من أجل مواجهة الوضع والحد من تداعيات الجفاف بالمنطقة”، مقرا بأن المناطق البورية التي تعتمد بشكل كلي على التساقطات “لن تعطي أي شيء إذا استمر الوضع على ما هو عليه”، معبرا عن أمله في أن تتحسن الأجواء وتحل الأمطار وتعم الرحمة المناطق الفلاحية بامتياز.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بسبب خطأ إداري: النادي الإسماعيلي يطالب بالحصول على نقاط مباراة مودرن سبورت كاملة
التالى المعلمين تصدر قرار عاجل بشأن واقعة الاعتداء على مدرس أطفيح من طالب وولي أمره