يتناول هذا المقال موضوعًا مهمًا وحساسًا يتعلق بكفارة إتيان الحائض بالجنيه المصري، حيث يعد هذا الموضوع جزءًا من التعاليم الدينية التي ينظمها الإسلام،يعد الجماع خلال فترة الحيض موضوعًا محظورًا وفقًا للشرع، ولذا يجب على الزوجين التعرف على إرشادات كفارة هذا الفعل وطرق تداركه،سيستعرض هذا المقال تفاصيل كفارة إتيان الحائض سواء كان عن عمد أو عن غير عمد، وذلك بناءً على الأحكام الشرعية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، بالإضافة إلى رأي دار الإفتاء.
مقدار كفارة إتيان الحائض بالجنيه المصري
يتعلق مقدار كفارة إتيان الحائض بالجنيه المصري بحالة وقوع الجماع بين الزوجين، والتي تتأثر بخلفيات عدة وتقديرات متفاوتة وفقًا لما يتطلبه الشرع،تختلف الكفارة حسب ظروف الإتيان، ويمكن تلخيص ذلك في النقاط التالية
1- الوقوع ناسيًا أو بالخطأ
قد يحدث أن ينسى الزوجان أو يخطئان في تقدير وقت الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى وقوع الجماع عن غير قصد،في هذه الحالة، وفقًا لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه قد جاء في الحديث الشريف
«إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» رواه ابن ماجه.
وبناءً على ذلك، فإن الزوجين في هذه الحالة لا يتحملان كفارة، بل يتعين عليهما الاستغفار والدعاء بالرحمة والمغفرة.
2- الوقوع عمدًا
تحدث في بعض الأحيان حالات من الجماع بين الزوجين وهما على علم بحكم الشرع الذي يحرم هذا الفعل،وفي هذه الحالة، ينبغي على كلا الزوجين التوبة والاستغفار عن هذه المعصية،علاوة على ذلك، يُفضل إخراج دينار ذهب يعادل 4.25 جرام من الذهب الخالص في حال وقوع الجماع في بداية الدورة الشهرية، ونصف دينار في حالة حدوثه في نهايتها.
وفي كلتا الحالتين، تظل المرأة غير مضطرة لغسل الجنابة بل يكفيها الغسل بعد انتهاء الدورة الشهرية، مما يجمع فيها كلاً من النيتين،يجدر الإشارة إلى أنه من الصعب تحديد مبلغ كفارة إتيان الحائض بالجنيه المصري بشكل دقيق، إذ أن سعر الذهب غير ثابت ويتغير يوميًا،لذا، يجب على الشخص المعني ة الأسعار الحالية للذهب عند دفع الكفارة والمبادرة بذلك في الوقت المناسب.
تحريم جماع الحائض
أفادت دار الإفتاء بوضوح بأنه يحرم على الرجل جماع المرأة الحائض، مستندين في ذلك إلى قوله تعالى «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ» (البقرة 222).
كما استند الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذه النصوص في معالجة الوضع، حيث ذكر في حديث عن أنس رضي الله عنه أن اليهود كانوا يمتنعون عن جماع النساء خلال فترة الحيض، ولكنه أشار إلى أن المسلمين يمكنهم القيام بكل شيء سوى الجماع.
ماذا يحل للرجل من زوجته الحائض
لم يفرض الدين الإسلامي قيودًا صارمة على كل ما يتعلق بالعلاقة الزوجية أثناء الدورة الشهرية، بل ترك بعض الأمور مباحة بما يحفظ كرامة وصحة المرأة،فلا يجب على الرجل الاقتراب من المناطق المحرمة في جسد الزوجة، وهي ما بين السرة والركبة، ولكن يُسمح له بممارسة المداعبات الجنسية ما دامت خالية من الضرر الجسدي أو الإرهاق النفسي.
استنادًا إلى حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما يحل للرجل من زوجته وهي حائض، أجابه رسول الله عليه الصلاة والسلام «مَا فَوْقَ الإِزَارِ»،ويعكس هذا الحديث تفهم الإسلام لطبيعة العلاقات الإنسانية والاحترام المتبادل بين الزوجين،ومن هنا، نجد أن وزارة الأوقاف ودار الإفتاء في مصر قد اتخذت خطوات جادة لتوضيح هذه القضايا الدينية وتنبيه الأزواج إلى أحكامها الفقهية.
إن فهم كفارة إتيان الحائض يعتبر جزءًا مهمًا من التعليم الديني الذي يجب أن يتحلى به الزوجان، وذلك لإمكانية المحافظة على الروابط الزوجية وتعزيز مفاهيم الوعي الديني، مما يساهم في بناء أسرة قوية قائمة على الاحترام والتسامح.
