في ظل تصاعد التوترات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، أثيرت تساؤلات حول مصير قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، الذي فُقد الاتصال به منذ غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الماضي. يعتبر قاآني خليفة الراحل قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أمريكية عام 2020، ويشرف على إدارة "محور المقاومة" الذي يشمل جماعات مسلحة تدعمها إيران في المنطقة. فقدان الاتصال بالقائد الإيراني أثار قلقًا كبيرًا داخل إيران، وألقى بظلال من الغموض حول مصير الشخصيات القيادية في حزب الله بعد مقتل حسن نصر الله الشهر الماضي.
تفاقم الأزمة: الغارة الإسرائيلية وإصابة قاآني
وفقًا لمسؤولين أمنيين إيرانيين تحدثوا لوكالة "رويترز"، كان إسماعيل قاآني في الضاحية الجنوبية لبيروت عندما وقعت الضربة الإسرائيلية التي قيل إنها استهدفت خليفة نصر الله المحتمل، هاشم صفي الدين. وبينما نفت إيران أن قاآني التقى بصفي الدين، أكدت أنها فقدت الاتصال به منذ ذلك الحين. يعتبر قاآني شخصية محورية في إدارة العمليات الخارجية الإيرانية، وخاصة في لبنان وسوريا، مما يجعل غيابه يثير قلقًا كبيرًا داخل القيادة الإيرانية وداخل "محور المقاومة" الذي يدعمه.
إسرائيل تكثف حملتها على حزب الله: رسائل تحذير جديدة لإيران؟
تأتي الضربات الإسرائيلية في إطار حملة مكثفة تستهدف مواقع حزب الله في لبنان، حيث تسعى إسرائيل إلى تقويض نفوذ إيران وحلفائها في المنطقة. وتُعد الضاحية الجنوبية لبيروت من أهم معاقل حزب الله، مما جعلها هدفًا مستمرًا للضربات الجوية الإسرائيلية. استهداف قيادات بارزة في الحزب قد يشير إلى توجه إسرائيل نحو توسيع نطاق عملياتها، بما في ذلك استهداف شخصيات إيرانية رفيعة المستوى، مثل قاآني، في محاولة لإضعاف النفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة.
مخاوف من تصعيد إقليمي: هل تواجه المنطقة مواجهة أوسع؟
تحذيرات الخبراء تشير إلى أن الضربة الإسرائيلية قد تؤدي إلى تصعيد كبير في المنطقة، خاصة إذا تأكد مقتل أو إصابة إسماعيل قاآني. فقد يكون رد إيران وحزب الله على هذه العملية أكثر عنفًا، مما يهدد باندلاع مواجهة شاملة مع إسرائيل. إسرائيل تدرك تمامًا أن استهداف الشخصيات القيادية في حزب الله وإيران قد يدفع المنطقة نحو مرحلة جديدة من الصراع، خاصة مع الدعم الإيراني الكبير لهذه الجماعات المسلحة.
إيران تواجه الغموض: القلق يزداد داخل البلاد
التقارير الإعلامية الإيرانية سلطت الضوء على غياب قاآني، حيث انتقدت بعض الوسائل الإعلامية المحلية غياب التصريحات الرسمية بشأن وضعه. ونشرت مواقع إخبارية مثل "تابناك" مقالات تطالب الحكومة بتقديم دليل على سلامته، معتبرة أن التأخر في تقديم هذه المعلومات قد يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
وتزايدت الضغوط على إيران للكشف عن مصير قاآني، خاصة مع زيادة التكهنات حول تعرضه للإصابة أو القتل في الضربة الإسرائيلية. وفي حين نشرت وسائل الإعلام الإيرانية صورًا لقاآني في مكاتب حزب الله في طهران بعد مقتل نصر الله، لم يظهر علنًا منذ ذلك الحين، مما زاد من الغموض.
مستقبل التصعيد: هل تصل المنطقة إلى مرحلة اللاعودة؟
مع تصاعد التوترات وتزايد الغارات الإسرائيلية، تتزايد المخاوف من أن تكون المنطقة على حافة صراع جديد قد يجذب أطرافًا إقليمية ودولية. إسرائيل تعي تمامًا أن استهداف شخصيات بارزة مثل قاآني وصفي الدين قد يؤدي إلى رد فعل عنيف من إيران وحزب الله. في الوقت نفسه، يبقى مصير قاآني جزءًا من لغز أكبر حول الاتجاه الذي ستتخذه المنطقة في الأشهر القادمة، وسط احتمالات متزايدة باندلاع حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران.
هل نشهد تصعيدًا جديدًا بين إيران وإسرائيل؟
يظل مصير إسماعيل قاآني غير مؤكد حتى الآن، لكن غيابه المفاجئ يفتح الباب أمام تصعيد خطير في الشرق الأوسط. التصعيد الإسرائيلي واستهداف شخصيات رفيعة المستوى يشير إلى أن المنطقة قد تكون على وشك الدخول في مرحلة جديدة من الصراع. وفي ظل عدم وجود تأكيدات حول مصير قاآني، تبقى الأوضاع مرشحة لمزيد من التصعيد والتوترات.