اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، مع نظيريه الرئيس إسياس أفورقي رئيس دولة إريتريا والرئيس د. حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، في العاصمة الإريترية أسمرة، حيث أجرى الرؤساء في قمة ثلاثية مُشاورات مُكثفة بشأن مسائل إقليمية ودولية حيوية.
لم يكن التحالف بين مصر وإريتريا والصومال وليد اللحظة؛ إذ يمكن ملاحظة أن هناك تقارب ملحوظ قد نشأ بين الدول الثلاث منذ مطلع العام الجاري، وهو ما يُمكن رصده من خلال عدد من المؤشرات والتي يُمكن استعراضها، وذلك على النحو التالي:
» التقارب المصري - الصومالي
تم اتخاذ خطوات مهمة في سبيل تعزيز التقارب بين مصر والصومال، وهو ما اتضح في الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لمصر في العشرين من يناير 2024، وكذلك الزيارة الرسمية في أغسطس 2024، وتساهم هذه الزيارات في تبادل الآراء حيال القضايا ذات الاهتمام
المُشترك، لا سيما الاتفاق الإثيوبي مع إقليم أرض الصومال: إذ حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من المساس بمصالح الصومال، كما شددت القيادة المصرية على الدعم المصري لسيادة ووحدة الأراضي الصومالية.
» التقارب المصري - الإريتري
اتضح للقيادة السياسية في إريتريا أن إثيوبيا تنتهج سياسة ليست في صالح إريتريا، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال رفض إريتريا اتفاق "بريتوريا" الذي وقعته إثيوبيا مع جبهة التيجراي في نوفمبر 2022 لوقف الحرب، حيث تم استبعاد إريتريا من الانخراط في هذا الاتفاق على الرغم من الدعم الإريتري للحرب الإثيوبية ضد جبهة التيجراي، بالإضافة إلى قيام إثيوبيا بتوقيع اتفاقية مع إقليم أرض الصومال، والذي ترجمته إريتريا باعتباره أنه لن يأت فقط على حساب موانئها التي تستخدمها إثيوبيا في عملية التصدير "مصوع" و"عصب"، بل أيضًا - وهذا هو الأهم- تخشى من إمكانية قيام آبي أحمد بمحاولة الاستيلاء على ميناء "عصب" في ظل طموحاته التوسعية.
وفي ضوء هذه التفاعلات، نجد أن إريتريا عملت على توثيق علاقاتها بالدولة المصرية، فقد قام الرئيس الإريتري أسياس أفورقي بزيارة رسمية لمصر في الرابع والعشرين من فبراير 2024، ساهمت في تعزيز العلاقات الثنائية، وبحث التعاون في مختلف المجالات كما نجد أن رغبة مصرية لتعزيز العلاقات مع إريتريا على كافة الأصعدة، فعلى المستوى الدبلوماسي، هناك حرص من جانب قادة البلدين لتبادل الزيارات الرسمية رفيعة المستوى كما هناك توافق في الرؤى حيال القضايا الإقليمية.
علاوة على ذلك، هناك حرص من البلدين لترسيخ شراكة مستدامة لتنفيذ عدد من المشروعات الاستراتيجية في عدة قطاعات منها حفر الآبار ومشروعات إنشاء السدود وتخزين مياه الأمطار واستخدام تكنولوجيا الصوبات الزراعية، وكذلك مجال التصنيع الدوائي.
»«قمة أسمرة»: الاحترام المطلق لسيادة واستقلال ووحدة أراضى بلدان المنطقة
وفي بيان مشترك صادر عن «قمة أسمرة»، أكد رؤساء الدول الثلاث، على ضرورة الالتزام بالمبادئ والركائز الأساسية للقانون الدولي باعتبارها الأساس الذي لا غنى عنه للاستقرار والتعاون الإقليميين، خاصة الاحترام المطلق لسيادة واستقلال ووحدة أراضي بلدان المنطقة، والتصدي للتدخلات في الشؤون الداخلية لدول المنطقة تحت أي ذريعة أو مُبرر، وتنسيق الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار الإقليمي، وخلق مناخ موات للتنمية المُشتركة والمُستدامة.
وأكد البيان، على أنه تم الاتفاق على تطوير وتعميق التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث من أجل تعزيز إمكانات مؤسسات الدولة الصومالية لمواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية، وتمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بكافة صوره، وحماية حدوده البرية والبحرية، وصيانة وحدة أراضيه.
وأوضح البيان أن القمة تناولت بعمق أكبر وتوصلت إلى توافق في الآراء بشأن المسائل التالية: الأزمة في السودان وتداعياتها الإقليمية والوضع في الصومال على ضوء التطورات الإقليمية الأخيرة وقضايا الأمن والتعاون بين الدول الساحلية للبحر الأحمر ومضيق باب المندب في سياق أهميته القصوى كممر بحري حيوي وآليات التنسيق الدبلوماسي والجهود المُشتركة بين الدول الثلاث.
كما رحب البيان المشترك بالجهود التي تقوم بها كل من دولة إريتريا وجمهورية مصر العربية في دعم الاستقرار في الصومال الشقيق وتعزيز قدرات الحكومة الفيدرالية، والإشادة بعرض جمهورية مصر العربية المساهمة بقوات في إطار جهود حفظ السلام في الصومال. وتم الاتفاق على إنشاء لجنة ثلاثية مشتركة من وزراء خارجية إريتريا، ومصر، والصومال للتعاون الاستراتيجي في كافة المجالات.
تابع أحدث الأخبار عبر