شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية على مناطق مختلفة في لبنان، مستهدفة بلدة صير الغربية في الجنوب وأطراف العاصمة بيروت. وأفادت تقارير إعلامية بأن هذه الغارات أسفرت عن مقتل ستة أشخاص على الأقل في بيروت، كما تعرضت مواقع في مدينة بعلبك أيضًا للقصف، مما زاد من التوترات في المنطقة التي تشهد مواجهات متصاعدة بين إسرائيل وحزب الله.
استهداف مواقع مدنية وأضرار جسيمة
بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف مبنى متعدد الطوابق في منطقة النويري ببيروت، في غارة وُصفت بأنها الأعنف منذ فترة. كما تسببت الغارات في أضرار جسيمة بالمباني السكنية والبنى التحتية، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في العاصمة اللبنانية.
في الجنوب، أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن بلدة صير الغربية تعرضت لغارات عنيفة أيضًا، بينما سُمعت أصوات الانفجارات في مختلف المناطق المحيطة، ما أثار حالة من الذعر بين السكان ودفعهم إلى النزوح الجماعي خوفًا من تجدد الغارات.
حزب الله يرد على الغارات: اشتباكات على الحدود
في إطار الرد على هذه الغارات، أعلن حزب الله اللبناني مسؤوليته عن استهداف آلية عسكرية إسرائيلية بصواريخ موجهة في منطقة رأس الناقورة الحدودية. وأفادت مصادر مقربة من الحزب بأن الآلية دُمّرت بالكامل وسقط طاقمها بين قتيل وجريح. وواصل الحزب قصف مواقع إسرائيلية أخرى، مما زاد من حدة الاشتباكات بين الطرفين على طول الحدود الجنوبية للبنان.
التوترات الدولية: بايدن يعارض توسيع العمليات ضد إيران
وسط هذا التصعيد، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن تفاصيل مكالمة صعبة جرت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وعبّر بايدن خلال الاتصال عن معارضته الصريحة لأي هجوم إسرائيلي على المنشآت النفطية والنووية في إيران، محذرًا من تداعيات توسيع نطاق الحرب ليشمل مناطق جديدة في الشرق الأوسط.
ورغم دعم بايدن لإسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله، فإن معارضته لضرب المنشآت الإيرانية تعكس القلق الأمريكي من تفاقم النزاع وتحوله إلى مواجهة شاملة تشمل أطرافًا إقليمية أخرى.
استمرار التصعيد وتحذيرات دولية
الغارات الإسرائيلية تأتي في وقت يشهد فيه لبنان وضعًا سياسيًا وأمنيًا هشًا، مع استمرار التوترات بين الأطراف اللبنانية وتصاعد العنف على الحدود. في الوقت نفسه، طالبت الأمم المتحدة والعديد من الدول الكبرى بضرورة التهدئة ووقف التصعيد، محذرة من أن استمرار الأعمال العسكرية قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في لبنان.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة: "نحن قلقون جدًا من تدهور الأوضاع في لبنان وندعو جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي وتجنب استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية". كما أصدرت كل من فرنسا وإيطاليا بيانات تدعو إلى ضبط النفس وحثت على ضرورة الحوار لتجنب المزيد من الانزلاق نحو الحرب.