في قرية بقور الصغيرة، إحدى القرى الريفية بمحافظة أسيوط، كانت نادية جمال سيد، البالغة من العمر 33 عامًا، تستعد لواحدٍ من أهم أيام حياتها، وهو اليوم الذي كانت تنتظر فيه استقبال مولودها الجديد، لكن القدر كان يخبئ لها ولأسرتها فاجعة غير مُتوقعة، أثناء توجهها إلى إحدى العيادات الخاصة في توكتوك بسيط، وقع حادث مفاجئ أوقف الحياة في لحظة، عندما اصطدم التوكتوك بسيارة نصف نقل، فقادتها الأقدار إلى مأساة.
في لحظة واحدة، اختفت كل الأحلام التي كانت «نادية» تحلم بها لطفلها، فقدت حياتها في ذلك الحادث، لكن في قلب تلك المأساة، وفي مستشفى أبو تيج التخصصي، بدأت معجزة جديدة تتشكل، مع فريق طبي لم يكن على استعداد للاستسلام لإنقاذ الجنين.
سباق مع الزمن.. الجنين لا يزال ينبض
عندما وصلت «نادية» إلى مستشفى أبو تيج المركزي، أظهر السونار الذي أجرى بسرعة أن جنينها لا يزال ينبض بالحياة، لكن الوقت كاد ينفد، فقاد الدكتور هشام الشريف، مدير المستشفى واستشاري النساء والتوليد، الفريق الطبي الذي انطلق على الفور إلى غرفة العمليات، هذا ما حكاه الدكتور هشام الشريف لـ «الوطن»، مؤكدا أن الفريق الطبي كان في قلوبهم هدف واحد، إنقاذ حياة هذا الجنين الذي يقاتل للخروج إلى العالم.،
لم يكن هناك وقت للتردد أو الخوف، كانت العملية القيصرية الخطيرة هي الفرصة الوحيدة للطفل، هذا ما أكده الدكتور سامح إرميا، أخصائي النساء والتوليد، وأكد لـ«الوطن» أنه في غضون دقائق، كان الطفل قد خرج إلى العالم، من أنفاس والدته الأخيرة، ليمنح العائلة أملًا جديدًا.
الطفل على حافة الحياة.. لحظات حرجة
خرج الطفل إلى الحياة، لكنه لم يكن بعيدًا عن الخطر، وفقا للبيان المستشفى، بعد دقائق من ولادته، توقف قلبه الصغير عن النبض، كان الأمر وكأن كل الجهود التي بُذلت لإنقاذه قد ذهبت سُدى، تدخل أطباء العناية المركزة وأطباء الأطفال حديثي الولادة، بقيادة الدكتور صفوت جرجس والدكتور محمود عرفات، لإنعاش الطفل وإعادة قلبه إلى الحياة.
لم تكن تلك اللحظات سهلة على الإطلاق، حيث بذل الفريق الطبي كل جهدهم لإنقاذ حياة الطفل الصغير، وبفضل الله ثم بفضل مهارة هؤلاء الأطباء، استعاد الطفل نبض قلبه مرة أخرى، وكأنه أُعيدت إليه الحياة مجددًا.
لحظة الانتصار.. أمل ينبض في حضانة المستشفى
بعد استعادة الطفل للحياة، تم نقله سريعًا إلى الحضانة للاطمئنان على حالته الصحية، كان الجميع في المستشفى، من الأطباء والممرضات، يشعرون بأنهم قد حققوا إنجازًا يفوق مجرد العمل الطبي، كان الأمر بالنسبة لهم هو انتصار للحياة في مواجهة الموت، وهدية صغيرة لعائلة فقدت الأم ولكنها كسبت الأمل في طفلها الجديد.
العائلة التي كانت تنتظر على أحر من الجمر، تستقبل الآن خبرًا يحمل مزيجًا من الحزن والفرح فبينما فقدوا الأم، استعادوا حياة الطفل، وكأن الحياة قررت أن تمنحهم بادرة أمل بعد هذه المأساة.
الفريق الطبي.. أبطال خلف الكواليس
الفريق الطبي الذي حقق هذا الإنجاز المذهل لم يكن مجرد أطباء يؤدون عملهم، لقد كانوا أبطالًا حقيقيين، تحملوا عبء المسؤولية وأظهروا روحًا إنسانية لا تُقدّر بثمن، وضم الفريق كلًا من الدكتور هشام الشريف، والدكتور سامح إرميا، والدكتور مصطفى زناتي، والدكتور محمود طلعت، والدكتور صفوت جرجس، والدكتور محمود عرفات. كانوا جميعًا جزءًا من قصة إنقاذ الطفل، التي ستظل ذكرى خالدة في سجلهم المهني والإنساني.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.