تعيش مدن شمال المغرب، طيلة الأيام الأخيرة، على إيقاع تساقطات مطرية مهمة بلغت أعلى المعدلات على المستوى الوطني، الأمر الذي مثل إشارة مطمئنة للأوساط الفلاحية والمهنية بمختلف أقاليم الجهة، فضلا عن تعزيز الموارد المائية وإنهاء حالة الخصاص المائي الذي عانت منه بعض المناطق في الأشهر القليلة الماضية.
وأفادت مصادر مهنية متطابقة تواصلت معها جريدة هسبريس الإلكترونية، بأن حالة من الارتياح تعم الفلاحين بفضل التساقطات المهمة التي عمت المنطقة، خاصة المعروفة بعدد من الزراعات المبكرة.
في هذا السياق، قال رشيد لغزاوي، فلاح بأحد الجماعات القروية التابعة لإقليم العرائش، إن التساقطات المسجلة في الأيام الأخيرة “مفرحة للفلاحين ومفيدة لكل الزراعات الحالية أو المقبلة”.
وأضاف لغزاوي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الشمندر السكري وقصب السكر، والفصة والخرطال والشعير، كلها زراعات ستستفيد من التساقطات المسجلة”، مؤكدا تطلع الفلاحين إلى تحقيق بداية جيدة للموسم الزراعي الحالي.
وزاد الفلاح ذاته موضحا أن هذه الأمطار ستساهم في توفير المراعي والماء للماشية التي عانت في الأشهر القليلة الماضية، وستساعد بشكل كبير على تشجيع الفلاحين لزراعة الحبوب مبكرا هذا العام، وتسهيل الأرض للحرث وإعدادها للزراعات الربيعية.
من جهته، رأى محمد بنعبو، خبير في الماء والتغيرات المناخية، أن سقوط الأمطار المبكر خلال هذه السنة سيساهم في إحداث تغيرات مهمة على مستوى الوضع المائي بالبلاد، مبرزا أن حقينة السدود ستشرع في تحقيق انتعاشة تدريجية وبداية التعافي من توالي سنوات الجفاف الصعبة على البلاد.
وقال بنعبو، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن التساقطات المطرية التي تعرفها بلادنا في معظم المناطق، وخاصة شمال المملكة، “حسنت وضعية السدود والوضعية المائية المتراجعة في الأشهر السابقة التي تميزت بالحرارة المفرطة”.
وأشار إلى أن الأمطار المسجلة “كانت عامة وجاءت في وقتها المناسب بالنسبة للقطاع الفلاحي”، متوقعا أن تكون لهذه الأمطار آثار مميزة وجد مهمة بالنسبة لعموم القطاع.
وشدد الخبير ذاته على أن الوقع جد المهم للتساقطات المطرية المسجلة، “لا ينبغي أن ينسي المغرب والمغاربة واقع العجز المائي الذي تعيش تحت تأثيره البلاد”، قائلا: “مازلنا نعيش عجزا مائيا ومازلنا نعيش وضعية طوارئ مائية، ومناطق الشمال المعروفة بالتساقطات حققت عجزا في السنة الماضية على هذا المستوى بلغت نسبته أكثر من 50 بالمائة”.
وأوضح بنعبو أن هذه التساقطات لا شك أنها ستمثل دفعة قوية للفلاحين وتعطي مؤشرات إيجابية ستساعد على تحقيق بداية موسم فلاحي مثالية وتغني الفرشة المائية المتضررة، قبل أن يختم متمنيا استمرار وانتظام التساقطات طيلة الموسم وعلى مستوى عموم البلاد، من أجل تجاوز المرحلة الصعبة التي واجهتنا في السنوات الأخيرة.