قال تشيس أوليفر، مرشح الحزب الليبرتارى «التحررى» للانتخابات الرئاسية الأمريكية، إنه يجب توقف المساعدات العسكرية الأمريكية لأى دولة فى حالة حرب، مشيراً إلى أن «ترامب وهاريس» ليسا مؤهلين لتبنى المبادئ التحررية لأن ذلك يسمح للناس باتخاذ خياراتهم الخاصة وتقليص سلطة الحكومة.
حان الوقت للتوقف عن استخدام القوة العسكرية لضبط العالم والتركيز على الحرية والازدهار فى الداخل
وأضاف «أوليفر»، فى حوار لـ«الوطن»، أن الوقت قد حان للتوقف عن استخدام القوة العسكرية لضبط العالم والتركيز على الحرية والازدهار فى الداخل، ويجب إنهاء نشر الطائرات والأسلحة فى دول أخرى، ويجب أن يراجع الكونجرس التحالفات بانتظام وإخضاع السياسيين للمساءلة والتأكد من أن كل العلاقات تصب فى المصلحة الحقيقية للشعب الأمريكى. وأشار إلى أن حرب أمريكا على المخدرات فشلت فشلاً ذريعاً وأهدرت الموارد ودمرت الأرواح ويجب إلغاء جدولة القنب، ويمكنه أن يفعل ذلك بجرة قلم، موضحاً أن علاقات السوق الحرة الصادقة تعزز السلام، ويجب وقف إرسال المساعدات العسكرية الممولة من دافعى الضرائب للخارج لأنها تؤدى لتأجيج الصراعات.. وإلى نص الحوار:
هل من الممكن توضيح سبب رفضك تدخل الحكومة لتنظيم العلاقة بين الشركات وسوق العمل؟
- أنا أنادى بهذا دائماً، لكن دعنى أشرح لكم الأمر ووجهة نظرى التى تتمثل فى أنه عندما تتدخل الحكومة فى الجانب التنظيمى، فإن ذلك عادة ما يأتى بنتائج عكسية، فبدلاً من مساءلة الملوثين، تعمل القواعد التنظيمية الصارمة فى واقع الأمر على خنق الإبداع وحماية اللاعبين الراسخين من المنافسة لأن السوق الحرة لديها القدرة على التعامل مع التلوث والفساد بشكل أكثر فاعلية لأن المستهلكين يمكنهم المطالبة بمعايير أعلى، وسوف تبتكر الشركات التى تتنافس للوفاء بهذه المعايير وتجد طرقاً أنظف وأكثر كفاءة للعمل، ولا ينبغى للحكومة أن تختار الفائزين والخاسرين، بل دع السوق والأفراد هم من يقررون ذلك.
هل يمكنك التحدث عن منصة العدالة الجنائية التى تتصدر برنامجك الانتخابى؟
- إدارتى ستجعل إنهاء الحد الأدنى من الأحكام الفيدرالية الإلزامية أولوية، لقد سلبت هذه الولايات القضاة من سلطتهم التقديرية، وأجبرتهم على فرض أحكام قاسية حتى عندما يعلمون أنها غير عادلة. الحد الأدنى الإلزامى لا يجعل مجتمعاتنا أكثر أماناً، إنهم فقط يغذون مجمع السجون الذى صُنع عبر التاريخ، وينبغى السماح للقضاة وهيئات المحلفين بالبت فى القضايا بشكل فردى، وليس استناداً إلى بعض القواعد الشاملة التى يفرضها علينا المشرعون، وهناك قضية رئيسية أخرى هى الجرائم التى لا ضحايا لها، يجب على الحكومة أن تبقى بعيدة عن الاختيارات الشخصية للناس التى لا تضر أى شخص آخر، إذا لم يكن هناك ضحية، فلا ينبغى أن تكون هناك جريمة، يجب أن يركز تطبيق القانون على الجرائم الحقيقية: العنف، والسرقة، والاحتيال، والإكراه، وليس على تنظيم السلوك بالتراضى.
ما رأيك فى التصدى للجرائم المتعلقة بالمخدرات؟
- حرب الولايات المتحدة على المخدرات شهدت فشلاً ذريعاً، حيث أهدرت الموارد ودمرت الأرواح دون أن تجعلنا أكثر أماناً، سأنهى القوانين الفيدرالية وأتخلص من اللوائح الفيدرالية التى لا معنى لها والتى تعيق الأعمال المشروعة فى هذه الصناعة، ويجب إلغاء جدولة القنب على الفور، وهو أمر لا يتطلب حتى تشريعات جديدة، ويمكننى أن أفعل ذلك بجرة قلم.
وسأصدر عفواً كاملاً عن مرتكبى جرائم المخدرات غير العنيفة، وأحث كل حاكم على أن يفعل الشىء نفسه، نحن بحاجة إلى إنهاء قانون المواد الخاضعة للرقابة، الذى غذى هذه الحرب المدمرة على المخدرات، ودعم قانون إصلاح سياسة المخدرات لإلغاء تجريم حيازة المخدرات فى جميع المجالات، يحتاج الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الإدمان إلى المساعدة، وليس الأصفاد، ويجب أن يكون العلاج والدعم متاحين لأولئك الذين يسعون إليه، ولكن لا ينبغى للحكومة أن تستخدم سياسة المخدرات للتدخل فى الحياة الخاصة.
ما رسالتك للناخبين الشباب؟
- الشباب هم مستقبل الحرية، ويتساءل جيل الألفية الثالثة عن الوضع الراهن ويرفضون المؤسسات التى عفى عليها الزمن والتى خذلتهم، ورسالتى إليهم بسيطة وسأقولها دائماً بشكل مباشر، وهى أنا لست هنا لتجميل أى شىء أو تقديم وعود فارغة، أنا هنا لاستعادة الحرية الفردية وتمكين كل شخص من السيطرة على حياته الخاصة.
هل تعتقد أن جيل الألفية لديه نظرة ساخرة للمؤسسات؟
- قطعاً، لقد سئم جيل الألفية من المؤسسات التى تبدو مهتمة بحماية أنفسها أكثر من مساعدة الناس، لقد رأوا أن هذه الأنظمة غالباً ما تخدم من هم فى السلطة، وليس الأشخاص العاديين، أعتقد أن هذه الشكوك يمكن أن تؤدى إلى تغيير حقيقى إذا تم توجيهها نحو الحلول التى تمنح الناس السيطرة على حياتهم الخاصة.
هل يمكنك التحدث عن وجهات نظرك فى السياسة الخارجية تجاه أوكرانيا وإسرائيل وفلسطين والصين؟
- طوال حياتى، كنا متورطين فى حروب فى الخارج أودت بحياة الكثير من الناس واستنزفت الموارد، وكل ذلك بينما أصبحت الحكومة أكثر قوة وأقل عرضة للمساءلة، لقد التقيت بمحاربين قدامى يعرفون بشكل مباشر تكلفة هذه الحروب التى لا نهاية لها، وهم على استعداد للسلام، لقد حان الوقت لأن نتوقف عن استخدام القوة العسكرية لضبط العالم والبدء فى التركيز على الحرية والازدهار هنا فى الداخل، ويجب أن ننهى ممارسة نشر الطائرات بدون طيار والأسلحة فى دول أخرى، ويجب أن تكون سياستنا الخارجية متجذرة فى عدم التدخل والتجارة الطوعية.
وإذا ركزنا على علاقات السوق الحرة الصادقة، فسوف نعزز السلام دون أن نملى الأمر على الدول الأخرى، ودعونا نتوقف عن إرسال المساعدات العسكرية الممولة من دافعى الضرائب والتى لا تؤدى إلا إلى تأجيج الصراعات.
هل ترى أى إمكانية لسياسيين مثل ترامب أو هاريس لتبنى المبادئ التحررية؟
- بصراحة، لن أعتمد على ذلك لأن المبادئ التحررية الحقيقية تعنى السماح للناس باتخاذ خياراتهم الخاصة وتقليص سلطة الحكومة، وهو أمر لا نراه من أى منهما.
يجب التخلُّص التدريجى من الضمان الاجتماعى حتى يتمكن الناس من الاستثمار والاستعداد للتقاعد
كيف تؤثر آراؤك على برامج مثل الضمان الاجتماعى والرعاية الطبية؟
- برامج الرعاية الحكومية ليست الحل، إنهم يركزون السلطة، ويحدون من الاختيار، ويضعون السيطرة على أموالنا فى أيدى البيروقراطيين، يجب التخلُّص التدريجى من الضمان الاجتماعى حتى يتمكن الناس من الاستثمار والاستعداد للتقاعد بالطريقة التى تناسبهم، وليس بالطريقة التى تمليها الحكومة.
وفى مجال الرعاية الصحية، ينبغى لنا أن نفتح النظام أمام المنافسة الحقيقية، اسمح للناس بشراء التأمين عبر حدود الولاية، واستيراد الأدوية من دول أخرى لخفض الأسعار، تخلص من التفويضات التى تجبر الناس على شراء التغطية التى لا يحتاجون إليها، وجعل جميع نفقات الرعاية الصحية معفاة من الضرائب بالكامل حتى يتمكن الناس، وليس أصحاب العمل أو الحكومة، من السيطرة على رعايتهم، وبالنسبة لمقدمى الخدمات، نحتاج إلى شفافية كاملة فى الأسعار حتى يعرف الأشخاص بالضبط ما يدفعون مقابله.
قلت إنك ضد المساعدات العسكرية الأجنبية ودعم إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن.. كيف ستتعامل مع هذا كرئيس؟
- كرئيس، سأجعل الأولوية القصوى إغلاق القواعد الأمريكية فى الخارج وإعادة قواتنا إلى الوطن، يمكن استخدام المدخرات الناتجة عن القيام بذلك فى سداد فوائد القروض الطلابية فى خطوة لمرة واحدة تُستخدم مواردنا بشكل جيد، هنا فى أمريكا.
يجب أن تنتهى المساعدات العسكرية لأى دولة فى حالة حرب حالياً، إذا أراد الأفراد دعم الحلفاء فى الخارج، فيجب أن يكونوا أحراراً فى القيام بذلك، لكن ليس من صلاحيات الحكومة إرسال أموال أو أسلحة لدافعى الضرائب، وإذا طُلب منى ذلك، فسأساعد بكل سرور فى التوسط فى محادثات السلام دون فرض القيم الأمريكية على أى شخص، ولا بد أن يكون الدور الذى تلعبه الولايات المتحدة فى العالم متجذراً فى التجارة والدبلوماسية واحترام سيادة الدول الأخرى، إن أى عمل عسكرى يجب أن يكون للدفاع عن المواطنين الأمريكيين، ولا يتم إلا بالترخيص المناسب.
ويجب أن يقوم الكونجرس بمراجعة تحالفاتنا بانتظام، وإخضاع السياسيين للمساءلة والتأكد من أن هذه العلاقات تصب فى المصلحة الحقيقية للشعب الأمريكى، وليس مصالح المجمع الصناعى العسكرى، دعونا نواصل تركيزنا على الحرية، سواء فى الداخل أو فى الخارج.
ترك الحزب الديمقراطى
لقد بدأت كناشط مناهض للحرب، ومعارض للصراعات التى لا نهاية لها التى كنا ندخل فيها، وعندما جاء أوباما، تمنيت أن يكون مختلفاً، لكنه واصل الحروب، وخاب أملى.
ولقد عثرت بالصدفة على جناح Libertarian فى مهرجان عام 2012، وسألونى عن أهم مشكلة لدىّ. فقلت: «أنا ضد الحرب»، فأجابونى: «مرحباً بك فى بيتك»، هذا هو بالضبط ما شعرت به، لقد وجدت مكاناً تكون فيه الحرية والسلام أمراً مهماً حقاً.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.