أعطى لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، رفقة عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، اليوم الأحد في مدينة العيون، انطلاقة خدمات معهد الفنون والصناعة، مع افتتاح معرض الصناعة التقليدية، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى الـ 49 لعيد المسيرة الخضراء.
واستهل كاتب الدولة لدى وزير السياحة زيارة عمله إلى عاصمة الأقاليم الجنوبية بإعطاء انطلاقة معهد الفنون والصناعة التقليدية شرقي العيون، الذي يأتي في إطار مشاريع النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، وتنزيل اتفاقيات الشراكة الخاصة بتمويل وتنفيذ برنامج التنمية المتكاملة لجهة العيون الساقية الحمراء، بهدف دعم وتعزيز قطاع الحرف اليدوية والاقتصاد الاجتماعي في المنطقة، وتوفير فرص التدريب والتأهيل المهني.
ويشمل المشروع الذي يمتد على مساحة إجمالية تبلغ 2800 متر مربع، وتقدر تكلفة إنجازه الإجمالية بـ 23 مليون درهم، مجموعة من المرافق، مثل المبنى الإداري، وقاعات الاجتماعات، ومكاتب الإدارة؛ إضافة إلى أربعة ورش عمل تقنية، وأربع قاعات دراسية وصالة للمعلوماتية، فضلا عن قاعة مؤتمرات.
كما أشرف المسؤول الحكومي، رفقة الوفد المرافق له، على افتتاح معرض الصناعة التقليدية بمنصة معارض مدينة العيون، الذي يضم 40 رواقا وفضاء للمعروضات التقليدية، التي تبرز دقة ومهارة منتجات الصانع التقليدي بالأقاليم الجنوبية في مجالات الصياغة، المصنوعات الجلدية، الخياطة التقليدية، النسيج والمنتجات النباتية.
إلى ذلك قام الوفد بزيارة مجمع الصناعة التقليدية بالمدينة، حيث وقف على تجربة مشروعي “دار الدراعة” و”دار النسيج” اللذين يهدفان أساسا إلى إنتاج الملابس الجاهزة بالجملة والتقسيط، وتكوين متدربين ومتدربات في مجال صناعة الملابس وتطوير الزي الصحراوي المغربي.
ويدخل المشروعان اللذان تم إنجازهما حديثا بمدينة العيون في إطار شراكة وتعاون بين المديرية الجهوية للصناعة التقليدية بالعيون وغرفة الصناعة التقليدية بالجهة، إلى جانب مؤسسة فوسبوكراع ومؤسسة محمد الخامس للتضامن.
وفي هذا الصدد قال لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إن تزامن زيارته الأولى إلى مدينة العيون مع تخليد الشعب المغربي الذكرى الـ 49 لعيد المسيرة الخضراء المظفرة هي فرصة مهمة لافتتاح معلمة جديدة بهذه الربوع التي تحظى بعناية خاصة من لدن الملك محمد السادس.
وأضاف المسؤول الحكومي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “قطاع الصناعة التقليدية يمثل جانبا حضاريا مهما يعكس غنى وتنوع الثقافة المغربية المتجذرة عبر العصور”، مشيدا بـ”دور الحرفيين الذين يساهمون في الحفاظ على هذه الكنوز الثقافية”، وواصفا الصناع التقليديين بـ”حماة التراث المغربي ورموز الهوية الوطنية”.
وأكد كاتب الدولة لدى وزير السياحة أن “الصناعة التقليدية لا تقتصر على إنتاج منتجات فنية وحرفية، بل تحمل في طياتها قصصا وتاريخا عريقا يعكس حضارة المغرب وتقاليده المتوارثة الضاربة في عمق التاريخ”، مشيرا إلى “الدور النموذجي الذي تلعبه جهة العيون الساقية الحمراء في دعم هذا القطاع من خلال تضافر جهود مختلف الفاعلين المحليين، بما في ذلك السلطات الولائية، والمجالس المحلية، وغرفة الصناعة التقليدية”.
وأوضح السعدي أن “هذا التعاون المثمر يعكس إرادة قوية للنهوض بقطاع الصناعة التقليدية وتطويره في الأقاليم الجنوبية، سواء من حيث تحسين البنية التحتية أو توفير التدريب والتأهيل المستمر للحرفيين”؛ وهو ما سيسهم بحسبه في “تحسين جودة المنتجات وتوسيع فرص التسويق”.
وختم المتحدث تصريحه لهسبريس بالتأكيد على أهمية تكوين الشباب والنساء في مجال الصناعة التقليدية، مشددا على أن “هذا التوجه يعزز من مكانة الجهة ويؤهلها لتكون رائدة في هذا القطاع”، وداعيا إلى “التركيز على تكوين الأجيال الصاعدة لضمان استمرارية هذا التراث وإتاحة فرص جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تساهم في تعزيز صورة المغرب كوجهة للتراث والثقافة”.
حري بالذكر أن حفل التدشين حضره على وجه الخصوص مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون، وحمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، وعدد من الشخصيات السياسية والعسكرية والمدنية؛ إلى جانب القناصل العامين لدول البحرين، الغابون، جزر القمر، بوروندي وساو تومي.