في خطوة تكرس مسار التنمية والبناء الذي اختطه المغرب بأقاليمه الجنوبية، جرى، الإثنين، بمناسبة تخليد الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء، إعطاء انطلاقة اتفاقية إنجاز وتمويل البرنامج الاستعجالي لإعادة التأهيل الحضري لمدينة طنطان خلال الفترة 2024- 2027، من خلال عشرة مشاريع تصل كلفتها الإجمالية إلى 279 مليون درهم، وتغطي جميع الميادين، وستساهم في تسريع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بهذه الحاضرة بالصحراء المغربية، على أن يتم الشروع في أشغالها في غضون الشهرين القادمين.
وجرى تقديم هذا البرنامج بحضور امباركة بوعيدة، رئيسة جهة كلميم واد نون، ومحمد الناجم أبهاي، والي جهة كلميم واد النون عامل إقليم كلميم، وعبد الله شاطر، عامل إقليم طنطان، وحبيب الومان؛ رئيس المجلس الجماعي لطنطان، بالإضافة إلى برلمانيي وأعضاء الجهة ومُنتخبي مجالسها الجماعية، وسط توافدٍ كبير لساكنة هذه المدينة الصحراوية، التي أبت إلا أن تُثني على مشاريع البرنامج التنموية، وتؤكد في أحاديثها وتعليقاتها على هذه الأخيرة أنها “ترفع وتيرة النهوض والرقي بالخدمات والبنية التحتية لطانطان”.
ويتأطر تمويل وإنجاز مشاريع البرنامج الاستعجالي لإعادة التأهيل الحضري بمدينة طانطان خلال الفترة 2024- 2027 باتفاقية بين جهة كلميم واد نون وشركائها، تسعى إلى وضع إطار للشراكة والتعاون بين مجموعة من القطاعات الحكومية والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية من أجل إنجاز هذه المشاريع، على أساس ضمان الالتقائية بين البرامج القطاعية.
تفاصيل البرنامج
وفق الورقة التقنية لهذه الاتفاقية فإن التكلفة الإجمالية المتوقعة لمشاريع البرنامج تصل إلى 279,29 مليون درهم؛ سَتُساهم فيها جهة كلميم واد نون بمبلغ 121,51 مليون درهم، ووزارة الداخلية من خلال المديرية العامة للجماعات الترابية بـ99,29 مليون درهم، إضافةً إلى 42,49 مليون درهم من وزارة إعداد التراب والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، و10 ملايين درهم من جماعة طنطان، و6 ملايين درهم من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
والمشاريع العشرة التي يضمها البرنامج تندرج ضمن ثلاثة محاور رئيسية؛ الأول يهم التأهيل الحضري، ويشمل بدوره شقين: تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز بالإنارة العمومية، والطرق، والمرافق الخضراء، والساحات العمومية، ومعبر وادي خليل بكلفة ناهزت 113 مليون درهم، وإعادة تهيئة الشوارع الرئيسية للمدينة (شارع الحسن الثاني، شارع الشاطئ- شارع بئرنزران) بكلفة بلغت 49 مليون درهم.
وأفادت الورقة التقنية عينها بأن المحور الثاني يهم أساسا تأهيل وتقوية البنية التحتية، من خلال ربط الوعاء العقاري لبناء مجزرة بالتجهيزات الأساسية الخارجية بتكلفة تقدر بـ 10 ملايين درهم، وتوسيع وإعادة تأهيل شبكة الماء الصالح للشرب بميزانية 15 مليون درهم، وكذا توسيع شبكة التطهير السائل بتكلفة 15 مليون درهم.
ويتعلق المحور الثالث ببناء وتأهيل مرافق عمومية، تشمل بناء منشأة فنية على وادي بن خليل بـ20 مليون درهم، وبناء المحطة الطرقية للمسافرين بتكلفة 30 مليون درهم، وإعادة تأهيل وتوسيع ملعب كرة القدم بتكلفة 18 مليون درهم، وكذا إعادة تأهيل المسبح البلدي لطانطان بمبلغ 5 ملايين درههم، وإعادة تأهيل القاعة متعدددة الرياضات بغلاف مالي قيمته 4 ملايين درهم.
جدير بالذكر أن المواكبة التقنية وتتبع أشغال هذه المشاريع سيتولاها مجلس جهة كلميم واد نون، وشركة العمران الجنوب، والمديرية الجهوية للتجهيز والنقل واللوجيستيك، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب- قطاع الماء-.
وإثر الاطلاع على تقديم البرنامج الاستعجالي سالف الذكر أعطى المسؤولون أنفسهم انطلاقة أشغال مشروع تحسين واجهات أهم الشوارع الرئيسية لمدينة طنطان، الذي تصل تكلفته الإجمالية إلى 29,85 مليون درهم، وتبلغ مدة إنجازه ثمانية أشهر.
كذلك جرى إعطاء انطلاقة أشغال مشروع التأهيل الحضري للأحياء ناقصة التجهيز بمدينة طانطان، المندرج ضمن عقد البرنامج ذاته، وتناهز تكلفته 35 مليون درهم، ومن المرتقب أن تدوم مدة إنجازه 12 شهرأً.
“تسريع التنمية”
امباركة بوعيدة، رئيسة جهة كلميم واد نون، قالت إن “اليوم كان مهما جدا وفارقا بالنسبة لإقليم طنطان، إذ جرى بجماعتي طنطان والوطية، بمناسبة الاحتفاء بذكرى المسيرة الخضراء، تدشين مشاريع مهمة ناهز غلافها المالي الإجمالي 840 مليون درهم”.
وأضافت بوعيدة، مصرحة لجريدة هسبريس الإلكترونية على هامش هذه التدشينات، أن “المشاريع التي قص شريط انطلاقتها هذا اليوم تخدم بشكل الكبير التنمية الاقتصادية والاجتماعية بهذه المناطق”، لافتةً إلى أنها “تهم أساسا تنزيل البرنامج الاستعجالي، ومشاريع متعلقة ببرنامج التأهيل الحضري لكل من طنطان والوطية، إضافة إلى بناء سد جديد سيمكن من حماية الفرشة المائية وتوفير موارد مهمة للسقي بالمنطقة”.
وضمن هذه المشاريع أيضاً، وفق المسؤولة ذاتها، “توسيع وتأهيل شبكة الطرق بالإقليم، ومعالجة المياه العادمة، وكذا المشروع المهم لتاهيل المستعجلات داخل مستشفى طانطان، وكذا تأهيل مركز معالجة مرضى القصور الكلوي، الذي يحظى بأهمية خاصة داخل الإقليم من أجل سد الخصاص الكبير الذي يعانيه الأخير في هذا الجانب، مع أمل رفع طاقته الاستيعابية من 68 إلى 120 سريراً”.
“إعادة الاعتبار”
عبد الكريم العيطى، إطار بمكتب لمواكبة مجلس جهة كلميم واد نون، أكد أن “المشاريع العشرة التي يتكون منها البرنامج الاستعجالي لتأهيل مدينة طنطان، الذي جرى تقديم اتفاقيته بمناسبة تخليد ذكرى المسيرة الخضراء، تظل مهمة وحيوية بالنسبة لهذه المدينة وساكنتها”، موردا أن “على رأسها بناء محطة طرقية جديدة بمواصفات عصرية، وتأهيل ملعب لكرة القدم ومسبح وتأهيل قاعة مغطاة للرياضة”.
وأضاف العيطى، مصرحا لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الشق المتعلق بتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز ستسفيد منه جميع أحياء المدينة”، مؤكدا أن “عموم مشاريع البرنامج الاستعجالي المندرج ضمن برنامج التنمية الجهوية لجهة كلميم واد نون 2022-2027 تهدف أساسا إلى رد الاعتبار للبنية التحتية والبنية التحتية الطرقية بما يليق بتطلعات الساكنة”.
وذكّر الإطار ذاته بأن “كلفة البرنامج الاستعجالي للتأهيل الحضري لطانطان تصل إلى 279،29 مليون درهم، بينما تصل الكلفة الإجمالية للبرنامج الاستعجالي لتأهيل أقاليم الجهة إلى مليار ومئتي مليون درهم”.