احتفال الكنيسة بعيد استشهاد القديس كبريانوس والقديسة يوستينا خدع الشيطان.. تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، الثلاثاء، الموافق الواحد والعشرون من شهر توت القبطي، بعيد استشهاد القديس كبريانوس والقديسة يوستينا.
عيد استشهاد القديس كبريانوس
وذكر كتاب “السنكسار” الكنسي، الذي يسجل سير الآباء القديسين والشهداء، أنه في مثل هذا اليوم من عام 357 ميلادي، استشهد القديس كبريانوس والقديسة يوستينا. كان كبريانوس في البداية كافراً وساحراً، حيث تعلم فنون السحر في بلاد المغرب حتى أصبح متفوقاً على أقرانه. ثم دفعه غروره إلى الذهاب إلى إنطاكية لتحدي السحرة هناك والتفاخر بمهاراته.
عندما وصل إلى إنطاكية، انتشر صيته وسمع به شاب من عائلاتها الرفيعة، كان قد وقع في حب شابة مسيحية عذراء تدعى يوستينا، التي رآها أثناء ذهابها إلى الكنيسة. اشتعل قلبه بحبها، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى مبتغاه لا بالمال ولا بالتهديد ولا بالسحر. لذا، توجه إلى كبريانوس، الساحر، ليشكو له حاله عسى أن يساعده في كسب قلب يوستينا، فوعده كبريانوس بتحقيق أمله.
القديس كبريانوس والقديسة يوستينا خدع الشيطان
استخدم كل أساليب سحره، لكنه لم ينجح، حيث كلما أرسل قوة من الشياطين إليها، وجدها قائمة تصلي، مما جعله يعود خائبًا. وعندما عجز عن تحقيق مبتغاه، دعا الشياطين قائلاً: “إذا لم تأتوا إلى يوستينا، سأعتنق المسيحية”. فاستنبط كبير الشياطين خطة لخداعه، حيث أمر أحد جنوده أن يتزين بزي يوستينا ويظهر في صورتها ليأتي إليه.
سبق ذلك أن علم كبريانوس بمجيئها، ففرح وبدأ يراقبها. وفجأة، دخل الشيطان المتنكر في هيئة يوستينا، فازداد فرح كبريانوس وقام ليعانقها. وعندما ذكر اسمها، انحل الشيطان المتنكر وظهرت منه رائحة كريهة.
خدعة من الشيطان لـ القديس كبريانوس
علم كبريانوس أن ما يواجهه هو خدعة من الشيطان، الذي لم يستطع مواجهة ذكر اسمها. فقام على الفور بإحراق كتبه، وتوجه إلى بطريرك إنطاكية الذي ألبسه ثوب الرهبنة. بعد ذلك، تم رسمه شماسًا ثم قسًا. ومع تقدمه في الفضيلة ومعارف الكنيسة، تم تعيينه أسقفًا على قرطاجنة في عام 351م.
كما أخذ القديسة يوستينا وعينها رئيسة لدير الراهبات هناك. وعندما اجتمع المجمع المقدس في قرطاجنة، كان هذا القديس من بين الأعضاء الحاضرين. وعندما علم الملك داقيوس بذلك، استدعاهما وطلب منهما تقديم البخور للأصنام. وعندما رفضا، عاقبهما بعقوبات قاسية، وانتهى الأمر بإعدامهما بحد السيف.
ومن الجدير بالذكر أن السنكسار هو كتاب يحتوي على سير الآباء القديسين والشهداء، بالإضافة إلى تذكارات الأعياد وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
يعتمد السنكسار على التقويم القبطي، الذي يتكون من 13 شهرًا، حيث يحتوي كل شهر على 30 يومًا، ويضاف شهر نسيء كالشهر المكمل، ويُعرف بالشهر الصغير. ويعتبر التقويم القبطي تقويمًا نجميًا يتبع دورة نجم الشعري اليمانية، التي تبدأ في 12 سبتمبر.