بعد دقائق قليلة من إعلان إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الثلاثاء، صرح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بتعليقات حملت إشادة كبيرة بقرار عزل جالانت الصادر عن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وقال بن غفير: "أهنئ رئيس الوزراء على قراره بإقالة جالانت.. مع جالانت، الذي لا يزال أسيرًا عميقًا للمفاهيم القديمة، لا يمكن تحقيق النصر المطلق، وقد أحسن رئيس الوزراء بقراره بنقله من منصبه"، من جهة أخرى علق رئيس المعسكر الرسمي بني جانتس على منصة إكس على الإقالة بكلمات مقتضبة قائلا: "سياسة على حساب أمن الدولة".
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعلن، الثلاثاء، إقالة وزير الدفاع يوآف جالانتن ليخلفه في المنصب يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الحالي، وزيرًا للدفاع وسيحل جدعون ساعر محل كاتس كوزير للخارجية.
وعلق جالانت على قرار نتنياهو بإقالته، وكتب عبر منصة إكس أن "أمن إسرائيل كان وسيظل دائمًا مهمتي مدى الحياة"، في وقت سابق الثلاثاء، شارك مكتب رئيس الوزراء مع الصحفيين رسالة يقول فيها نتنياهو لجالانت أنه "في غضون 48 ساعة من تلقي هذه الرسالة، ستنتهي ولايتك".
اتسمت العلاقة بين جالانت ونتنياهو بالتوتر منذ تعيينه وزير للدفاع خلفًا لبيني غانتس في عام 2022 ولاحقًا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الثقة بينه وبين وزير الدفاع "تصدعت" خلال الأشهر القليلة الماضية.
في بيان مصور له بعد إقالة جالانت، قال نتنياهو: "التزامي الأسمى كرئيس وزراء لإسرائيل هو الحفاظ على أمن إسرائيل وتحقيق النصر الكامل".
وأضاف نتنياهو: "في خضم الحرب، أكثر من أي وقت مضى، هناك حاجة إلى الثقة الكاملة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع. لسوء الحظ، على الرغم من وجود مثل هذه الثقة في الأشهر الأولى من الحملة - فضلًا عن العمل المثمر للغاية - خلال الأشهر الأخيرة، تصدعت هذه الثقة بيني وبين وزير الدفاع".
وسبق أن أصدر نتنياهو قرارًا بإقالة جالانت في مارس 2023، بعد تصريحاته الداعية إلى تعليق تشريع تعديل النظام القضائي. وبعد احتجاجات على القرار، أُعيد جالانت إلى منصبه في 11 أبريل.
وبرز اسم جالانت (65 عامًا) كوزير للدفاع خلال الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان، التي أعقبت هجمات حماس على إسرائيل، ويواجه نتنياهو وجالانت اتهامات بارتكاب جرائم حرب بموجب مذكرات اعتقال صادرة من المحكمة الجنائية الدولية في 20 مايو الماضي وتتعلق قرارات المحكمة، التي انتقدتها وطعنت عليها إسرائيل في سبتمبر الماضي، بهجمات طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، والحرب اللاحقة في غزة.
مظاهرات حاشدة
تظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص، مساء الثلاثاء، في أنحاء مختلفة بإسرائيل احتجاجا على إقالة وزير الدفاع، يوآف جالانت، من قبل رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، وأشعل المتظاهرون النيران احتجاجًا على طرد جالانت، ونقلت قناة كان عن مسؤول في شرطة بمنطقة تل أبيب قوله: "لقد فاجئنا القرار، ونحن نحاول احتواء الحدث، ولا نية في الوقت الراهن لخلق مواجهات مع المتظاهرين".
وأفاد مراسل سي إن إن في تل أبيب، باعتقال نحو 40 متظاهرا، واندلاع مواجهات في احتجاجات بالقرب من منزل نتانياهو في شارع غزة في القدس، وفي منطقة شارع 1 وفي حيفا ومدن أخرى.
تعليق الوزير المُقال
علق وزير الدفاع المقال يوآف جالانت، على قرار إقالته من منصبه، مشيرا إلى أنها تأتي "بعد إنجازات مذهلة في الحرب"، مضيفا "أنا فخور بإنجازات منظومة الأمن. أمن إسرائيل هو مهمة حياتي. منذ 7 أكتوبر، ركزت فقط على مهمة واحدة - تحقيق النصر في الحرب".
وأقال رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير دفاعه، الثلاثاء، بعد خلافات خرجت إلى العلن بشأن حرب غزة وعيّن مكانه وزير الخارجية يسرائيل كاتس الذي تعهّد هزيمة "أعداء" بلاده.
أسباب الإقالة
ذكر جالانت، أن إقالته جاءت لثلاثة أسباب، أولها "الأول، موقفي الحازم بأن كل من هو في سن التجنيد يجب أن يتم تجنيده وهذا الموضوع ليس مجرد قضية اجتماعية، بل هو الموضوع الأهم لوجود المجتمع الإسرائيلي ومستقبله، وأمن دولة إسرائيل"، وأضاف: "فقدنا في هذه الحرب المئات من المقاتلين، رجالا ونساء. السنوات القادمة ستجلب لنا تحديات إضافية. لم تنتهِ الحروب ولم تتوقف عقارب ساعة المعركة"، معتبرا أن "في هذه الظروف، ليس لدينا خيار - يجب على الجميع الخدمة في الجيش والمشاركة في مهمة الدفاع عن دولة إسرائيل. لا يجب السماح بتمرير قانون تمييزي وفاسد في الكنيست يعفي عشرات الآلاف من المواطنين من تحمّل العبء، وقد حان الوقت للتغيير".
والسبب الثاني، بحسب قوله، هو "الالتزام بإعادة المختطفين لدى حماس. علينا القيام بذلك بسرعة وهم لا يزالون على قيد الحياة. أؤكد أن هذا الأمر ممكن، وأن الجيش الإسرائيلي يعرف كيفية دعمهم أمنيًا"، أما القضية الثالثة، وفقًا لتصريحات جالانت، فهي عدم تشكيل لجنة تحقيق حكومية لهجوم 7 أكتوبر، موضحا: "استخلاص الدروس - قلت أنني مسؤول عن منظومة الأمن، عن الانتصارات والإخفاقات. فقط تحقيق حقيقي سيمكننا من استخلاص الدروس" وتابع: "أؤكد هنا، أنه لا تزال أمامنا تحديات صعبة مع إيران ووكلائها في الشمال. للأسف، حُكم علينا أن نعيش سنوات طويلة ونحن نحمل سيوفنا" وأضاف: "الجيش وأجهزة الأمن هي أدوات الدفاع عن الأمن. لن أسمح بالمساس بالجيش، من القائد حتى آخر جندي".
وشابت علاقة نتانياهو وجالانت سلسلة خلافات بشأن إدارة الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس، عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، وقال نتانياهو في بيان، بشأن قراره إقالة جالانت إنّ "الثقة تآكلت على مدى الأشهر الماضية.... وفي ضوء ذلك، قررتُ اليوم إنهاء ولاية وزير الدفاع"، مضيفا أنه عيّن كاتس محله.
تعليق الإدارة الأمريكية
علق متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، الثلاثاء، بالقول إن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف جالانت، كان "شريكا مهما" للولايات المتحدة في جميع الأمور المتعلقة بأمن إسرائيل.
وأضاف المتحدث، في بيان بعد أن أقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، جالانت من منصبه، "باعتبارنا شركاء مقربين، سنواصل العمل مع وزير الدفاع الإسرائيلي المقبل" وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، من جهتها، إن جالانت كان "شريكا موثوقا به"، وإنها ستواصل العمل عن كثب مع وزير الدفاع الإسرائيلي المقبل، كما قال المتحدث باسم البنتاجون، باتريك رايدر: "التزام أمريكا بأمن إسرائيل لا يزال صارما وستواصل وزارة الدفاع الأمريكية العمل عن كثب مع وزير الدفاع الإسرائيلي المقبل".