في خطوة جديدة تهدف إلى تسريع وتيرة النهوض بوضعية النساء الصحراويات المغربيات وتأهيلهن اقتصادياً واجتماعياً في أفق رفع قدراتهن على المساهمة في دينامية التنمية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، التي احتفت اليوم بمرور 49 سنة على انفكاكها من عقال الاستعمار الإسباني، جرى أمس الأربعاء قص شريط أشغال بناء مركب للتأهيل الاجتماعي في كلميم، هو الأول من نوعه بجهات الجنوب، والثاني على المستوى الوطني.
وغداة الانتهاء من تحية العلم الوطني، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، أعطت امباركة بوعيدة، رئيسة جهة كلميم واد نون، ومحمد الناجي أبهاي، والي الجهة عامل إقليم كلميم، بحضور برلمانين ومنتخبي الجهة وبعضٍ من أعيان قبائلها، الانطلاقة الرسمية لأشغال بناء مركب الأميرة للالة مريم للتأهيل الاجتماعي، الذي يعد “بخدمات اجتماعية تشمل تطوير كفاءات ومهارت نساء كلميم من جهة، من خلال تمكينهن من تكوينات وتدريبات، ومن جهة ثانية توفير الإرشاد القانوني والدعم النفسي لضحايا العنف منهن، وضمان الحماية القانوية والقضائية لهن”.
لهذا الاعتبار تتوزع المساحة المغطاة للمركب التي تصل مساحتها إلى 1437 متراً مربعاً على مركز للاستقبال واليقظة والإنصات، وقطب للتكوين والتدريب، إلى جانب مركز للتكوين والتدريب، وقطب لإيواء المستفيدات من خدمات المركب؛ بالإضافة إلى مركز لإقامة الندوات والمؤتمرات، وفق ما جرى عرضه أمام أنظار المسؤولين الترابيين والمنتخبين سالفي الذكر.
وتصل التكلفة الإجمالية لمشروع بناء مركب الأميرة للالة مريم للتأهيل الاجتماعي بكلميم، المرتقب أن يرى النور في غضون إثني عشر شهراً بعد انتهاء أشغال البناء، إلى 25,2 مليون درهم، بمساهمة متساوية وصلت إلى 8,4 ملايين درهم من كل من مجلس جهة كلميم واد نون وولاية جهة كلميم واد نون ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، فيما وفرّت جماعة كلميم الوعاء العقاري للمشروع (الكائن بحي القدس في المدينة)؛ على أن يتكفل الاتحاد الوطني لنساء المغرب بتتبع إنجاز وتسيير هذا المشروع.
فضلي بنهمان، مُدير الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع بكلميم واد نون، المتتبعة للأشغال، أوضح بدايةً أن “مركب الأميرة للالة مريم الذي سيتم إنجازه في غضون إثني عشر شهراً القادمة يعتبر من مركبات التأهيل الاجتماعي الجيل الجديد، وهو الأول من نوعه في المناطق الجنوبية المغربية، والثاني على المستوى الوطني إلى جانب المركب الذي يحمل الاسم ذاته المتواجد بمدينة سلا”.
وأضاف بنهمان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه المنشأة الاجتماعية الجديدة تمثل دعامة مؤسساتية ولبنة مهمة من أجل توفير الحماية الاجتماعية لنساء منطقة كلميم وتأهيلهن الاقتصادي والاجتماعي”، مُوضحاً أنه “سيمكن من تقديم خدمات حيوية، على رأسها الدعم النفسي، وضمان الحماية القانونية والاجتماعية للنساء المعنفات واللائي يواجهن مشاكل اجتماعية عموماً”.
وأوضح مدير الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع أن “المركب الذي تمتد مساحته المغطاة لوحدها على 1400 متر مركب يرفع شعار التكوين من أجل التمكين الاجتماعي للنساء؛ إذ يتوفّر على فضاءات للتدريب والإنتاج والتسويق من شأنها دعم قدرات النساء وصقل مهاراتهن وصولاً إلى تأهيلهن مهنياً”، مؤكداً أنه “يتيح تنظيم عدد من الورشات التكوينية والترفيهية وغيرها في حديقة مخصصة لهذا الغرض”.
من جهتها قالت بشرى أزكان، ممثلة الاتحاد الوطني لنساء المغرب، الذي سيتولى تتبع إنجاز وتسيير مركب للامريم للتأهيل الاجتماعي، إن هذا الأخير “سوف يعطي انطلاقة كبيرة لتحسين أوضاع نساء بوابة الصحراء المغربية، لأنه سيوفر بنية تكوينية شاملة ومهمة تحتاجها نساء وفتيات منطقة كلميم، خصوصا اللائي انقطعن عن الدراسة”.
وأضافت أزكان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذا المركب لا يهدف إلى تكوين النساء فحسب، بل أيضا ضمان تحقق الغرض من تدريبهنن وتكوينهم، أي تمكينهن الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما يتضح من خلال إحداث متجر تضامني داخل المركب، سيكون مفتوحاً أمام نساء منطقة كلميم وخارجها من تسويق منتجاتهن الطبيعية والنسيجية وغيرها”.
وشددت ممثلة الاتحاد الوطني لنساء المغرب على أن “المعطيات والإحصائيات المتوفرة لدى الاتحاد تؤكد أن المناطق الجنوبية للمغرب تقل فيها حالات العنف ضد النساء مقارنةً بالمناطق المغربية الأخرى، غير أنه يجب الإقرار بأن هذا لا يعني انعدام وجود هذه الحالات بالمنطقة أو استبعاد وجودها مستقبلاً، نظراً لدور الظروف والمشاكل الاجتماعية في هذا الصدد؛ ولذلك جرى تخصيص مركز للإنصات والاستماع للنساء في كلميم”.