رفعت ولاية أميركية دعوى قضائية ضد إحدى شركات إعادة تدوير المخلفات بسبب شفرات توربينات الرياح، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وخالفت شركة "غلوبال فايبر غلاس سوليوشنز"، التي تتخذ من واشنطن مقرًا لها (Global Fiberglass Solutions)، قوانين التخلص من النفايات الصلبة التي وضعتها الولاية.
وعلى مدار 7 سنوات مضت، فشلت الشركة في إعادة تدوير نحو ألف و300 شفرة توربين، وخزّنتها في 3 مواقع مختلفة بالولاية.
يأتي ذلك رغم أن الشركة موضع الاتهام حصلت على مليارات الدولارات مقابل التخلص الآمن من شفرات توربينات الرياح من شركتي "ميد أميركان" (MidAmerican) وجنرال إلكتريك (General Electric).
تفاصيل الدعوى
بعد انتهاء عمرها التشغيلي الذي يتراوح بين 20 و25 عامًا، ينتهي المطاف بشفرات توربينات الرياح في مكبّ النفايات أو المحارق.
ويوجد أكثر من 72 ألف توربين رياح قيد التشغيل تنتج 151 غيغاواط من الكهرباء النظيفة التي تغذّي 46 مليون منزل في الولايات المتحدة، ومن المتوقع زيادة العدد في ضوء مساعي التحول الأخضر.
وعبر موقعها الإلكتروني، تقول ولاية أيوا، إنها تنتج 2.8 ملايين طن من النفايات الصلبة سنويًا؛ ولذلك فالتخلص منها بالطرق المناسبة حاسم لحماية الأراضي والمياه والهواء من خلال إعادة التدوير أو التسميد.
وفي دعواه، وجّه مكتب المدعي العام لولاية أيوا الاتهامات إلى شركة غلوبال فايبر غلاس سوليوشنز ورئيسها التنفيذي دونالد ليلي والمسؤول بالشركة رونالد ألبريشت.
وتطالب الدعوى الشركة بدفع غرامات مالية قدرها 5 آلاف دولار عن كل يوم لم تلتزم فيه الشركة بالقوانين ذات الصلة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في موقع "أيوا كابيتال ديسباتش" (iowa capital dispatch).
كما تستهدف الدعوى إصدار أمر من المحكمة يُلزم الشركة بالامتناع عن ارتكاب أيّ مخالفات أخرى لقوانين التخلص من النفايات الصلبة.
وتقول شركة غلوبال فايبر غلاس سوليوشنز، التي تأسست في عام 2009 -عبر موقعها الإلكتروني-، إنها متخصصة في فك ونقل وإعادة تدوير المنتجات المصنوعة من ألياف الفايبر غلاس -مثل شفرات توربينات الرياح- بدلًا من إلقائها في مكب النفايات أو حرقها، بما يحول دون إلحاق أضرار بالبيئة المحيطة، ويحفظ سمعة شركات الطاقة المتجددة.
وبحسب ما جاء في الدعوى، لجأت شركة جنرال إلكتريك وميد أميركان إنرجي إلى شركة غلوبال فايبر غلاس سوليوشنز، ودفعت لها مليارات الدولارات لفك ونقل وإعادة تدوير شفرات توربينات الرياح التي انتهى عمرها التشغيلي.
شفرات توربينات الرياح
دحض تحليل حديث اتهام صناعة الرياح العالمية بعدم الاستدامة البيئية والتشكيك في جدواها بوصفها مصدرًا نظيفًا لإنتاج الكهرباء.
يأتي ذلك في وقت تشير فيه تقديرات إلى الحاجة لزيادة قدرات الرياح 3 أضعاف بين عامي 2023 و2030 لتحقيق أهداف إزالة الكربون من شبكة الكهرباء، وصولًا إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وعند انتهاء عمرها التشغيلي، يكون التخلص من شفرات توربينات الرياح الجزء الأصعب من المعادلة؛ لأن الأجزاء الأخرى من التوربين مصنوعة من الأسمنت والصلب التي تسهل إعادة تدويرها.
في المقابل، تُنتج الشفرات من مواد تصعب إعادة تدويرها مثل مادة الفايبرغلاس؛ إذ يجب أن تكون قوية بما يكفي لتحمّل قوة هبوب الرياح.
وعند التخلص منها، سيكون مآل معظم تلك الشفرات في المحارق أو مكبات القمامة، بالإضافة إلى طرق أخرى مثل إعادة الاستعمال أو إنتاج الشفرات من مواد عضوية، لكنها مكلفة، ولم تصل إلى الانتشار المأمول، وفق تقارير ترصدها منصة الطاقة المتخصصة.
وبحسب التقرير، تشكّل الشفرات جزءًا صغيرًا من الكتلة الإجمالية لتوربينات الرياح، كما أن البصمة الكربونية لها أقل من بدائل الطاقة أخرى مثل النفط والفحم، وفق ترير لمنصة "ساينس فيد باك" (science.feedback).
وتشير دراسة أُجريت في عام 2017 إلى أن مخلّفات شفرات توربينات الرياح في العالم ستصل إلى 43 مليون طن بحلول عام 2050.
يُقارن ذلك بنتائج دراسة أخرى في العام الماضي (2023) توصلت إلى أن مخلّفات الفحم بين عامي 2016 و2050 ستبلغ 70.4 مليار طن و12.4 مليار طن من النفايات البلاستيكية، وما بين 54 و160 مليون طن من مخلّفات ألواح الطاقة الشمسية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..