أسدل الستار، أمس الأحد بمدينة سوتشي الروسية على أشغال المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا، بتأكيد وزير خارجية موسكو، سيرغي لافروف، على “وجود بيان ختامي مشترك تم اعتماده”.
ولم يتم نشر هذا البيان للعموم بعد، لكن لافروف أبرز في ختام المؤتمر أنه “يتضمن تقييمات شاملة للحالة في العالم، ويتناول عموما الحالة في شراكتنا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية، فضلا عن الأمن ومكافحة الإرهاب، والتحديات الجديدة الأخرى في المجالات الثقافية والتعليمية، وفي المجال الإنساني”.
وتابع لافروف أن “نقاط البيان المشترك سيتم اتباعها مستقبلا لعقد اجتماع وزاري ثان في العام القادم”، مشيرا إلى أن “موسكو لم تتلق بعد دعوات من دول إفريقية لاحتضان هذه التظاهرة، التي يرتقب أن تمهد للقمة الروسية الإفريقية الثالثة”.
وبين وزير الخارجية الروسي أن “مختلف اللقاءات الثنائية التي جمعته مع نظرائه بالقارة الإفريقية همت ضرورة التخلص من الآليات التي يفرضها الغرب”.
وأشار إلى أن نظام العولمة، الذي تم الترويج له سابقا، “يعيش حاليا على وقع التفكك بشكل تلقائي، خاصة مع تراجع الاقتصاد العالمي”.
كما تحدث عن “تحركات بالعديد من الدول لحل مشاكلها الاقتصادية بنفسها بعيدا عن ‘مزاج الغرب'”، متهما “صندوق النقد الدولي بكبح الدول الإفريقية عن التوجه إلى التصنيع”، ووعد لافروف القارة الإفريقية بـ “تقديم المساعدة لتنمية اقتصادها”.
من جهتها قالت مونيك نسانزاباغانوا، نائبة رئيس المفوضية الإفريقية، إن “القارة السمراء مقبلة على مستقبل مهم مثل جهود تفعيل منطقة التجارة الحرة، وتقوية التبادل التجاري، وطموح تقوية البنية التحتية”.
وأضافت أن هناك إصلاحات “يتم اتخاذها حاليا على مستوى الاتحاد الإفريقي عبر البدء بإنشاء مراكز جديدة تعنى بمراقبة الأوبئة، وتعزيز التنمية”.
ودافعت نسانزاباغانوا عن نهج الاتحاد الإفريقي في السياسة الدولية، خاصة عبر التعاون مع مجموعة العشرين.
وتابعت قائلة: “نأمل أن تساعد روسيا قارتنا في تسريع مجالات الاستثمارات والبحوث العلمية”، مؤكدة أن “الفترات الماضية ساهمت بشكل كبير في تهميش إفريقيا”.
وتساءلت المتحدثة عينها “هل تستطيع إفريقيا بجانب روسيا أن تتحرر من الاستعمار السياسي والاقتصادي في الوقت الحالي؟”، قبل أن تضيف أن “هذا التساؤل تضعه كل دولة إفريقية حاليا، خاصة مع وجود تجارب التحرر من الاستعمار في القرن الماضي كانت روسيا قد ساهمت فيها بشكل إيجابي”.
محمد سالم ولد مرزوك، وزير خارجية موريتانيا الذي ترأس بلاده حاليا الاتحاد الإفريقي، أشاد بالتعاون مع روسيا في ظل “وضع عالمي صعب”، قائلا: “حال العالم حاليا وإفريقيا صعب للغاية”.
وأضاف مرزوك أن النظام العالمي العالي “يهتز وظهر أنه لا يقوم دون وجود نزاعات، وإفريقيا لا توجد بتاتا في عملية التدبير والحكامة العالمية”.
وأبرز المسؤول الموريتاني، أيضا، أن “هناك تشابها في وجهات النظر بين روسيا وإفريقيا”، مؤكدا أن “القارة السمراء الشابة لها مؤهلات كبيرة، وبالتالي قوة كبيرة للغاية”.