في عالمنا السريع الذي تحكمه الحياة المهنية، يفخر كثير من الناس بساعات العمل الطويلة، معتقدين أنها مفتاح النجاح. ولكن في حين أن العمل الشاق له مكافآته، فإن العلم يشير إلى أن العمل الروتيني لساعات طويلة قد يكون له ثمن باهظ على الصحة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
يكشف عن وجود صلة بين ساعات العمل الطويلة وزيادة احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية، مما يجعل من المهم فهم سبب كون التوازن بين العمل والحياة ليس جيدًا للصحة العقلية فحسب، بل إنه ضروري للصحة البدنية أيضًا. كشف خبيرنا الدكتور شوكت نذير واني، استشاري طب الأعصاب، شاردا كير - هيلث سيتي - نويدا، أنه قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، وحتى السكتة الدماغية لأنه يتلف الأوعية الدموية ويزيد من تكوين الجلطات حسب ما رصد موقع تحيا مصر.
العلاقة بين ساعات العمل الطويلة وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية
وقد بحثت العديد من الدراسات على مدى العقد الماضي في تأثيرات ساعات العمل الطويلة على صحة القلب والأوعية الدموية، حيث تشير النتائج المتسقة إلى ارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بين أولئك الذين يعملون أكثر من 55 ساعة في الأسبوع.
ووفقًا لدراسة أجريت عام 2015،يذاكرنُشرت دراسة في مجلة لانسيت، أظهرت أن الأشخاص الذين يعملون هذه الساعات معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 33% أكثر من أولئك الذين يعملون لساعات قياسية (35-40 ساعة أسبوعيًا).
عززت هذه النتائج، وكشفت عن زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 35% للأشخاص الذين يعملون أكثر من 55 ساعة في الأسبوع. ولكن لماذا يزيد العمل لساعات أطول من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؟ دعونا نفهم ذلك من خلال عدسة الطبيب.
مدى تأثير ساعات العمل الطويلة على جسمك
تؤدي ساعات العمل الطويلة إلى إجهاد جسدي وعقلي يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في ضغط الدم والالتهابات وصحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام - وهي كلها عوامل مرتبطة بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية. فيما يلي تفصيل لطول ساعات العمل التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
1. ارتفاع ضغط الدم
إن الجلوس على المكتب أو تحمل بيئة عمل مرهقة يمكن أن يرفع ضغط الدم. ويعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالسكتة الدماغية، لأنه يتسبب في تلف الأوعية الدموية بمرور الوقت.
2. زيادة هرمونات التوتر
إن العمل لساعات طويلة، وخاصة تحت الضغط، يرفع مستويات الكورتيزول والأدرينالين، مما قد يضعف الأوعية الدموية ويخلق بيئة مناسبة لتراكم الترسبات في الشرايين. وقد يؤدي هذا إلى تكون الجلطات أو الانسدادات التي قد تؤدي في النهاية إلى الإصابة بالسكتة الدماغية.
3. نمط الحياة المستقرة
إن الوظائف المكتبية التي تتطلب الجلوس لساعات طويلة تساهم في نمط حياة غير مستقر، وهو عامل خطر آخر للإصابة بالسكتة الدماغية. كما أن قلة الحركة تؤثر على الدورة الدموية والوزن والصحة الأيضية، مما يجعل من السهل تكوين الجلطات.
4. قلة النوم
غالبًا ما يحصل الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة على قسط أقل من النوم، وقلة النوم هي سبب معروف آخر لارتفاع ضغط الدم والالتهابات، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.