في حي العجوزة بمحافظة الجيزة، كان حارس العقار الذي يراقب المبنى بعناية يخبئ في ذهنه خطة لم تدم طويلاً قبل أن تتحول إلى جريمة سرقة صادمة. الحارس، الذي كان يعلم تمامًا ما تحتويه الشقة التي يراقبها من مقتنيات ثمينة، قرر أن يتحالف مع بائع خردة للحصول على المال بأي وسيلة ممكنة. لكن لم يكن يعلم أن هذه الخطة ستؤدي بهما إلى سلسلة من التحقيقات قد تكشف الكثير عن عالم من السرقة والمطاردة.
شقة مليئة بالمقتنيات القيمة
كان حارس العقار في الثلاثينات من عمره، يعيش حياة متواضعة، وكان يعرف جيدًا صاحب الشقة التي يراقبها. الشقة كانت مليئة بالمقتنيات القيمة مثل تماثيل نادرة مصنوعة من البرونز والأكليريك وكتب تاريخية نادرة، كانت تعتبر ثروة ثقافية بذاتها. وكان مالك الشقة شخصًا يحب جمع التحف الفنية والكتب النادرة، وهو ما كان الحارس يعرفه جيدًا. لم يكن يتوقع الحارس أن يكون إصراره على كسب المال بسرعة هو ما سيدفعه إلى إبرام اتفاق مع بائع الخردة الذي يعرفه من قبل.
في أحد الأيام، ومع دخول الحارس في تفكير عميق عن كيفية الاستفادة من المقتنيات الثمينة التي كان يراها كل يوم وهو يؤدي عمله، وقع قراره. اتصل بـ بائع الخردة الذي كان يعمل معه في تجارة الأشياء القديمة، وأخبره عن الكنوز التي تحويها شقة مالك العقار. اتفقا معًا على سرقة تمثالين نادرين من البرونز والأكليريك، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب التاريخية التي كان يقدر ثمن النسخة الواحدة منها بـ 4000 جنيه. وكان هدفهما بيع هذه الأشياء في السوق لكسب المال.
في ليلٍ حالك الظلام، دخل الحارس إلى الشقة من خلال المفتاح الذي كان بحوزته. سرعان ما توجه إلى المكان الذي كان يعرف فيه مكان التماثيل الثمينة. كانت يداه ترتجفان، لكن عقله كان مركزًا على الربح السريع. قام بسرقة تمثالين من البرونز والأكليريك، بالإضافة إلى 56 كتابًا تاريخيًا نادرًا كان يظن أنه يمكن بيعها في السوق السوداء.
ولكن الحارس لم يكن يعلم أن فعلته ستكون بداية لكارثة ستلاحقهما، فمع اختفائهما مع المسروقات، بدأ صاحب الشقة في اكتشاف ما حدث.
بعد ساعات قليلة من وقوع السرقة، اكتشف مالك الشقة غياب المقتنيات الثمينة من مكانها. تصاعدت المخاوف وقرر التوجه إلى قسم شرطة العجوزة لبلاغ عن الحادثة. فُتح التحقيق في الأمر سريعًا. شرطة العجوزة بدأت جمع المعلومات والتحريات، وتبين لها أن حارس العقار هو أول المشتبه بهم، فقد كان الشخص الوحيد الذي يعرف مكان المقتنيات الثمينة داخل الشقة.
اعترافات الحارس وبائع الخردة
بمواجهة الحارس، انهار سريعًا. اعترف بسرقة المقتنيات الثمينة التي كانت محل اهتمامه طوال الأشهر الماضية، وتعاون مع بائع الخردة الذي كان قد تم إطلاعه على تفاصيل السرقة. أخبر المحققين أن المسروقات كانت في طريقها إلى محل الخردة لبيعها بأبخس الأثمان، لكن الحظ لم يكن حليفًا لهما. أدت التحقيقات إلى مصادرة المسروقات من محل الخردة، حيث تم العثور على التماثيل وبعض الكتب النادرة التي كانت قد اختفت من الشقة.
قيمة المسروقات وكشف الجريمة
تأكد المحققون من أن التمثالين و الكتب التاريخية التي سرقها الحارس كانت ذات قيمة مادية كبيرة. تم تقدير سعر كل نسخة من الكتب بحوالي 4000 جنيه، بينما كانت التماثيل تعتبر من القطع النادرة التي تحمل قيمة تاريخية. كان ذلك بمثابة صدمة جديدة للشرطة، حيث أن الجريمة لم تكن مجرد سرقة عادية، بل تتعلق بمقتنيات ثقافية ذات أهمية كبيرة.
حبس حارس عقار وبائع خردة يسرق شقة العجوزة
بعد اعترافات الحارس وبائع الخردة، قرر قاضي المعارضات بمحكمة جنح شمال الجيزة استمرار حبس المتهمين لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات. المتهمان واجها تهماً تتعلق بسرقة مقتنيات نادرة و قيمة، وسيمثلان أمام المحكمة لتحديد مصيرهما.
تابع أحدث الأخبار عبر