سلّطت الفيضانات التي ضربت إسبانيا مؤخرًا الضوء على الأخطار التي لا تهدد بتوقّف ألواح الطاقة الشمسية فحسب، بل وتخاطر بحياة أصحابها وإهدار أموالهم أيضًا.
وغمرت المياه الأنظمة المثبتة على الأسطح وعلى نطاق المرافق في فالنسيا وكاستيلا لامانشا؛ نتيجة ظاهرة دانا المناخية (DANA).
ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تشكّل الطاقة الشمسية نسبة 13.4% من مزيج الكهرباء الإسباني، كما رفعت الحكومة هدف رفع القدرات المركبة إلى 76 غيغاواط بحلول عام 2030.
وقد يؤدي التعرض للمياه إلى عواقب خطيرة في المكونات الكهربائية مثل المحولات والبطاريات، كما قد يؤدي إلى خفض مستوى الأداء وتوقّفها عن إنتاج الكهرباء.
ألواح الطاقة الشمسية والمياه
قد يتسبب تعرُّض أنظمة الطاقة الشمسية للفيضانات إلى تآكل العازل المحيط بالموصلات والمكونات الأخرى، كما قد ينشأ ماس كهربائي، لأن الماء عنصر موصل للكهرباء.
وسيؤدي تآكل المكونات الحساسة -حتى بعد جفافها- إلى تراجع الأداء أو التعطل تمامًا، كما قد تتأثر هياكل تثبيت الأنظمة بالأرض، بحسب منصة "بي في ماغازين" (pv-magazine).
وهنا، يقدّم المختصون عددًا من النصائح للوقاية من أضرار الفيضانات لخفض المخاطر على السلامة الشخصية والأداء التشغيلي للأنظمة.
أولًا: الوقاية خير من العلاج؛ ولذلك يجب اختيار مواقع تركيب ألواح الطاقة الشمسية المثبتة على الأرض بدقة.
ثانيًا: يجب اتخاذ الاحتياطيات وتطبيق إجراءات السلامة التقنية مثل فحص الوصلات والتأكد من التركيب السليم.
ثالثًا: إذا كانت الفيضانات وشيكة الحدوث، أغلق أنظمة الطاقة الشمسية.
رابعًا: في حالة التعرض للمياه يُنصح باستعمال أجهزة تحقيق الأمان مثل قاطع دائرة التيار المتبقي (RCCB) الذي يقطع الكهرباء عند اكتشاف تسريب؛ ما يقلل خطر حدوث ماس كهربائي أو الصعق بالكهرباء.
خامسًا: تجنَّب السير بالمناطق المغمورة بالمياه الموجود بها معدّات كهربائية؛ لتقليل خطر الصعق.
سادسًا: بعد الفيضانات استعن بالفنّيين من ذوي الخبرة لفحص الأنظمة.
سابعًا: صوّر أيّ أضرار محتملة قبل إجراء أعمال التنظيف.
ثامنًا: جفّف كل المكونات، حتى ولو لم تغمرها المياه، وإذا لزم الأمر اطلب مساعدة المحترفين في التجفيف.
تاسعًا: لا تستعمل أنظمة الطاقة الشمسية دون الحصول على تأكيد من المختصين لسلامتها وقدرتها على توليد الكهرباء بالشكل السليم.
عاشرًا: في حالة اكتشاف أعطال في أثناء الفحص، يجب إصلاحها أو استبدالها.
مشكلة اختيار الموقع
أكّد مدير شركة الاستشارات التقنية وإدارة المخاطر وضمان الجودة لمحطات الطاقة الشمسية "كيوا بي برلين" (Kiwa PI Berlin) أسير أوكار، دور الدراسات البيئية -خاصة الهيدرولوجية (تركز على دراسة توزيع وتحولات المياه على سطح الأرض)- لتقليل حجم الخسائر.
وفي هذا الصدد، يمكن استعمال خريطة مخاطر الفيضانات التي أعدّتها وزارة التحول البيئي والتحديات الديموغرافية في إسبانيا.
وحتى في حالة اختيار مناطق أقل عرضة للفيضانات، يمكن أن تتجاوز الأحداث المناخية (مثل ظاهرة دانا المناخية في إسبانيا التي أدت إلى فيضانات مفاجئة) قدرة التربة وأنظمة التصريف على امتصاص المياه.
يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه شروط شركات التأمين لتغطية أنظمة الطاقة الشمسية مع اشتداد وتيرة الظروف المناخية المتطرفة، وأيضًا في حالات البرد والثلوج الحريق.
وبحسب الخبير أوكار، سيكون حجم الكارثة هائلًا في حالة عدم اتخاذ الإجراءات الواجبة لتدارك الأخطار المتوقعة مثل تركيب أنظمة تصريف للمياه ورفع محطات الكهرباء الفرعية، ورغم ما قد ينتج عنها من تكاليف إضافية، فإنها تستحق.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..