انضمت السعودية إلى 3 دول آسيوية في مشروع عملاق يستهدف نقل الطاقة الخضراء إلى أوروبا عبر خط ربط كهربائي بحري يمتد من بحر قزوين إلى القارة العجوز.
وشهدت فعاليات قمة المناخ كوب 29 توقيع العديد من الوثائق التي تضمن مشاركة السعودية في "مشروع تطوير ونقل الطاقة الخضراء بين أذربيجان وقازاخستان وأوزبكستان" والتوسع الأخضر والتعاون في مجال الطاقة مع أذربيجان.
ووقّع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، البرنامج التنفيذي في مجال تطوير ونقل الطاقة الخضراء مع نظرائه في أذربيجان وقازاخستان وأوزبكستان، بحضور عدد من قادة الدول الأربع.
كما وقّعت السعودية مذكرتَي تفاهم بشأن "خريطة الطريق للتعاون في مجال الطاقة بين وزارة الطاقة في أذربيجان ووزارة الطاقة في المملكة" و"تبادل المعرفة والخبرة في مجال الكهرباء بين الشركة السعودية للكهرباء وشركة "أذرأنرجي".
نقل الطاقة الخضراء
يضمن مشروع نقل الطاقة الخضراء تعاونًا بين دول أذربيجان وقازاخستان وأوزبكستان من أجل تطوير ونقل الطاقة المتجددة على طول بحر قزوين تمهيدًا لتصديرها إلى أوروبا.
ويشكّل الاتفاق خطوة مهمة لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة المستدامة، إذ سيُربَط المشروع بخط كهرباء في البحر الأسود وصولًا إلى أوروبا.
وأشاد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بالاتفاق الذي وُقِّعَ على هامش قمة المناخ COP29 في باكو، ووصفه بأنه "تاريخي"، حسبما ذكرت وكالة أذرتاج.
جاء توقيع الاتفاقية عقب لقاء ثلاثي عقد اليوم الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني اليوم بين رؤساء أذربيجان إلهام علييف وقازاخستان قاسم جومرد توكايف وأوزبكستان شوكت مير ضيايف.
وأشار علييف إلى أن الخطط الضخمة والنتائج الكبيرة بإنشاء موارد الطاقة المتجددة في أوزبكستان وقازاخستان وأذربيجان يمكنها أن تسير على نهج متوازٍ مع خطوات الربط الكهربائي عبر بحر قزوين، وهو ما يفتح الباب أمام تعاون مستقبلي على نطاق أوسع أيضًا.
وأشار إلى أن بلاده تخطط إلى تصدير الكهرباء الخضراء إلى أوروبا عن طريق قاع البحر الأسود، موضحًا أن دراسة الجدوى للمشروع على وشك الاستكمال، وهو ما يمكّن من ربط آسيا الوسطى والقوقاز وأوروبا وبحر قزوين والبحر الأسود بممر الطاقة الخضراء.
ممر الطاقة الخضراء
تسعى أذربيجان إلى المضي قدمًا مع أوزبكستان وقازاخستان لتطوير القدرة على تصدير الكهرباء، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة الخضراء.
وتؤكد الدول الثلاث وفق مذكرة التفاهم الموقعة في مايو/أيار الماضي أهمية الطاقة الخضراء والنظيفة في العمل العالمي لمكافحة تغير المناخ، وتشجيع التعاون المتبادل في مجالات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء لتحسين أمن نظام الطاقة.
ويتضمن الاتفاق تنفيذ مبادرات مشتركة في مجال البنية الأساسية للطاقة الجديدة من شأنها أن تسهم في تنويع إمدادات الكهرباء وطرق العبور في أوروبا وآسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين، وهو ما يسهم بتخفيضات سريعة ومستدامة في انبعاثات الكربون.
ويستهدف المشروع تسهيل الربط بين أنظمة الطاقة في آسيا الوسطى وأذربيجان بغرض التصدير المستدام للطاقة الخضراء والتوسع الإستراتيجي الواسع النطاق في مجال الطاقة.
وتعدّ دول الاتحاد الأوروبي هي السوق الرئيسة للطاقة الخضراء من مشروع التعاون بين الدول الثلاث بمشاركة السعودية، بعد أن علنت القارة العجوز عجزًا في إمدادات الطاقة وارتفاع التكاليف، بسبب الاضطرابات الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية.
وكانت مذكرة النوايا الموقّعة في مايو/أيار قد كشفت أن أذربيجان وقازاخستان وأوزبكستان تسعى لمدّ خط لنقل الطاقة الكهربائية عالي الجهد على قاع بحر قزوين، لتسهيل صادرات الكهرباء إلى أوروبا.
ولم يقدّم مشروع الاتفاق الذي وُقِّعَ في يوليو/تموز ولا مذكرة مايو/أيار أيّ تفاصيل أساسية، بما في ذلك تكاليف الاستثمار ومشروعات البنية الأساسية المحددة والجداول الزمنية للبناء.
وكان وزير الطاقة الأذربيجاني برويز شهبازوف قد كشف مؤخرًا أنه تجري حاليًا مناقشة الجوانب العملية لربط ممر الطاقة الخضراء بين بحر قزوين والبحر الأسود وأوروبا وآسيا الوسطى.
وتعكس مسودة الاتفاقية الثلاثية بشأن شراكة إستراتيجية لتطوير ونقل الطاقة الخضراء نية الأطراف المشاركة في المشروع لترتيب إمدادات الطاقة النظيفة إلى أوروبا والمناطق الأخرى، والتعاون في تطبيق التقنيات الجديدة، وفي تطوير خدمات كفاءة الطاقة وتوفير الطاقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..