أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن تعيين حاكمة ولاية ساوث داكوتا، كريستي نويم، لتولي وزارة الأمن الداخلي . يمثل هذا الاختيار خطوة جريئة تتماشى مع تعهدات ترامب بتشديد الإجراءات الأمنية على الحدود الأمريكية، وتنفيذ حملة واسعة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين. وتتميز نويم بكونها إحدى القيادات المحافظة البارزة والتي اشتهرت بقراراتها الصارمة ونشأتها في بيئة ريفية قاسية، مما جعل منها رمزاً للصلابة والالتزام بالمبادئ.
نشأتها: مربية ماشية من قلب ساوث داكوتا
وُلدت كريستي نويم قبل 52 عامًا في مدينة واترتاون بولاية ساوث داكوتا، ونشأت في مزرعة عائلية خارج المدينة حيث عملت كراعية للماشية ومزارعة. في سيرتها الذاتية التي تحمل عنوان "ليس أول سباق رعاة بقر لي: دروس من قلب البلاد"، تروي نويم تفاصيل حياتها الريفية والصعوبات التي واجهتها بعد وفاة والدها المفاجئة في حادث انهيار صومعة حبوب عندما كانت شابة. تعتبر نويم هذه التجربة نقطة تحول رئيسية في حياتها، حيث أجبرتها على تحمل مسؤوليات إضافية في إدارة المزرعة وتربية أسرتها، ما ساعدها على بناء شخصيتها القوية وقدرتها على اتخاذ قرارات صارمة دون تردد.
بداية المشوار السياسي: حاكمة تقود بقرارات جريئة
بدأت مسيرة نويم السياسية عام 2006 عندما فازت بمقعد في الهيئة التشريعية لولاية ساوث داكوتا، ثم ارتفعت شعبيتها بفضل أسلوبها المباشر وتفانيها في خدمة مواطني ولايتها. وفي عام 2010، تم انتخابها عضواً في مجلس النواب الأمريكي، ومن ثم، أصبحت أول امرأة تتولى منصب حاكم ساوث داكوتا في عام 2018، وأعيد انتخابها في 2022، حيث حازت على دعم واسع بسبب سياساتها التي تركزت على الحفاظ على الحريات الفردية وتقليل التدخل الحكومي، خاصة أثناء جائحة كورونا.
برزت نويم بشكل لافت أثناء جائحة كورونا، حيث اتخذت موقفاً غير تقليدي من خلال رفض معظم القيود الحكومية الخاصة بإبطاء انتشار الفيروس، وأصرت على إبقاء الاقتصاد مفتوحاً. هذا القرار أكسبها تقدير الدوائر المحافظة في مختلف أنحاء البلاد، وجعلها إحدى الشخصيات القوية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعالم ترامب السياسي، إلى درجة أنها كانت تُطرح كمرشحة محتملة لتكون نائبة لترامب.
قصة الكلب كريكت: رمز للقرارات الصعبة
تشتهر نويم بقصة مقتل كلبها كريكت، والتي سردتها في كتابها، حيث اتخذت قرارًا بقتل الكلب بعدما هاجم دجاجات أحد الجيران وبدأ في التصرف بعدوانية. على الرغم من الانتقادات التي تلقتها بسبب هذه الحادثة، دافعت نويم عن قرارها مؤكدة أن هذه التجربة تعكس استعدادها لاتخاذ قرارات صعبة، حتى وإن كانت على حساب مشاعرها. ترى نويم أن هذه التجربة كانت درساً في الشجاعة والقدرة على تحمل المسؤولية مهما كان الثمن.
دعم ترامب في ترحيل غير الشرعيين وتأمين الحدود
كريستي نويم تُعد من أشد المؤيدين لسياسات ترامب الصارمة تجاه الهجرة، وقد أرسلت قوات من الحرس الوطني بولاية ساوث داكوتا إلى الحدود الأمريكية المكسيكية، واصفة المنطقة بأنها "خط مواجهة ضد تهريب المخدرات والمتاجرين بالبشر". أكدت نويم دعمها لخطة ترامب في ترحيل المهاجرين غير الشرعيين ممن يشكلون تهديداً على الأمن العام، وذلك إيماناً منها بضرورة فرض النظام القانوني الصارم لحماية المجتمع.