خاض ريال مدريد الإسباني في صيف عام 2015، جولة تحضيرية مميزة شملت أستراليا، حيث كان الطقس شديد البرودة، وأيضًا الصين، حيث أقام النادي شراكات مع مدارس كروية بالتعاون مع فريق غوانغزو إيفرغراند.
خلال هذه الجولة، برز نجم شاب في صفوف نادي غوانغزو آر أند إف يُدعى لين ليانغ مينغ (مواليد 4 يونيو 1997، شانتو)، وهو جناح يتميز بالسرعة والمهارة الهجومية.
وفي شهر يوليو من نفس العام، أعلن "الميرينغي" التعاقد مع هذا اللاعب الواعد مقابل مبلغ زهيد نسبيًا بلغ 300 ألف يورو. إلا أن عملية انتقاله كانت معقدة؛ تمت الصفقة أثناء وجود الفريق في أستراليا، لكنها لم تُعلن رسميًا إلا عندما وصل الفريق إلى الصين.
أول لاعب صيني في تاريخ ريال مدريد
أصبح لين ليانغ مينغ أول لاعب صيني في تاريخ ريال مدريد، حيث انضم إلى الفئات السنية للنادي، حاملًا سجلًا مميزًا جعله يُعتبر أفضل لاعب صيني تحت 19 عامًا في ذلك الوقت.
التحق بالفريق إلى جانب لاعبين شباب آخرين مثل مارتين أوديغارد وماركو أسينسيو، مع توقعات بمستقبل واعد سواء في النادي الملكي أو كجزء من استثمارات الفريق في اللاعبين الشباب.
بدأ لين مشواره مع فريق الشباب A تحت قيادة المدرب لويس ميغيل راميس، حيث تألق سريعًا وسجل أربعة أهداف خلال مباراتين متتاليتين ضد ألكالا ولا بويبلا دي لا كالزادا.
لكن مسيرته تعرضت لنكسة مع إقالة المدرب رافاييل بينيتيز في يناير 2016. حينها، انتقل زين الدين زيدان لتدريب الفريق الأول، بينما تولى راميس تدريب فريق الرديف (كاستيا)، وجاء سانتياغو سولاري لقيادة فريق الشباب، لكنه لم يمنح لين فرصة كبيرة للعب.
عروض مغرية وقرارات مصيرية
في نهاية موسمه الأول مع النادي الملكي تلقى النادي عرضًا من نادي هيبي تشاينا فورشن الصيني بقيمة سبعة ملايين يورو، ارتفع لاحقًا إلى عشرة ملايين، لكن اللاعب اختار البقاء في ريال مدريد.
الموسم الثاني لم يكن على نفس مستوى النجاح، وبدأت سلسلة من الإعارات التي شملت أندية مثل ألميريا الإسباني، وغوندومار وماريتيمو البرتغاليين. وفي النهاية، عاد لين إلى بلاده ليواصل مسيرته.
عودة إلى الصين ومسيرة دولية واعدة
حاليًا، يلعب لين ليانغ مينغ مع نادي بكين غوان الصيني. وعلى الصعيد الدولي، ارتدى قميص المنتخب الصيني لأول مرة في مارس 2023 خلال مباراة ضد نيوزيلندا، وسجل أول أهدافه الدولية في يونيو من نفس العام في مواجهة ميانمار.
اقرأ المزيد
يوم الخميس الماضي، شارك أساسيًا مع منتخب بلاده في مباراة ضد البحرين ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث يأمل في قيادة الصين للتأهل إلى ثاني ظهور لها في تاريخ المونديال بعد مشاركتها الوحيدة في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.
رحلة غير مكتملة ولكن مؤثرة
على الرغم من أن لين ليانغ مينغ لم ينجح في ترك بصمة دائمة مع ريال مدريد الإسباني، إلا أن تجربته تُعد إنجازًا فريدًا في تاريخ كرة القدم الصينية.
مسيرته تُبرز التحديات التي يواجهها اللاعبون الشباب في الوصول إلى القمة، لكنها أيضًا تعكس الفرص التي يمكن أن يوفرها الطموح والعمل الجاد في استعادة البريق على المستويات المحلية والدولية.
