توسّعت سوق الطاقة الشمسية العالمية بصورة سريعة، خلال السنوات الماضية، مع تضاعف تركيباتها الجديدة عبر المناطق خاصة في الصين وأوروبا والولايات المتحدة.
وأظهر تقرير تحليلي حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه ومقرها واشنطن- ارتفاع حجم سوق الطاقة الشمسية في العالم إلى 122 مليار دولار خلال عام 2024، مقارنة بنحو 108.6 مليار دولار في عام 2023.
وتوقع التقرير استمرار نمو سوق الطاقة الشمسية العالمية بمعدل سنوي مركّب يصل إلى 12.3% خلال السنوات الـ10 الممتدة من عام 2024 إلى عام 2034.
استنادًا إلى ذلك، يتوقع التقرير نمو حجم السوق إلى 137 مليار دولار عام 2025، ثم إلى 245 مليار دولار في 2030، قبل أن يقفز إلى 390 مليار دولار بحلول 2034.
وانتعشت سوق الطاقة الشمسية في العالم، خلال السنوات الأخيرة، بدعم تزايد الطلب على مصادر الطاقة المتجددة، وزخم مبادرات خفض الانبعاثات وتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري في قطاع توليد الكهرباء.
توقعات سوق الطاقة الشمسية العالمية
سيطرت منطقة آسيا والمحيط الهادئ على سوق الطاقة الشمسية العالمية بحصة تتجاوز 36% خلال العام الماضي (2023)، بقيادة الصين صاحبة أكبر القدرات في العالم.
بينما استحوذت أميركا الشمالية على 29% من حجم السوق في عام 2023، تليها أوروبا بحصة بلغت 23%، ثم أميركا اللاتينية بنسبة 8%، والشرق الأوسط وأفريقيا بنسبة 4%، بحسب تقرير منصة بريسيدينس ريسيرش (Precedence Research) البحثية العالمية.
ومن المتوقع ارتفاع حجم سوق الطاقة الشمسية في آسيا والمحيط الهادئ إلى 44 مليار دولار بنهاية 2024، تزيد تدريجيًا لتصل إلى 88.2 مليار دولار بحلول عام 2030.
بينما يتوقع وصول الحجم إلى 142.3 مليار دولار بحلول عام 2034، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 12.5%، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من التقرير.
ورغم معدل النمو القوى في آسيا والمحيط الهادئ، فستظل أميركا الشمالية محتفظة بأعلى معدل نمو سنوي بين المناطق حتى هذا التاريخ، بقيادة الولايات المتحدة وكندا، بحسب التقرير.
وخصصت وزارة الطاقة الأميركية -مؤخرًا- 130 مليون دولار لدعم أعمال البحث والتطوير والابتكار في قطاع الطاقة الشمسية في إطار خطط تحول الطاقة ودعم الشركات التقنية الناشئة.
التوسع الحضري في آسيا
تعزى هيمنة المنطقة على سوق الطاقة الشمسية العالمية إلى التوسع الحضري السريع في كبرى الدول الآسيوية التي تشهد ارتفاعًا في الطلب على الكهرباء مثل الصين والهند واليابان.
وتعد الهند والصين أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان (يقطنهما قرابة 2.8 مليار نسمة)، وتسعى الدولتان لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة ضمن مزيج الكهرباء للمساهمة في تلبية الطلب المتزايد من ناحية وخفض الانبعاثات على الجانب الآخر خاصة في المدن الكثيفة.
كما تمتلك الدولتان قطاعات صناعية واسعة النطاق تستحوذ على غالبية استهلاك الكهرباء، ما أسهم في خلق فرص متعددة لتبني مشروعات الطاقة الشمسية المثبتة على الأسطح للمساهمة في تلبية الطلب الصناعي.
وتتميز الطاقة الشمسية بسهولة تركيبها على الأسطح وانخفاض تكاليفها مقارنة بمصادر الطاقة المتجددة الأخرى مثل طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، كما يمكنها تزويد المنازل والمباني التجارية والصناعية بالكهرباء في المدن الكثيفة؛ ما يجعلها مرنة في تطبيقات الاستعمال.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..