نجحت السلطات المغربية في العثور على المواطن المغربي رشيد حرشاوي وزوجته الألمانية بعد أن حوصرا لمدة ثلاثة أيام في منطقة جبلية وعرة بين إقليمي تنغير وأزيلال، إثر تساقط كثيف للثلوج، ونقلا على متن مروحية إلى مدينة أزيلال.
وفي تفاصيل الحادثة أفاد رشيد حرشاوي، في تصريح خاص لهسبريس، بأنه وزوجته قضيا ثلاث ليال داخل سيارتهما رباعية الدفع، بعدما حالت كثافة الثلوج المتراكمة دون قدرتهما على مواصلة السير أو العودة.
وروى حرشاوي تفاصيل معاناتهما خلال الأيام الثلاثة العصيبة، حيث قضيا لياليهما في ظروف قاسية وسط درجات حرارة متدنية جدا، معتمدين على ما توفر لديهما من مؤن محدودة، مضيفا أن الساعات كانت تمر ببطء شديد وهما يترقبان بقلق وأمل وصول فرق الإنقاذ، خاصة مع تزايد كثافة الثلوج التي أحاطت بسيارتهما من كل جانب.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن ما خفف من وطأة المحنة هو تماسكهما النفسي وثقتهما في أن السلطات المغربية لن تدخر جهدا في البحث عنهما، مؤكدا أن تجربتهما هذه علمتهما دروسا قيمة عن أهمية الاستعداد الجيد لمثل هذه الرحلات في المناطق الجبلية النائية.
وأضاف المصرح نفسه أن انعدام تغطية شبكات الاتصال في المنطقة حال دون تمكنهما من طلب المساعدة، موردا أن وجود مؤن من الطعام والماء في السيارة ساعدهما على الصمود خلال فترة حصارهما، ومؤكدا أنهما في صحة جيدة جدا.
وقد تضافرت جهود مختلف الأجهزة الأمنية والإدارية لإنقاذ المعنيين، إذ تدخلت السلطات المحلية بإقليمي أزيلال وتنغير، بالتنسيق مع الدرك الملكي، الذي أرسل مروحية لإجلاء المفقودين من المنطقة، حيث بلغ سمك الثلوج أكثر من مترين.
وعبر حرشاوي عن امتنانه العميق لكافة الجهات التي ساهمت في إنقاذه وزوجته، وخص بالشكر جريدة هسبريس الإلكترونية لتغطيتها الإعلامية للحادثة، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وصديقه خالد الزعيم؛ كما أشاد بجهود الدرك الملكي على المستويين المركزي والمحلي، والسلطات المحلية ممثلة في وزارة الداخلية وعاملي إقليمي أزيلال وتنغير، والسلطات القضائية.