كشف عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، عن شروع المركز في إجراء اتصالات مع المعنيين من مختلف المؤسسات الوطنية الرسمية وغير الرسمية بفكرة المناظرة الوطنية في مجال الدبلوماسية الموازية التي كان قد دعا إليها خلال انعقاد دورته العمومية في أكتوبر الماضي، بهدف فتح مجال للتفكير والنقاش بشأن كيفية توحيد جهود الجهات المدنية والحزبية والمنتخبة في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية”.
وأشار البلعمشي، متفاعلاً مع سؤال لهسبريس بشأن طبيعة هذه المؤسسات، إلى أنه كُلف بصفته رئيساً للمركز، وفقاً لمخرجات جمعيته العمومية في دورتها الـ22، بربط اتصالات مع مجموعة من الجهات بمختلف مستوياتها؛ بما فيها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ووزارة الداخلية ومجلسي البرلمان، “ونحن بصدد تنفيذ هذا التكليف والإعلان في حينه عن نتائجه”، وفقه.
وأورد رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات: “نحن بصدد إعداد ملف متكامل حول الفكرة يُعرض على مجلس الإدارة، للتفصيل فيها ومحاولة تنزيلها على أرض الواقع وفق ما نتصوره”، مؤكداً أن “المركز يأخذ بعين الاعتبار كون مناظرة وطنية من هذا الحجم تحتاج إلى احتضان من قبل الفاعلين المؤهلين مؤسساتيا وإداريا”.
وذكّر بأن “الأساس بالنسبة للمركز، في نهاية المطاف، من خلال هذه المناظرة أو غيرها من التحركات التي تصب في ذات الاتجاه، هو الخروج من حلقة المبادرات المكررة نحو نوع من المأسسة للفعل في الدبلوماسية الموازية من أجل تحقيق الفعالية وفق خطة منهجية مقدامة وهادفة ومكملة للأدوار الرئيسية التي تقوم بها الدولة”.
من هذا المنطلق، شددّ البلعلمشي على أن “المناظرة الوطنية تظل فكرة يعتقد المركز في وجاهتها؛ ولكن ليست هدفا في حد ذاتها بقدر ما هي لفت للانتباه من قبله هذه الهيئة المدنية إلى ضرورة تعزيز الفعل الوطني في سبيل تنظيم وتأطير الدبلوماسية الموازية”، مشيراً إلى أهمية هذا الأمر “في خدمة المرحلة الجديدة التي باتت تحتلها القضية الوطنية من خلال المكاسب المحققة سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا، أو من خلال المد الدولي في الإقرار بمغربية الصحراء من قبل قوى وازنة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا، ومواكبة العمل الجبار الذي تقوم به السياسية الخارجية المغربية التي يصنع القرار فيها الملك محمد السادس”.
جدير بالذكر أن فكرة المناظرة الوطنية في مجال الدبلوماسية الموازية طرحها المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، خلال التئام الدورة الـ22 لجمعيته العمومية، تفاعلاً منه مع دعوة الملك محمد السادس في خطاب افتتاح الدورة الخريفية من السنة التشريعية الرابعة إلى مرور الجميع نحو مرحلة المبادرة والاستباقية في قضية الصحراء المغربية، باستثمار كافة القنوات الدبلوماسية الرسمية وغير الرسمية.