صرح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بأن الأضرار التي لحقت بكابل الاتصالات "سي لايون 1"، الممتد عبر قاع بحر البلطيق بين ألمانيا وفنلندا، ربما نجمت عن عملية تخريب.
وفقًا لموقع سبوتنيكالروسي، قال الوزير بيستوريوس للصحفيين في بروكسل، أمس الثلاثاء: "يشكل انقطاع الكابل إشارة واضحة جدا إلى أن شيئا ما يحدث هناك. لا أحد يصدق أن هذا الكابل قد انقطع صدفة. أنا لا أميل إلى تصديق الرواية التي تفيد بأن الضرر حدث بسبب حقيقة أن هذا الكابل لمسته مرساة".
وأضاف: "لذلك نحن مضطرون إلى التصريح دون أن نعرف من فعل ذلك بالضبط، بأن الحديث يدور عن عمل تخريبي هجين، ونحن مجبرون على الانطلاق من حقيقة أن الأمر يتعلق بالتخريب".
وفي وقت سابق، قالت شركة "سينيا" الحكومية الفنلندية مزود خدمات البيانات إنه تم رصد "عطل" الاثنين في كابل "سي لايون 1" الذي يمتد قرب خطوط أنابيب الغاز "نوردستريم" بين روسيا وألمانيا المتوقفة حاليا، لمسافة نحو 1200 كيلومتر (746 ميلا) من العاصمة الفنلندية هلسنكي إلى مدينة روستوك الساحلية الألمانية.
وأعربت وزارتا الخارجية الألمانية والفنلندية في بيان مشترك أمس عن قلقهما بشأن الأضرار التي تسبب فيها الحادث وأشارتا إلى أنه يجري "تحقيق شامل" فيه، وقال بيستوريوس من بروكسل خلال اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي لمناقشة التهديدات المختلفة التي يواجهها الاتحاد: "لا أحد يعتقد أن هذا الكابل قُطع عن طريق الخطأ، لذلك يتعين علينا أن نعلن، من دون أن نعرف على وجه التحديد الجهة المتورطة، أنه عمل هجين".
وأبلغت شركة "سينيا" الفنلندية المملوكة للدولة عن الضرر الذي لحق بكابل الاتصالات في بحر البلطيق، وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر في برلين: "نأخذ هذا الوضع عالي التهديد على محمل الجد للغاية"، مضيفة أن الضرر لحق بالكابل في المياه السويدية، وقالت: "نحن كسلطات لم نشارك بعد، لكننا عرضنا المساعدة لتقديم الدعم".
وأعلنت "سينيا" أنه تم اكتشاف عيب في كابل البيانات البحري "سي ليون 1" بين فنلندا وألمانيا، مما أدى إلى انقطاع روابط الاتصالات المارة عبر الكابل.
وأثارت حوادث سابقة وتوترات عالية بين الناتو وروسيا في منطقة بحر البلطيق، تكهنات فورية حول احتمال حدوث تخريب، ويمتد الكابل "سي ليون 1" لمسافة 1173 كيلومترا من العاصمة الفنلندية هلسنكي إلى مدينة روستوك الساحلية الألمانية المطلة على بحر البلطيق، ويتبع جزئيا نفس المسار الذي سلكته خطوط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم" التي دُمرت قبل عامين.
وتم تشغيل الكابل في أوائل عام 2016، وهو كابل البيانات الوحيد تحت البحر الذي يمتد مباشرة من فنلندا إلى وسط أوروبا.
ومنذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022 والانفجارات الناجمة عن تخريب خطوط أنابيب "نورد ستريم" في بحر البلطيق في سبتمبر 2022، أصبح وضع البنية التحتية الحيوية، خاصة في بحر البلطيق، محط اهتمام الرأي العام لا سيما الناتو.