تعمل السعودية على تطوير مشروعاتٍ كبرى لتخزين الكربون من القطاع الصناعي؛ ما يؤهلها لأن تصبح رائدة في تقنيات الاحتجاز بمنطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الإطار، دشنت شركة الكهرباء، بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST)، مشروعًا بحثيًا هو الأول من نوعه عالميًا لاختبار تقنية التجميد لاحتجاز الكربون ومعالجة الملوثات.
ويُنفذ المشروع، تحت إشراف وزارة الطاقة، داخل محطة توليد رابغ، ويهدف إلى تقديم حلول مبتكرة لتقليل الانبعاثات الملوثة الناتجة عن احتراق الوقود في محطات توليد الكهرباء.
ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يركز المشروع على استعمال تقنيات احتجاز الكربون لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الأخرى، بما يشمل ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والجزيئات الدقيقة.
ويأتي هذا ضمن استراتيجية الشركة السعودية للكهرباء لدعم الاستدامة البيئية وتحقيق مستهدفات الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
تقنيات احتجاز الكربون
يُعد هذا النظام نموذجًا عمليًا لتوسيع نطاق تقنيات احتجاز الكربون مستقبلاً، ما يوفر حلولًا قابلة للتطبيق على نطاق واسع داخل قطاع الطاقة، إذ تتضمن التقنية المستعملة في المشروع تطوير منصة متنقلة لاحتجاز الكربون بقدرة تصل إلى ربع طن يوميًا.
ويعكس المشروع أهمية الابتكار في تقنيات احتجاز الكربون كوسيلة للحد من الأثر البيئي لقطاع توليد الكهرباء، مع تحسين كفاءته واستدامته، كما يُبرز التعاون المثمر بين شركة الكهرباء وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في تعزيز الأبحاث والتقنيات المتطورة التي تساهم في تحقيق الأهداف البيئية للمملكة.
ويعد هذا المشروع خطوة رائدة في جهود المملكة للتعامل مع تحديات التغير المناخي من خلال تطوير تقنيات متقدمة لمعالجة الانبعاثات الملوثة، ما يؤكد ريادتها في دعم الانتقال إلى طاقة أكثر نظافة واستدامة على المستوى العالمي.
وتمتاز المملكة بقدرات تخزين جيولوجية، تؤهلها لقيادة تطبيق تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، وكذلك جهود إزالة الكربون من القطاع الصناعي عالميًا.
احتجاز الكربون في السعودية
تبلغ مستهدفات احتجاز الكربون في السعودية نحو 44 مليون طن متري سنويًا من بحلول عام 2025، من خلال تطبيق تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.
في عام 2022، أعلنت شركة أرامكو خطة لإنشاء أحد أكبر مراكز احتجاز الكربون وتخزينه على مستوى العالم في منطقة الجبيل الصناعية، إذ من المقرر الانتهاء منه في عام 2027، بحسب الموقع الرسمي للشركة.
ومن المتوقع، خلال المرحلة الأولى للمشروع، تخزين نحو 9 ملايين طن متري سنويًا من ثاني أكسيد الكربون من معامل الغاز في أرامكو وغيرها من المرافق الصناعية.
وتسعى عملاقة الطاقة إلى احتجاز ما يصل إلى 11 مليون طن متري سنويًا من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035.
ويسهم احتجاز الكربون وتخزينه بدور كبير في الحد من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم، ولا سيما في القطاعات التي يصعب التخلص من الكربون فيها مثل النقل الثقيل والتدفئة والتطبيقات الصناعية،
وقد يساعد الاستثمار في احتجاز الكربون وتخزينه على نطاق واسع في تحقيق الطموحات المتعلقة بالوصول إلى الحياد الكربوني.
المعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه
شهد شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، انضمام المملكة إلى عضوية المعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
ومن خلال هذا المشروع البحثي، تؤكد المملكة، التزامها الراسخ بمواجهة التحديات المناخية من خلال التعاون، والابتكار، وتبني التقنيات المؤثّرة، كما تتبنى الجهود والمبادرات التي تستهدف الحد من انبعاثات الكربون.
ويضم المعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه أكثر من 200 عضوٍ من 33 دولة، منهم 13 عضواً من جهات حكومية.
وعلى الرغم من وجود ما يزيد على 250 منشأة لاحتجاز الكربون وتخزينه في مراحل مختلفة، في أنحاء العالم، فإن هذا الرقم يجب أن يتضاعف 100 مرة لتحقيق الأهداف المناخية الدولية بحلول عام 2050.
موضوعات متعلقة..
اقرا أيضًا..