ارتفعت أسعار النفط، خلال تعاملات اليوم الخميس 21 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقت بها في الجلسة الماضية وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات.
وأثرت المخاوف الجيوسياسية بشأن تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا التي تهدد بوقف إمدادات النفط، في زيادة أكبر من المتوقع بمخزونات الخام الأميركية.
وتشهد سوق النفط العالمية حالة من القلق بشأن إمكان تعطيل إمدادات النفط الروسية، في حين تظهر علامات على نمو واردات الصين من النفط الخام، بما يعوض بيانات تظهر ارتفاع مخزونات الخام الأميركية.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الأربعاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني، على انخفاض بنسبة 1% لأول مرة خلال 3 جلسات، إذ أدت مخاوف تصاعد الأعمال العسكرية العدائية بين روسيا وأوكرانيا إلى ارتفاعها خلال الجلستين الماضيتين.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:39 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:39 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يناير/كانون الثاني 2025، بنسبة 0.34%، لتصل إلى 73.06 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم ديسمبر/كانون الأول 2024، بنسبة 0.38%، لتصل إلى 69.01 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأطلقت أوكرانيا وابلًا من صواريخ كروز البريطانية ستورم شادو على روسيا أمس الأربعاء، وهو أحدث سلاح غربي جديد سمح لها باستعماله ضد أهداف روسية بعد يوم من إطلاقها صواريخ "أتاكمز" ATACMS الأميركية.
وقالت موسكو إن استعمال الأسلحة الغربية لضرب الأراضي الروسية بعيدًا عن الحدود سيكون بمثابة تصعيد كبير في الصراع، في حين ترد كييف بأنها تحتاج إلى القدرة على الدفاع عن نفسها من خلال ضرب القواعد الخلفية الروسية المستعملة لدعم غزو موسكو، الذي دخل يومه الألف هذا الأسبوع.
وتسهم الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا بشكل كبير في الحفاظ على أرضية أسواق النفط خلال الأسبوع الجاري، إذ تُبقي حالة القلق لدى المستثمرين من انقطاع الإمدادات الروسية، على أسعار النفط مرتفعة.
وكانت روسيا قد شنت يوم الأحد 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أعنف هجوم لها منذ عدة أشهر على منشآت الطاقة الأوكرانية، وهو ما تسبب في خسائر فادحة لدى هذا القطاع المتضرر من الأساس.
تحليل أسعار النفط
قال محللو آي إن جي: "بالنسبة للنفط، فإن الخطر يكمن في أن تستهدف أوكرانيا البنية التحتية للطاقة الروسية، وسط حالة من عدم اليقين بشأن كيفية رد روسيا على هذه الهجمات".
وقال محللو بنك جيه بي مورغان إن استهلاك النفط انتعش في الأسبوع الماضي بفضل تحسن الطلب على السفر في الولايات المتحدة والهند، كما أظهرت نيودلهي ارتفاعًا كبيرًا في الطلب الصناعي.
وقال المحللون في مذكرة إن من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 103.6 مليون برميل يوميًا خلال الأيام الـ19 الأولى من نوفمبر/تشرين الثاني، بزيادة 1.7 مليون برميل يوميًا على أساس سنوي.
وحد من مكاسب أسعار النفط ارتفاع مخزونات الخام الأميركية بمقدار 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر/تشرين اللثاني، وهو ما يتجاوز توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز لزيادة قدرها 138 ألف برميل.
ارتفعت مخزونات البنزين الأسبوع الماضي أكثر من المتوقع، في حين سجلت مخزونات نواتج التقطير انخفاضًا أكبر من المتوقع، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة.
من جهة أخرى، قالت شركة إكوينور النرويجية إنها استعادت طاقتها الإنتاجية الكاملة في حقل يوهان سفيردروب النفطي ببحر الشمال بعد انقطاع التيار الكهربائي.
في غضون ذلك، قد تتراجع منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاؤها بقيادة روسيا، في التحالف المعروف باسم أوبك+، عن زيادات الإنتاج مرة أخرى عندما تجتمع في الأول من ديسمبر/كانون الأول بسبب ضعف الطلب العالمي على النفط.
وكان أوبك+، الذي يضخ نحو نصف النفط العالمي، قد خطط في البداية لعكس تخفيضات الإنتاج تدريجيًا مع زيادات طفيفة موزعة على عدة أشهر في عامي 2024 و2025.
ومع ذلك، قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأسبوع الماضي إنه حتى لو ظلت تخفيضات أوبك+ قائمة، فإن إمدادات النفط ستتجاوز الطلب في عام 2025، إذ يتجاوز الإنتاج المتزايد من الولايات المتحدة والمنتجين الخارجيين الآخرين تباطؤ الطلب.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- أسعار النفط ترتفع بسبب التوترات الجيوسياسية.. وزيادة المخزونات الأميركية تحد من المكاسب من وكالة رويترز.
- أوكرانيا تطلق صواريخ كروز بريطانية على روسيا من وكالة رويترز
- حقل سفيردروب النفطي بالنرويج يستعيد إنتاجه بالكامل من وكالة رويترز.