بحضور السفير المغربي لدى دولة قطر، محمد ستري، شهد مهرجان أجيال السينمائي 2024، مساء الجمعة، عرض مجموعة من الأفلام الوطنية ضمن برنامج “صنع في المغرب”.
وشملت القائمة: “زجاجات” للمخرج الإدريسي، “الفزّاعة” لأنس الزماطي، “أيّور” لزينب واكريم، “ما الذي ينمو في راحة يدك” لضياء بيا، بالإضافة إلى “وداعاً بنز بنز” لمأمون رطال بناني وجول روفيو، و”لماذا تركت الحصان وحيداً؟” لفوزي بنسعيدي.
ونالت هذه الأعمال السينمائية القصيرة استحسان جمهور متنوع من العرب والأجانب في حي كتارا الثقافي بالدوحة، وفق ما عاينته جريدة هسبريس. وقد كان “التفاعل المكثف” أثناء العرض في القاعة دليلاً على اهتمام الحضور بمضامين هذه الأفلام المغربية، التي قال بعضهم إنها “المرة الأولى التي يطلعون فيها على أعمال سينمائية مغربية”.
“حتى لا يظل الكلب وحيداً”
زجاجات (2024) فيلم يناقش علاقة المجتمعات التقليدية مع الحيوانات الأليفة، ولا سيما الكلاب التي يعتبرها البعض “نجسة”. يروي الفيلم قصة سعيد، الفتى البالغ من العمر 13 عاماً، والذي يعيش في المدينة العتيقة بالرباط. سعيد يعتني بكلب صغير يُخفيه على سطح المنزل دون علم والديه، ويعمل على جمع زجاجات فارغة من الشواطئ ليبيعها ويشتري طعاماً للكلب.
تتطور الأحداث عندما يكتشف سعيد أن كلبه “ميلو” ينتمي في الأصل لعائلة أخرى تبحث عنه. يمزق إعلاناتهم، لكن والدته تجد الكلب وتقرر التخلص منه، مما يدفع الفتى إلى البحث عنه مرة أخرى. يجد الكلب في النهاية، لكنه يراه يعود لصاحبته الأصلية، مما يحطم قلبه.
“لنترك الحقل”
الفزّاعة (2024) فيلم درامي قوي يتناول قيمة الحرية من خلال شخصية سعيد، الذي يعمل في الحقول ويشعر بأنه عالق في حياة لا يملك منها خلاصاً. يعيش سعيد قصة حب مع زينب، ويحاول الهروب من واقعهما المشترك.
يتحدث سعيد لرجل القش “الفزّاعة” أكثر مما يتحدث لزينب، ما يعكس شعوره بالعجز واليأس. رغم محاولة الهروب، يعود سعيد إلى الحقل وكأنها قدره المحتوم.
نحيا بلا شمس
أيّور (قمر، 2023) فيلم قصير ناطق بالأمازيغية يستعرض معاناة صمد وحسناء، وهما طفلان مصابان بمتلازمة جفاف الجلد المصطبغ (أطفال القمر). يعكس الفيلم حياتهما الصعبة عبر الرسم، حيث يصبح القمر رمزاً للأمل في ظل خوفهما المستمر من التعرض للشمس. وقد علقت المخرجة زينب واكريم، الحائزة على عدة جوائز عن هذا الفيلم، بأنها سعت لجعل الأطفال يظهرون بطبيعتهم أمام الكاميرا.
حين تنتفخ الذاكرة
ما الذي ينمو في راحة يدك (2023) يربط بين الحاضر والماضي عبر استرجاع ذكريات الطفولة مع الجدة. يعالج الفيلم تفاصيل الحياة اليومية البسيطة وكيف يمكنها أن تعيش في ذاكرتنا إلى الأبد، ما يجعل منه عملاً حميمياً يحاكي مشاعر الجمهور.
التاكسي المزدحم
وداعاً بنز بنز يسلط الضوء على تحديث أسطول سيارات الأجرة في المغرب، من خلال قصة سائق متمسك بسيارة مرسيدس 240 كرمز للماضي والصمود. يناقش الفيلم جدلية التغيير والتمسك بالذكريات.
وحق الحيوان في الحياة؟
لماذا تركت الحصان وحيداً؟ (2023) للمخرج فوزي بنسعيدي يعالج العلاقة بين الإنسان والطبيعة من خلال قصة حصان يُستخدم في التصوير السينمائي. يتعرض الحصان للإرهاق ثم الشلل بسبب سوء المعاملة، مما يثير تساؤلات حول استغلال الحيوانات. الفيلم يعكس الأسلوب السينمائي العميق لبنسعيدي ويعزز حضوره في المشهد السينمائي المغربي.