تصدَّر إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر جلسات معرض مصر للطاقة 2024، في دورته الـ33، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لفعالياته.
واستهل المعرض أعماله، أمس الثلاثاء 26 نوفمبر/تشرين الثاني، برعاية كل من وزارات الصناعة والنقل، والتخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والبيئة، والكهرباء والطاقة المتجددة، إذ افتتحه رئيس "الشركة القابضة للكهرباء" المهندس جابر دسوقي، ممثلًا عن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
ويتيح المعرض منصة مثالية للتواصل بين قادة قطاع الطاقة في قارة أفريقيا ومتخصصيه، إلى جانب استضافة عدد كبير من المصنّعين والمبتكرين والمستثمرين ومديري المشروعات وممثّلي شركات الطاقة.
ويستمر الحدث على مدار 3 أيام ما بين 26-28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة.
مركز إقليمي للطاقة النظيفة
قال رئيس الشركة القابضة للكهرباء المهندس جابر دسوقي، إن هذا الحدث يُبرز الجهود المبذولة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة، في ظل توقيع الحكومة عددًا من الاتفاقيات لتوليد الكهرباء من الطاقات المتجددة، التي ستشهد تنفيذ مشروعات ضخمة حتى عامي 2028 و2029.
وأضاف،-خلال كلمته الافتتاحية للمعرض- أن هذا الحدث يُعدّ خطوة حاسمة نحو تعزيز التكنولوجيا المتقدمة والشراكات الإستراتيجية التي تؤدي دورًا رئيسًا في تحقيق رؤية مصر نحو مستقبل مستدام، مع ضمان التوازن بين التنمية وحماية البيئة.
وعُقدت على هامش فعاليات اليوم الأول من معرض مصر للطاقة 2024 جلسة بعنوان "مستقبل مشروعات الهيدروجين الأخضر في القارة الأفريقية"، أدارها القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (ركري) الدكتور ماجد محمود.
وأكد محمود -خلال الجلسة- أن الهيدروجين الأخضر يمثّل عصر تعاون المتنافسين، متوقعًا أن تحتلّ مصر نصيبًا كبيرًا في أسواق الهيدروجين العالمية قد تصل إلى نسبة 15% .
الهيدروجين الأخضر في مصر
تتواصل مساعي التوسع بقطاع الهيدروجين الأخضر في مصر في ظل تطبيق خطة تحول الطاقة، حسبما أكدت رئيسة قطاع الطاقة المتجددة والهيدروجين بمشروعات القطاع الخاص بوزارة الكهرباء، المهندسة إيمان رشاد.
وأضافت -في كلمتها خلال الجلسة- أن مصر من أولى الدول التي بدأت في مشروعات الهيدروجين الأخضر، نظرًا لما تتمتع به البلاد من موارد طبيعية من الشمس والرياح تؤهلها للريادة في هذا القطاع.
وتابعت: "أعلنت مصر للمرة الأولى نيّتها التوسع بمشروعات الهيدروجين الأخضر في قمة المناخ كوب 27 عام 2022 بإسهام القطاع الخاص مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء"، مضيفة أن البلاد توّجت هذه الجهود بإستراتيجية للهيدروجين الأخضر أعلنتها في فبراير/تشرين الثاني 2023، بالتعاون بين وزاراتي الكهرباء والبترول.
واستطردت قائلة: "إن هذه الإستراتيجية تستهدف التصدير إلى أوروبا وآسيا والدول الهادفة إلى استعمال الوقود النظيف من خلال استعمال مواني الهيئة الاقتصادية لقناة السويس وتغذية محطات الهيدروجين الأخضر القريبة من هذه المواني بالكهرباء النظيفة".
تقديم حوافز للمستثمرين
أشارت المهندسة إيمان رشاد إلى أن تقديم حوافز للمستثمرين يعكس جدّية الدولة المصرية في دفع عجلة مشروعات الهيدروجين الأخضر، ضمن إطار تطبيق إستراتيجية 2030 لرفع مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء.
وطالبت بضرورة إشراك القطاع الخاص لتحقيق التنافسية في هذا القطاع لاستغلال قدراته على الابتكار وتوفير التقنيات المتطورة.
ولفتت إلى أن شركة نقل الكهرباء قد وقّعت 30 مذكرة تفاهم مع القطاع الخاص، مشيرة إلى أن دور الشركة يتمثل في ربط مشروعات الطاقة المتجددة مع منشآت الهيدروجين في المواني، كما منحت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة الأراضي للمستثمرين لإقامة مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح اللازمة للمشروعات.
وسلّطت الضوء على استعانة شركة نقل الكهرباء المصرية باستشاريين عالميين لمساعدتها في تغذية مشروعات الهيدروجين الأخضر بالكهرباء وربط الهيدروجين على الشبكة.
وأوضحت أنه يجري -حاليًا- البحث عن أماكن قريبة من منشآت الهيدروجين لإتاحتها للمستثمرين لإقامة مشروعات الطاقة المتجددة لتغذية المشروعات، مبيّنةً أن البلاد تتطلّع لتحقيق الريادة في مجال الهيدروجين الأخضر أسوة بالطاقة المتجددة.
التغلب على تحديات النقل
تتمتع مصر بموقع جغرافي وإستراتيجي متميز يؤهلها للتغلب على تحديات النقل، حسبما يرى مدير عام التمويل والاستثمار المباشر بالمنطقة الصناعية لمنطقة قناة السويس، سيف الدين مصطفى.
وأكد مصطفى ضرورة التوجه إلى إنتاج الهيدروجين بالجدوى الاقتصادية المطلوبة من خلال ضخ استثمارات ضخمة في هذا القطاع وتوفير التكنولوجيا المتطورة وتغذية المشروعات بموارد ضخمة من الطاقة الجديدة والمتجددة.
ولفت إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس قد وضعت نموذجًا لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء وتصديرها إلى الخارج بنظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
من جانبه، توقّع نائب رئيس قطاع الطاقة والكيماويات لقارة أفريقيا بشركة شنايدر، المهندس حسين إبراهيم، مستقبلًا واعدًا لمصر في قطاع الطاقة، لافتًا إلى ضرورة الاستفادة من إمكانات السوق كافة، ووجود شبكة نقل كهرباء قوية في مصر وتشريعات مُحفّزة.
وأوضح المهندس حسين إبراهيم أن الهيدروجين منتج جديد من مجموعة مكونات غير جديدة، مشيرًا إلى أن التحدي يتمثل في كيفية ربط كل المكونات في خطة واضحة، مطالبًا بضرورة التنسيق بين كل المنصات العاملة في قطاع الهيدروجين الأخضر والاعتماد على تقنيات قابلة للتحديث في المستقبل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
معلومات الدورة الـ33 لمعرض مصر للطاقة من الموقع الرسمي للمعرض.