قال عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن “وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، من أول المدافعين بالمغرب عن إسلامية المملكة”، نافيا بذلك شنه أي هجوم على تصريحات الوزير حول العلمانية بالبرلمان عبر إحدى خرجاته الحزبية، مشيرا إلى أن “أحد السياسيين المصريين صرّح في فترة الربيع العربي بأنه لو كان بنكيران في حكومتهم، لما وصلت مصر إلى هذا الحال”.
وأضاف بنكيران في كلمته خلال الاجتماع العادي للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، اليوم السبت بالرباط، أن ما يقع بينه وبين الوزير التوفيق حاليا، “ليس بخلاف، وإنما سوء تفاهم”، معتبرا أن “تصريحاته التي تناول فيها جدل العلمانية ربما لم يطّلع عليها الوزير”.
وأورد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن الوزير التوفيق يكنّ له “كامل المحبة والاحترام، وقد شرح تصريحاته حول العلمانية، باعتبار أن مضمونها ينحصر حول الحرية الفردية، حيث الدولة لا تتدخل فيها إلا تحت طائلة القانون”.
وتابع بأنه لم يتحدث عن الوزير التوفيق خلال تطرقه لموضوع العلمانية في خرجاته الحزبية الأخيرة، لأسباب تتعلق بالصداقة التي تجمع بينهما، وتفهمه لتصريحاته، موضحا أن “تصريحات التوفيق تعرضت للاستغلال”.
وشدد المتحدث على أن خطاباته “في أكادير وبرحيل، لم يكن مدرجاً التطرق فيها لهذا الأمر، وتصريحات التوفيق تم تغريضها من أشخاص لهم خلفيات إيديولوجية معينة”، نافياً مرة أخرى أنه ذكر اسم الوزير التوفيق.
وقال: “الوزير التوفيق من أكبر أنصار ومثبتي أفكار وقناعة أن المملكة المغربية دولة إسلامية، ويمكن أن يكون الأول، على الأقل في الفترة الأخيرة”، لافتا إلى أن علاقته مع التوفيق “باعتباره شخصاً متصوفاً ومن علماء المسلمين، وابن أسرة جد متدينة”، تدفعه إلى عدم رغبته في الاصطدام مع “المصلحين”.
وزاد: “رفع التوفيق شكوى بي إلى الله أرعبني”، مسترجعا بذلك فتراته داخل السجن حيث دعاه أحد السجناء المجاورين له في السجن إلى الله، لافتاً إلى أن هذا الشخص هو الوحيد الذي يزوره من الأشخاص الذين كانوا معه في السجن.
وهاجم بنكيران من وصفهم بـ”المغرضين” الذين يريدون “طرح موضوع العلمانية”، مؤكداً أنه “لن يصمت حول هذا الأمر، وهي مسؤولية تم تكليفه بها من الله”.
“نحن سياسيون لدينا قدر من الجرأة، وليس لدينا أسلحة بوتين أو النووي، بل الدين فقط الذي نعتصم به، والعلمانية هي تشريع الدولة لما يتصادم مع الدين”، يقول الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مضيفاً أن “العدالة والتنمية ليس داعش أو العدل والإحسان أو الإخوان المسلمين”.
ولفت رئيس الحكومة الأسبق إلى أن “تفريط المغرب في الإسلام سيجعله بدون مقاومة، والعلمانية ستفتح الباب لتشريع المثلية”، مشيرا باستهجان إلى أن “دولاً غربية سمحت للإنسان أن يتزوج بالحيوان”، كاشفاً وجود طلبات برحيله، حيث أورد أمام أعضاء الأمانة العامة لحزبه: “نحن لسنا داعش، ويجب أن تعلموا أنكم ستنتهون رغم وصولكم إلى الحكومة، لكن يجب الدفاع عن أمور محددة، خاصة وأن الشعب يتفق حول صوابها”.
وختم بنكيران متحدثاً عن كون حزبه ديمقراطياً، موردا أن “المغاربة كلهم مسلمون إلا عددا قليلا، ورغم أنهم يشربون الخمر، فالإسلام لا يخرج من شربه أو زنى من الملّة، والله لا يغفر لمن أشرك به ويغفر لمن دون ذلك إذا شاء”.