أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن تسمية ثلاث مناطق على سطح المريخ بأسماء منتزهات وطنية جزائرية شهيرة، تكريماً للطبيعة الجزائرية ودعوة للحفاظ على كوكب الأرض. جاء هذا الاقتراح من الفيزيائي الجزائري نور الدين مليكشي، أحد أعضاء فريق مهمة "برسيفيرانس" لاستكشاف المريخ.
وأشار مليكشي، الذي يعيش في الولايات المتحدة ويعمل أستاذاً بجامعة ماساتشوستس في لويل، إلى أن المناطق التي حملت أسماء "طاسيلي ناجر"، "غوفي"، و"جرجرة" تعكس ارتباطاً بصرياً وجمالياً بين تضاريس المريخ ومناظر تلك المنتزهات.
قال مليكشي إن أول ما خطر في باله عند رؤية صور المريخ كان "طاسيلي ناجر"، الهضبة الشاسعة في الصحراء الكبرى التي تضم رسومات تعود إلى أكثر من 12 ألف سنة. وأضاف أن هذه الرسومات التي وصفها عالم الآثار الفرنسي هنري لوت بـ"آلهة المريخ العظيمة"، كانت مصدر إلهام لاختيار الاسم.
شهادة على صمود الإنسان
الوادي الكبير "غوفي" في جبال الأوراس، المدرج ضمن قائمة التراث العالمي، كان الخيار الثاني لمليكشي. وأوضح أن هذا الموقع، الذي يتميز بمنازله المحفورة في الصخور، يعكس قدرة الإنسان على التكيف مع البيئات القاسية.
أما الخيار الثالث، جبل جرجرة، فتم اختياره بسبب رمزيته في تمثيل التنوع الطبيعي في الجزائر، رغم أنه لا يشبه المريخ بشكل كبير مقارنة بطاسيلي ناجر وغوفي.
وأكد مليكشي أن عملية التسمية جاءت خلال تقسيم منطقة غير مستكشفة على المريخ إلى مربعات صغيرة، حيث طُلب من العلماء اقتراح أسماء لهذه المربعات. وتم اختيار أسماء المنتزهات الجزائرية بعد مراجعة لجنة متخصصة.
وقد أثارت هذه الخطوة احتفاءً واسعاً في الجزائر، حيث وصف وزير الثقافة بلالو زهير القرار بأنه "اعتراف عالمي بمناظر الجزائر الطبيعية".
واختتم مليكشي حديثه قائلاً: "هذه المنتزهات كنز إنساني يجب علينا حمايته للأجيال القادمة".
