وقع حريق مروّع بمصفاة الزاوية في ليبيا، عقب اشتباكات عنيفة دارت في محيط مصفاة تكرير النفط، وهو ما دعا المؤسسة الوطنية للنفط إلى إعلان حالة القوة القاهرة من الدرجة الثالثة "القصوى".
وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، اليوم الأحد 15 ديسمبر/كانون الأول (2024)، حالة القوة القاهرة والطوارئ من الدرجة الثالثة القصوى، بعد تعرض عدد من خزانات المصفاة إلى حرائق خطيرة.
وشب حريق مصفاة الزاوية، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم، متسببًا في أضرار جسيمة أدت إلى نشوب حرائق خطيرة، نتيجة إصابتها بأعيرة نارية، جراء الاشتباكات الدائرة بين مجموعات مسلحة في محيطها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
من جانبها، أعلنت اللجنة العامة للطوارئ بشركة الزاوية لتكرير النفط، السيطرة على حريق مصفاة الزاوية والتسربات التي حدثت نتيجة الاشتباكات المسلحة، مؤكدةً انتهاء حالة الطوارئ، التي أُعلِنَت سابقًا، بعدما أصبح الوضع الأمني والتشغيلي تحت السيطرة داخل المنطقة الصناعية بمصفاة الزاوية.
مؤسسة النفط الليبية
أعلنت مؤسسة النفط الليبية، في أعقاب اندلاع حريق مصفاة الزاوية، أن مجلس إدارتها سيظل في حالة انعقاد دائم مع كل الإدارات والمراكز التابعة له المعنية، لمتابعة تطورات الأحداث في المنطقة، واتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة حيالها.
ومن شأن هذه الخطوة أن تسهم في الحد -قدر الإمكان- من المخاطر التي قد تهدد الأرواح والممتلكات؛ إذ طالب مجلس إدارة المؤسسة، جميع المؤسسات والجهات ذات العلاقة بتحمل مسؤولياتها والتحرك بأسرع ما يمكن لإيقاف هذه الاشتباكات.
وطالب مجلس إدارة مؤسسة النفط الليبية، في أعقاب اندلاع حريق مصفاة الزاوية، بضرورة تجنيب المواقع النفطية دائرة الصراع الدائر مهما كانت أسبابه ودوافعه، وفق البيان الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكما طالب مجلس إدارة مؤسسة النفط الليبية، حكومةَ الوحدة الوطنية في البلاد برئاسة عبدالحميد الدبيبة، بضرورة التدخل لفض هذه الاشتباكات والقضاء على الفتنة، بأي شكل من الأشكال، نظرًا إلى ما تمثله من خطر كبير.
ولفت المجلس إلى أن الخطر من هذه الاشتباكات التي تسببت في حريق مصفاة الزاوية، يطول أرواح المدنيين، وذلك في حالة استمرار تعرض الخزانات بالمصفاة لأضرار مماثلة، نظرًا إلى ما تحتويه من مواد سهلة الاشتعال.
وتمكّنت عناصر الأمن من السيطرة على حريق مصفاة الزاوية، والتسريبات في خطوط الغاز، والحد من خطورة انتشارها رغم استمرار الاشتباكات في محيط المصفاة لمدة طويلة؛ الأمر الذي عرّض حياة العاملين وسكان المنطقة برمتها للخطر.
المؤسسة الوطنية للنفط تعلن السيطرة على الحريق الذي اندلع في أحد خزانات النفط بمصفاة #الزاوية نتيجة اشتباكات بين مسلحين في محيطها pic.twitter.com/qgGIF6R5Ln
— قناة ليبيا الأحرار (@LibyaAlAhrarAR) December 15, 2024
مصفاة الزاوية في ليبيا
يؤدي تكرار توقف مصفاة الزاوية في ليبيا إلى أزمات كبيرة تضرب قطاع النفط الليبي ككل؛ إذ إن المصفاة سبق أن تعرضت إلى أزمة أدت إلى توقفها في يوليو/تموز الماضي بسبب نقص إمدادات النفط، قبل أن تتوقف مجددًا في أواخر سبتمبر/أيلول.
وتنتج المصفاة العملاقة ما يصل إلى 120 ألف برميل يوميًا، وهو ما يسهم في دعم قطاع الوقود داخل ليبيا، كما يؤدي توقّفها إلى تفاقم أزمة الوقود في البلاد، ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع التكرير الليبي.
وفي 25 سبتمبر/أيلول الماضي (2024)، أصاب عطل كهربائي واحدة من الوحدات المنتجة الرئيسة في مصفاة الزاوية؛ الأمر الذي تسبب في إخراجها من الخدمة، لتلحق بالوحدة الأولى التي كانت متوقفة بسبب أعمال صيانة داخلها.
يشار إلى أن المصفاة، التي تدار من جانب شركة الزاوية للتكرير، وتحت إشراف مؤسسة النفط الليبية، تعتمد على النفط الخفيف الحلو، الذي ينتج عادةً من حقلي الشرارة والفيل؛ ما يجعلها تقدم منتجات مميزة لقطاع الوقود داخليًا وخارجيًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..