أخبار عاجلة
سوق المخاخ التاريخي بالعيون -
"ديربي دكالة" ينتهي بانتصار مسفيوي -

عن سيرة فنان جميل (2-2)

عن سيرة فنان جميل (2-2)
عن سيرة فنان جميل (2-2)

استكمالا لسيرة الفنان الجميل محمد عبلة صدرت مؤخرا عن دار الشروق، تأسرنى بعض النصائح الغالية التى يقدمها الفنان الشتيكلى محمد عبلة عن بدايات تكوينه والتى تلقاها من مبدعين كبار لهم تاريخهم وخبراتهم فى الحياة والتحقق.

كان زمن التكوين لدى «عبلة» كما ذكرنا سابقا فى حقبة السبعينيات بتحولاتها وصخبها وتناقضاتها الجمة المولدة لابداع خالد يعبر عن هموم وطموحات جيل جديد ومختلف. لقد صاحب هذا الجيل تمدد غريب للتيار الدينى، ونمو كبير لفكرة الثراء السريع، مع اهتمام واضح بالمظاهر، والشكل على حساب المضمون.

بدا اختلاف الفنان عبلة عن أقرانه واضحا منذ سنوات الدراسة، وجاءت ذروته فى مشروع التخرج الذي حاول أن يعبر فيه عن أفكاره كما تدور فى خياله. يتذكر أنهم فى الكلية كانوا يرسمون ما يرونه، بمعنى أن كل طالب يجلس أمام منظر جميل: حديقة، نهر، إنسان حى، ويعيد رسمه، لكنه قرر الاختلاف بأن يرسم أفكاره كما تدور فى رأسه. فجلس ليرسم مشاهد رحلة سابقة قام بها إلى الأقصر اعتمادا على ما بقى منها فى مخيلته. جاءت النتيجة مذهلة ومبهرة، حتى أن أساتذة الفنون الكبار وقفوا مندهشين أمام لوحات المبدع الشاب، ووقف الفنان الكبير حامد ندا أمام اللوحات، وقال للطالب: ايه دا يا محمد أنت كويس جدا.

وهكذا اجتمعت آراء المطلعين على لوحات الشاب الصغير على ضرورة عمل معرض لأعماله، ونشر الكاتب كمال الملاخ فى الأهرام خبرا عن معرض فنان سكندرى جميل سيتم افتتاحه، فلم يصدق عبلة وذهب بنفسه ليشكره، ولم يصدق الملاخ أن هذا الشاب الصغير هو الذى رسم أجمل اللوحات. وفى المعرض فوجئ محمد عبلة ببعض الزوار يطلبون شراء اللوحات، واستشار حامد ندا فقدر له أسعارها ليفاجئ بشراء معظمها لكنه شعر بحزن مَن يبيع قطعة من قلبه. قال له حامد ندا وقتها « لقد استمتعت برسم لوحاتك.. لكن يجب أن يستمتع آخرين بمشاهدتها».

استمع «عبلة «لنصائح جمة من مبدعين وأساتذة رأوا فيها مشروع مبدع عظيم وكبير. فى وقت ما زاره فنان كبير اسمه محمود عفيفى، ومنحه النصحية الأهم إذ قال له لا تقبل الوظيفة. فالوظيفة تقتل الفنان. كان عفيفى مبدعا وفنانا كبيرا لكنه عمل فى وزارة الثقافة، وخفت حضوره نتيجة العمل حتى توفى سنة 1984 ولم يترك ما طمح فيه.

ومع ذلك نصحه حسين بيكار بالبحث عن عمل دائم، لأن الفقر هو العدو الأول للفنان، وهو زائر غريب لا مواعيد له. واختبر عبلة العمل فى مجلة أكتوبر بعد أن أخبروه أن أنيس منصور يبحث عن رسام جديد. لكن شعوره باستعلاء أنيس منصور وجديته الزائدة، مع روتين العمل اليومى أصابه بالنفور من العمل فتركه، ليعمل رسامًا فى مصلحة الموازين والدمعة، مهمته رسم المجوهرات التى يتم ضبطها عند التهريب.

2 / 2

كما التقى وقتها بالكاتب الكبير نجيب محفوظ الذى سأله عن عمله فأخبره بأنه يعمل رساما، فقال له « يا بختك. تستطيع برسمة واحدة أن تعبر عن دفء النهار فى أول أيام الشتاء، بينما أحتاج أنا لعدة صفحات لأخبر القارئ بذلك.

اعتبر عبلة أن كل ما يشارك فيه مؤقتا، لحين سفره إلى أسبانيا لاستكمال حلمه فى دراسة الفن عالميا، خاصة بعد أن سأله المبدع محمد كشيك يوما عن سبب تحضيره للماجيستير، فرد «لا أدرى». فقال له «لا تضع وقتك. سافر إلى الخارج واذهب إلى حلمك». وكان، فتكوين أى مبدع فى بلادنا يحتاج لرحلة إعداد، وبالقطع فإن كل حركة مُعلمة. وهكذا نمت الموهبة واتسعت وانتقلت من المحلية إلى العالمية، وهو حديث ضرورى لكل مبدع فى بدايات طريقه.

والله أعلم

 

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق انذار هام من الأرصاد الجوية توخوا الحذر ظاهرة جوية تهدد سلامة السائقين على هذه الطرق
التالى بالبلدي: لماذا تأخر حزب الله في الإعلان عن مصير هاشم صفي الدين بعد اغتيال نصر الله؟