أخبار عاجلة

في ذكرى ميلاده.. مصطفى محمود فيلسوف العلم والإيمان الذي أثرى العقول وأشعل الجدل

في ذكرى ميلاده.. مصطفى محمود فيلسوف العلم والإيمان الذي أثرى العقول وأشعل الجدل
في ذكرى ميلاده.. مصطفى محمود فيلسوف العلم والإيمان الذي أثرى العقول وأشعل الجدل

الجمعة 27 ديسمبر 2024 | 04:45 صباحاً

كتب : علام عشري

في مثل هذا اليوم، 27 ديسمبر 1921، ولد الدكتور مصطفى محمود، أحد أبرز العقول المصرية والعربية في القرن العشرين، رجل جمع بين الطب والفلسفة، الإبداع الأدبي والتأمل الروحي، وكان لحياته الممتدة عبر تسعة عقود أثرٌ عميق على المجتمع من خلال أعماله الفكرية وبرنامجه الأشهر "العلم والإيمان".

نشأة مبكرة وتكوين علمي

ولد مصطفى كمال محمود حسين في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، برع منذ صغره في العلوم الطبيعية، مما قاده لدراسة الطب، وتحديدًا تخصص الأمراض الصدرية. لكن شغفه بالمعرفة تخطى حدود العلوم البحتة ليشمل الفلسفة والأدب والدين.

رغم تألقه كطبيب، قرر مصطفى محمود التفرغ للكتابة والبحث، ليصبح كاتبًا وفيلسوفًا، ومؤلفًا لأكثر من 89 كتابًا تنوعت بين الفكر، العلم، الأدب، والاجتماع.

"العلم والإيمان".. برنامج أضاء العقول

في عام 1971، بدأ مصطفى محمود تقديم برنامجه التلفزيوني الشهير "العلم والإيمان"، الذي استمر لأكثر من 400 حلقة، مزج فيها بين العلم الحديث والإيمان الديني، جذب البرنامج جمهورًا واسعًا من مختلف الثقافات والأعمار، حيث تمكن بأسلوبه السهل الممتنع من تبسيط العلوم وربطها بالمعاني الروحية.

رحلة الشك والإيمان

مر مصطفى محمود بمراحل من الشك الوجودي، حيث توقف عند العديد من الأسئلة الكبرى حول الدين والحياة. لكن هذه الرحلة انتهت بإيمانه العميق الذي شكّل الأساس لكتاباته لاحقًا. من أشهر كتبه في هذا السياق:

"حوار مع صديقي الملحد": حيث رد على شبهات الإلحاد بأسلوب عقلاني.

"رحلتي من الشك إلى الإيمان": وثّق فيه تجربته الروحية.

مساهمات أدبية وفكرية

قدم مصطفى محمود إسهامات أدبية وفلسفية أثرت المكتبة العربية، منها:

"رائحة الدم": مجموعة قصصية تحمل رؤية فلسفية للحياة.

"القرآن: محاولة لفهم عصري": تفسير حديث يربط النصوص القرآنية بالعلم الحديث.

الجانب الإنساني

إلى جانب فكره وكتاباته، ترك مصطفى محمود بصمة إنسانية خالدة من خلال "جمعية مصطفى محمود الخيرية"، التي أنشأها لتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية للفقراء، تشمل الجمعية مستشفى، وعيادات طبية، ومعمل تحاليل، ومركزًا لعلاج الأورام.

إرث لا يُنسى

توفي مصطفى محمود في 31 أكتوبر 2009، لكنه ترك إرثًا فكريًا وروحيًا سيظل خالدًا في تاريخ مصر والعالم العربي، يمثل ميلاده فرصة لتأمل رحلته الفريدة التي ألهمت أجيالًا وما زالت تحرك عقول الباحثين عن الحقيقة.

الدكتور مصطفى محمود هو رمز للفكر المتجدد، وعلامة مضيئة في سماء الثقافة العربية، تستحق ذكراه أن تُحتفى بها بامتنان وفخر.

اقرأ ايضا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل.. تخصيص العائد لمستشفي 57357.. سباق زايد الخيري ينطلق من العاصمة اليوم
التالى توقعات طقس المغرب اليوم الجمعة