"أرجون منظمة سرية صهيونية شكلت ملامح النكبة الفلسطينية"

ظهرت منظمة عسكرية صهيونية سرية خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وامتدت أنشطتها حتى عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل.

 عُرفت هذه المنظمة بأنها إرهابية حتى من قبل البريطانيين، إذ شملت عملياتها استهداف الفلسطينيين، والبريطانيين، وأحيانًا اليهود.

محطات بارزة في تاريخ المنظمة

ارتبط اسم المنظمة بأحداث دموية مثل مجزرة دير ياسين واغتيال الكونت برنادوت، إضافة إلى تفجير فندق الملك داود في القدس. تولى قيادتها شخصيات صهيونية بارزة، منهم مناحيم بيغن وإسحاق شامير، الذين لعبوا دورًا أساسيًا في تأسيس دولة إسرائيل.

النشأة والتأسيس

تأسست المنظمة في عام 1931 بقيادة أبراهام تيهومي تحت اسمها العبري الكامل "أرغون تسفاي ليئومي بآرتس يسرائيل" (المنظمة العسكرية القومية في أرض إسرائيل) تبنّت شعارًا يمثّل يدًا تحمل بندقية وخريطة فلسطين التاريخية، بما في ذلك الأردن.

الانشقاق عن الهاغاناه:

نشأت المنظمة كفرع منفصل عن الهاغاناه بسبب خلافات حول التعامل مع الثوار الفلسطينيين والقيود البريطانية على الهجرة اليهودية. ومنذ عام 1936، تلقت دعمًا سريًا من الحكومة البولندية التي أرادت التخلص من الفقراء اليهود وتشجيع هجرتهم إلى فلسطين.

الفكر والأيديولوجيا

استندت المنظمة إلى أفكار زئيف فلاديمير جابوتنسكي، الذي دعا إلى إنشاء جيش صهيوني يعمل على إقامة دولة يهودية على كامل أرض فلسطين وشرق الأردن، ورأى أن العرب يشكلون "عقبة يجب إزالتها". اعتبرت المنظمة أن فلسطين حق لليهود فقط، رافضة أي وجود عربي أو بريطاني على الأرض.

أبرز الجرائم والعمليات

1938: تفجير سوق في حيفا تنكر فيه أحد أفراد المنظمة بزي عربي، أدى إلى مقتل 23 شخصًا وإصابة 75 آخرين.

1946: تفجير فندق الملك داود، مما أسفر عن مقتل 91 شخصًا، بينهم فلسطينيون وبريطانيون.

1947: مجزرة باب العامود في القدس أسفرت عن استشهاد 14 فلسطينيًا وإصابة 27 آخرين.

1948: اغتيال الكونت برنادوت بسبب خطته للسلام التي تضمنت عودة اللاجئين الفلسطينيين.

الاندماج في الجيش الإسرائيلي

في سبتمبر 1948، أُدمجت المنظمة ضمن الجيش الإسرائيلي بأوامر الحكومة. لاحقًا، تم تكريم قادتها لدورهم في تأسيس إسرائيل.

هذه المنظمة تبقى شاهدًا على إحدى الصفحات السوداء في تاريخ فلسطين، حيث لعبت دورًا محوريًا في نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره.