أخبار عاجلة

السيادة الدفاعية المغربية تتقوى بالتعاون العسكري بين الرباط ونيودلهي

السيادة الدفاعية المغربية تتقوى بالتعاون العسكري بين الرباط ونيودلهي
السيادة الدفاعية المغربية تتقوى بالتعاون العسكري بين الرباط ونيودلهي

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون البحري بين الهند والمغرب، وصلت السفينة البحرية الهندية “INS Tushil”، التي تم تدشينها حديثا، هذا الأسبوع، إلى ميناء الدار البيضاء، حيث شارك أفراد طاقمها في أنشطة مشتركة مع أفراد البحرية الملكية المغربية، بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات على هذا المستوى، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الهندية.

وحسب المصدر ذاته، فإن حلول هذه السفينة بالمملكة المغربية يأتي بعد زيارات مماثلة قامت بها ثلاث سفن حربية هندية أخرى إلى المغرب خلال العام الماضي؛ مما ساهم بشكل كبير في تعزيز الثقة المتبادلة والعمل المشترك بين البلدين، مشيرا إلى القوات البحرية للبلدين ستشارك في تمرين عبور بحري لتحسين القدرة على العمل المشترك وتبادل أفضل الممارسات.

تجربة وطموح

قال عبد الرحمن مكاوي، خبير في الشؤون العسكرية، إن “الهند تتوفر على بنية صناعية عسكرية متقدمة جدا كونها دولة نووية تسعى دائما، بحكم صراعها مع جارتيها الصين وباكستان، إلى تعزيز قدراتها البرية والجوية والبحرية لتحقيق أمنها القومي وحماية مصالحها في المحيط الهندي”.

وأضاف مكاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الهند طورت سلسلة من الأسلحة المتطورة على المستوى المحلي؛ بما في ذلك السفن الحربية وحاملات الطائرات والمدمرات والفرقاطات”.

وتابع الخبير العسكري ذاته أن “الصناعة العسكرية الهندية تعتمد على الاستثمارات الضخمة في البحوث التكنولوجية، مستفيدة في ذلك من الموارد البشرية والعقول الهندية التي تعمل في كبريات مختبرات البحث في العالم”، مشيرا إلى أن “الهند، بالإضافة إلى عملها على تطوير البنية التحتية لصناعتها العسكرية، خاصة في المجال البحري، تسعى أيضا إلى توسيع صادراتها من المعدات إلى دول أخرى، مما يعكس التقدم الذي أحرزته في هذا المجال”.

وأوضح المتحدث عينه أن “الهند أطلقت العديد من المبادرات لتشجيع التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات، في إطار شراكات استراتيجية مع دول مثل روسيا وفرنسا، الأمر الذي مكّنها من تصنيع عدد من الأسلحة كطائرات ‘الميغ’ و’السوخوي’ و’الرافال’. وبالتالي، فإن المغرب يمكنه أن يستفيد من التجربة الهندية على هذا المستوى، في إطار التوجه المغربي نحو توطين الصناعة العسكرية وتحقيق السيادة الدفاعية”.

وأكد مكاوي أن “المملكة المغربية يمكنها الاستفادة من هذه التجربة عبر توطيد الشراكة والتعاون العسكري مع الهند، واستلهام استراتيجيتها في التصنيع الحربي، مع التركيز على نقل التكنولوجيا وبناء شراكات استراتيجية معها للحصول على المعرفة التقنية والخبرة في مجالات مثل بناء السفن الحربية والغواصات وتطوير أنظمة الصواريخ”، لافتا إلى أن “هذا الدعم يمكن أن يعزز جهود المغرب لتطوير جيش قوي مكتفٍ ذاتيا يلبي احتياجاته الدفاعية ويعزز مكانته الإقليمية، خاصة في ظل التحديات الإقليمية الراهنة”.

وخلص إلى أن “الهند تمتلك خبرة في الأمن السيبراني والحروب الإلكترونية يمكن أن تستفيد منها المؤسسة العسكرية المغربية”، مشددا على أن “الرباط تربطها علاقات جيدة سواء مع الهند أو باكستان أو الصين. وبالتالي، فإن الدفع بالشراكات العسكرية مع هذه الدول سيقوي الطموح المغربي في الدخول إلى عالم التصنيع الحربي، عبر الاستفادة من مختلف التجارب الدولية في هذا المجال، والتأسيس لتجربة مغربية تستند إلى مختلف المدارس والعقائد العسكرية في العالم”.

موقع وشراكات

يرى هشام معتضد، باحث في الشؤون الاستراتيجية، أن “التعاون البحري والعسكري بين المغرب والهند يحمل إمكانيات واعدة لتوسيع وتعزيز الشراكة الثنائية بين البلدين، حيث إن الموقع الجغرافي الاستراتيجي لكل من المغرب والهند، الذي يربط بين قارات مختلفة وممرات بحرية رئيسية، يضعهما في موقع يمكن من خلاله تعزيز التعاون الأمني والبحري. الهند، كقوة بحرية ناشئة وطموحة، تسعى إلى توسيع نفوذها عبر شراكات استراتيجية مع دول تمتلك موانئ حيوية مثل المغرب، الذي يتميز بواجهة بحرية مزدوجة على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي”.

وأشار الباحث في الشؤون الاستراتيجية، في تصريح لهسبريس، إلى أن “التعاون مع الهند يشكل فرصة للمغرب لتطوير قدراته البحرية في مجالات التكنولوجيا، التدريب، والصيانة، حيث تمتلك الهند خبرات كبيرة في بناء السفن الحربية والغواصات وأنظمة الدفاع المتطورة”، مبرزا أن “تبادل زيارات السفن الحربية، مثل INS Tushil، يعكس عمق العلاقات المتنامية ويضع أسسا لمزيد من التعاون المشترك، سواء على مستوى التدريبات العملياتية أو تطوير التكنولوجيا الدفاعية”.

وتابع المتحدث ذاته أن “التعاون المغربي الهندي يمكن أيضا أن يساهم في تعزيز الأمن البحري الإقليمي، حيث تواجه كلا الدولتين تحديات مشتركة مثل القرصنة، التهريب، والهجرة غير الشرعية”، مشددا على أن “العمل المشترك على تطوير استراتيجيات لمكافحة هذه التحديات يمكن أن يعزز الاستقرار الإقليمي ويجعل البلدين شريكين رئيسيين في الجهود الأمنية العالمية”.

وأكد معتضد أن “هناك العديد من أوجه التعاون المحتملة بين المغرب والهند في المجال البحري والعسكري، إذ يمكن أن تشمل هذه الأوجه تطوير برامج تدريب مشتركة تستهدف تعزيز قدرات البحرية الملكية المغربية في مجالات مثل الاستجابة للأزمات، والتكتيكات القتالية، وتأمين الممرات البحرية”، مشيرا إلى أن “الهند، بخبرتها الطويلة في العمليات البحرية في المحيط الهندي، يمكن أن تقدم خبرات قيمة للمغرب في إدارة وحماية مناطقه البحرية الاستراتيجية”.

وعلى مستوى التصنيع العسكري، أفاد الباحث ذاته بأن “المغرب يمكنه الاستفادة من خبرة الهند في بناء السفن الحربية والغواصات وتطوير أنظمة الصواريخ الموجهة”، مشددا على أن “التعاون المغربي الهندي على هذا المستوى يدعم المغرب في تنويع شركائه العسكريين بعيدا عن الدول التقليدية مثل أوروبا والولايات المتحدة”، خالصا إلى أن “هذا التنويع يمنح المغرب مرونة أكبر في التفاوض على صفقات تسليح جديدة، ويعزز استقلالية قراره العسكري”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق العثور على أجهزة تفجير وعلم داعش في سيارة منفذ هجوم نيو أورليانز: مقتل 10
التالى بعد قرار محمود الخطيب.. زيزو يوافق على عرض ممدوح عباس الخيالي ويوقع مع الزمالك