بعدما كثر الحديث عن الوباء وانتشاره في صفوف أطفال عدد من أقاليم الشمال، يبدو أن داء الحصبة، المعروف وسط المغاربة بتسمية “بوحمرون”، مازال يواصل توسعه وانتشاره ليشمل مؤسسات شبه مغلقة، يمكن أن تمثل فضاء لتكاثر الداء وانتشاره في صفوف نزلائها.
وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية من مصادر جيدة الاطلاع أن سجن طنجة 2، المعروف بإيواء عدد كبير من السجناء، سجل عددا من الإصابات بداء “بوحمرون”، الأمر الذي يمكن أن يتطور لنصبح أمام بؤرة كبيرة للداء المعدي.
وحسب عائلة أحد النزلاء بالمؤسسة السجنية، فإن ابنها يعاني من إصابته بداء الحصبة، مؤكدة في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن حالته الصحية “سيئة، ولم يتم السماح بنقله لتلقي العلاج بأحد المستشفيات خارج السجن”.
وقالت عائلة النزيل المذكور: “نجهل مصير ابننا بعدما اتصل بنا يوم أمس وطلب منا إنقاذه لأنه لا يستفيد من العلاج الضروري”.
وتسيطر حالة من الخوف والترقب على العائلة التي منعت من زيارة ابنها بسبب مرضه شديد العدوى، بينما أكدت إدارة المؤسسة السجنية أنه “يستفيد من العلاج كباقي النزلاء، ولا يمكنه مغادرة مكانه المعزول”.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل رفضت إدارة سجن طنجة 2 السماح للشخص المصاب بـ”بوحمرون” بالتواصل مع عائلته عبر الهاتف، وهو الأمر الذي يزيد من حدة القلق والتوتر بشأن مصيره ووضعه الصحي السيئ.
وما يرفع من حدة هذا الخوف والتوتر، هو أن سجن طنجة 2 سجل، الأربعاء، حالة وفاة لنزيل رجحت مصادر غير رسمية أن يكون داء الحصبة هو السبب، غير أن مصادر طبية أكدت لهسبريس أن السجين الهالك أجريت له تحليلات من أجل معرفة سبب الوفاة إلا أن نتائجها لم يتم الإعلان عنها حتى الآن.
وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية التواصل مع إدارة سجن طنجة 2 من أجل نقل وجهة نظرها في الموضوع، وحقيقة الحالة الوبائية داخل السجن وعدد الإصابات المسجلة فيه، إلا أن الهاتف ظل يرن دون إجابة.
بشار إلى أن موضوع “بوحمرون” وانتشاره في أقاليم الشمال تفرض عليه المديرة الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وفاء أجناو، تكتما شديدا أصبح في الكثير من الأحيان متعمداً لحجب المعلومة الدقيقة عن الرأي العام.