شارك الخبير الإعلامي السوداني الدكتور عثمان أبو زيد عثمان في ندوة دولية حول موضوع “سيميائيات الفكاهة في أدب النادرة”، نظمها بمدينة مكناس فريق البحث في العلوم المعرفية وتدريسية اللغة والأدب، بتنسيق مع مختبر الدراسات اللسانية والأدبية والديداكتيكية في المدرسة العليا للأساتذة مكناس؛ وكان عنوان مداخلته “أدب النادرة بين الحقيقة والتخييل”، استنادا إلى كتاب له بعنوان “من طرائف الحجيج”.
وصدر هذا الكتاب في طبعتين أولى عام 2017 في السودان وثانية عام 2018 في السعودية، ويقع في 72 صفحة من الحجم المتوسط؛ ويتضمن عددا من النوادر الطريفة ذات الصلة بأحداث واقعية واجهت حجاج بيت الله الحرام قبل وخلال سفرهم نحو مكة المكرمة، وأثناء قيامهم بمناسك الحج .
ويتضمن الكتاب 12 عنوانا تتمحور حول موضوعات مرتبة حسب ترتيب أعمال الحج على النحو التالي: نية الحج، والاستطاعة ونفقة الحج، والطريق إلى مكة، والإحرام، والطواف والسعي، والوقوف بعرفة، والحلق أو التقصير، ومظاهر سلبية، والصحة والمرض، وحكايتان عن لقطة الحرم، والموت في الأرض الشريفة، ومتفرقات.
وذكر المؤلف في تقديم كتابه أنه يشتمل على نكت ولطائف في الحج، وأن الغرض منها تقديم ثقافة دينية وفوائد فقهية وإرشادات عن فريضة الحج بمدخل محبب للنفوس، وقال إنه اجتمعت لديه طائفة كبيرة من الطرائف، غير أنه اكتفى بما كان لها المغزى والفائدة، مشيرا إلى أن الهدف من الكتاب أن يكون معينا على تثقيف قاصدي بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين .
ومن الطرائف التي وردت في هذا الكتاب أن حاجا سأل إن كان يتوجب عليه تغطية وجهه أثناء الحج لأنه يحج عن أمه، وآخر من السودان شعر بالتعب والحر الشديد فبحث عن مكان يرتاح فيه قليلا فوجد بابا مفتوحا ينبعث منه هواء رطب، فدخله ثم استلقى بجانب أناس يرقدون؛ ولما استيقظ بسبب إحساسه بالبرودة تسري في جسمه خرج من هذا المكان فكان يفر منه كل من رآه. وأدرك الحاج السوداني أنه كان يرقد مع الموتى حين انتبه إلى لافتة مكتوب عليها ثلاجة حفظ الموتى.
يذكر أن مؤلف الكتاب يشغل حاليا مهمة مستشار إعلامي برابطة العالم الإسلامي، ورئيس تحرير مجلة الرابطة؛ وكان أستاذا للصحافة والإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية، وعميد الطلاب بجامعة النيلين، ثم أمينا عاما لمجلس الصحافة والمطبوعات، ورئيسا لمجلس الصحافة والمطبوعات، ووزيرا للتربية والتعليم بالولاية الشمالية في جمهورية السودان.