أعلنت إسرائيل أن غارتها الجوية على منطقة البسطة في وسط بيروت، الإثنين، استهدفت ما وصفته بـ"مركز قيادة لحزب الله". وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب، نقلته وكالة فرانس برس، أن العملية جاءت ضمن إطار استهداف مواقع قيادية للحزب في لبنان.
الغارة أسفرت عن 29 قتيلًا و67 جريحًا وفق أحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة اللبنانية، مما أثار موجة من الغضب الشعبي في لبنان. ورغم تأكيد مصدر أمني لبناني أن الغارة كانت تهدف إلى استهداف قيادي كبير في حزب الله، إلا أن الحزب نفى وجود أي شخصية قيادية في الموقع وقت الهجوم.
رد حزب الله: صواريخ على شمال فلسطين
في تصعيد سريع، أعلن حزب الله صباح الإثنين عن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية بصليات صاروخية. وأشار الحزب في بيانين منفصلين إلى أن عناصره استهدفت تجمعًا للقوات الإسرائيلية عند مثلث دير ميماس - كفركلا، إضافة إلى قصف قاعدة شراغا شمال مدينة عكا، والتي تعد مقرًا إداريًا لقيادة لواء غولاني.
الهجمات جاءت في إطار رد حزب الله على الغارة الإسرائيلية على البسطة، وهي جزء من استراتيجية أوسع يتبعها الحزب منذ إعلان دعمه لغزة بعد بدء الحرب الإسرائيلية عليها في أكتوبر الماضي.
المناطق الحدودية: تصعيد متواصل ومعاناة السكان
المناطق الحدودية بين جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة أصبحت محور مواجهات يومية منذ إعلان حزب الله دعمه لغزة. الجيش الإسرائيلي بدأ عمليات عسكرية برية وجوية مكثفة على هذه المناطق، مستهدفًا مواقع تابعة للحزب، فيما يستمر الأخير في استهداف التجمعات والقواعد العسكرية الإسرائيلية بالصواريخ.
هذا التصعيد أدى إلى نزوح آلاف المدنيين من جنوب لبنان وشمال إسرائيل، حيث يعيش السكان في حالة من القلق والخوف من تصاعد القصف المتبادل الذي يهدد حياتهم بشكل يومي.
التبعات الإنسانية: ضحايا وتصاعد المعاناة
غارة البسطة أضافت إلى حجم المعاناة الإنسانية في لبنان، حيث أدى استهداف المناطق المدنية إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. بينما يؤكد حزب الله أن عملياته الصاروخية تستهدف فقط المواقع العسكرية الإسرائيلية، يعاني المدنيون في كل من لبنان وإسرائيل من تداعيات التصعيد.
آفاق الصراع: تصعيد بلا أفق واضح
مع استمرار العمليات العسكرية وتبادل الهجمات بين إسرائيل وحزب الله، يظل المشهد الإقليمي مفتوحًا على جميع الاحتمالات. التصعيد الحالي يأتي في ظل التوترات التي أوجدتها الحرب في غزة، حيث تتداخل الجبهات وتتسع رقعة الصراع، ما يزيد من تعقيد محاولات التهدئة.
الدعوات الدولية لوقف التصعيد تبدو عاجزة أمام هذا التوتر المتزايد، مما يثير مخاوف من تحول الاشتباكات إلى مواجهة شاملة تمتد آثارها إلى دول الجوار.