تنظم جامعة محمد الأول بوجدة، بالتعاون مع جهة الشرق، أفريقيا للذكاء الاصطناعي، مؤسسة آنا ليند، يوروبيا وبيت الذكاء الاصطناعي، الندوة الأفريقية الأوروبية الأولى حول الحوكمة المسؤولة للذكاء الاصطناعي: نحو تقنية شاملة للمستقبل”.
تهدف الندوة المنظمة على مدى يومي 28 و29 نونبر الجاري بمركب المعرفة التابعة للجامعة، والتي تحظى برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ودعم المفوضية الأوروبية، إلى جمع نخبة من الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي وصانعي السياسات والباحثين وممثلي المجتمع المدني من القارتين الأفريقية والأوروبية.
وركز المتدخلون خلال اليوم الأول للندوة على الحوكمة الأخلاقية والشاملة للذكاء الاصطناعي، في سبيل ضمان أن تكون هذه التقنية وسيلة لتعزيز الفرص المشتركة بدلاً من أن تصبح مصدرا للتفرقة، حيث تم استعراض، من خلال جلسات حوارية وورش عمل، السبل الممكنة لتطوير الذكاء الاصطناعي بشكل يحقق التنمية المستدامة ويضمن الإنصاف والمساواة بين مختلف المناطق، مع تجنب الفجوات التكنولوجية التي قد تزيد من التفاوتات العالمية.
في هذا السياق، قال ياسين زغلول، رئيس جامعة محمد الأول، إن الندوة “تمثل فرصة فريدة لدراسة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتبادل الخبرات حول أحدث التطورات في هذا المجال الحيوي الذي أصبح يشكل واقعاً مؤثراً في جميع جوانب الحياة”.
وأوضح زغلول، ضمن تصريح لهسبريس، أن الجامعة “تولي أهمية كبيرة لهذا الميدان من خلال إبرام شراكات عدة تتعلق بالتكوين والبحث العلمي، بهدف تعزيز مكانة الجامعة في قيادة هذا المجال على المستوى الإقليمي والدولي”.
وأبرز أن جامعة محمد الأول تضم فرق بحث ومختبرات متخصصة في الذكاء الاصطناعي، كما تسعى دائماً لمواكبة التغيرات العالمية في هذا المجال، مشيرا إلى أن اللقاء الأفرو-أوروبي حول الذكاء الاصطناعي “سيسفر عن توصيات مهمة تهدف إلى تعزيز دور الجامعة كقاطرة للتنمية في جهة الشرق”.
من جانبه، أشار تومي بوشنتوف، مسؤول ببيت الذكاء الاصطناعي التابع لجامعة محمد الأول، إلى أن الهدف من هذه الندوة هو “دراسة كيفية تحقيق الحكامة الجيدة في استعمال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح اليوم جزءًا لا يتجزأ من جميع القطاعات، مما يطرح تحديات تتعلق بضرورة توجيه استخدامه لخدمة الإنسان والإنسانية بشكل عام”.
وتطرق بوشنتوف، في حديث لهسبريس، إلى الإشكاليات المرتبطة بالمعطيات التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي، وخاصة كيفية حماية الخصوصية في هذا المجال، مؤكدا أهمية توفير البنية التحتية اللازمة لضمان استخدام فعال وآمن لهذه التقنية، داعيا الدولة إلى “لعب دورها في تعزيز ودعم هذا المجال”.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد نائب رئيس مجلس جهة الشرق، علاء الدين بركاوي، “التزام المجلس بتطوير بنية تحتية رقمية متقدمة، تهدف إلى جعل المنطقة مركزا للتميز الرقمي على المستويات الوطنية والدولية”.
وأوضح أن المجلس صادق على اتفاقيات عدة تدعم البحث العلمي والتكوين في المجالات الرقمية، بهدف تمكين الشباب من الانخراط في اقتصاد المعرفة وتعزيز فرصهم المهنية، مستحضرا في هذا السياق إبرام شراكة استراتيجية مع منطقة “Grand Est” في فرنسا، بهدف تعزيز التعاون في مجال الرقمنة، ودعم المجلس مشاريع تعليمية متخصصة، مثل مدارس “”YouCode، التي تهدف إلى تكوين جيل جديد من المبرمجين والمطورين الرقميين، مشددا على أن التحول الرقمي “يشكل ركيزة استراتيجية لتعزيز القدرات الاقتصادية والمؤسساتية للجهة”.
وعلى هامش الجلسة الافتتاحية للندوة الأفريقية الأوروبية، تم توقيع مجموعة من اتفاقيات الشراكة بين جامعة محمد الأول وشركائها في تنظيم هذا اللقاء، من بينهم مؤسسة أنا ليندا وأفريقيا للذكاء الاصطناعي ويوروبيا.